السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
شهد محيط مدينة روستوف القريبة من حدود أوكرانيا، والتي دخلتها بوقت سابق اليوم قوات فاغنر وسيطرت على القيادات العسكرية فيها، تبادلاً لإطلاق النار بين الطرفين.
وأظهرت صور توجه وحدات من قوات “أحمد” الشيشانية باتجاه روستوف لمواجهة قوات فاغنر. فيما أعلن قائد فاغنر يفغيني بريغوجين عبور قواته مدينة فورونيج القريبة وتوجهها إلى ليبيتسك، ما ينذر بتوسع دائرة المواجهات. ما دفع السلطات في منطقة ليبيتسك إلى الطلب من السكان البقاء داخل منازلهم لأسباب أمنية. في حين أظهرت صور من المكان، مروحية روسية تستهدف مواقع لفاغنر في فورونيج.
يأتي ذلك فيما اندلع حريق ضخم في مصفاة نفط بمدينة فورونيج، حيث أظهرت مقاطع مصورة سحب دخان ترتفع في سماء المدينة.
وكان حاكم مقاطعة فورونيج، ألكسندر غوسيف، أعلن أن رجال الإطفاء يتعاملون مع حريق نشب في إحدى خزانات الوقود بمصفاة نفط في المقاطعة. وقال عبر قناته على “تليغرام”: “يتم إطفاء خزان وقود محترق في مصفاة للنفط في شارع ديميتروف، ويعمل أكثر من 100 من رجال الإطفاء و30 قطعة من المعدات في المكان، ووفقا للبيانات الأولية، لا يوجد ضحايا”.
من جهة اخرى، أظهرت لقطات بثتها قنوات مقرها “روستوف أون دون” مسلحين يرتدون الزي العسكري يمشطون مقر الشرطة الإقليمية في المدينة على الأقدام، فيما تمركزت دبابات خارج مقر المنطقة العسكرية الجنوبية.
وبعد إعلان التمرّد، اتسعت دائرة المواجهات بين قوات فاغنر والجيش الروسي لتشمل أكثر من تبادل إطلاق نار بين الطرفين. و نشر يفغيني بريغوجين، خبراً أكد فيه مقتل عدد من مقاتليه نتيجة ضربة صاروخية في روستوف.
وأضاف عبر قناته الرسمية في تليغرام، السبت، أن مقاتليه تعرّضوا لهجوم من الخطوط الخلفية، متهماً وزارة الدفاع الروسية بتنفيذه. وتابع أن قواته لم تطلق رصاصة واحدة عندما سيطروا على مقر المنطقة العسكرية الجنوبية لروسيا في المدينة، مؤكدا أنهم رغم ذلك تعرضوا لإطلاق نيران المدفعية والمروحيات بالطريق إلى روستوف.
إلى ذلك أظهرت مقاطع مصورة على قنوات لمدينة روستوف على تليغرام مسلحين يرتدون أزياء رسمية ويطوقون مبنى وزارة الداخلية في المدينة.
من جهته، دعا حاكم المدينة فاسيلي غولوبيف القوات الأمنية لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان سلامة سكان المنطقة، وطلب من الجميع التزام الهدوء وعدم مغادرة المنازل إلا للضرورة.
واعتبر مراقبون المدينة ذات أهمية استراتيجية، خاصة أنها تعتبر إحدى خطوط الإمداد للقوات الروسية، لوقوعها قرب الحدود الأوكرانية.
ووسط حالة البلبلة التي تعيشها روسيا حافظت العاصمة الروسية موسكو على هدوئها مع استمرار الخدمات العامة في عملها كالمعتاد وسط إجراءات أمنية مشددة.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف إن “الرئيس فلاديمير بوتين يعمل من الكرملين”، وفق ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي، وذلك رداً على سؤال بشأن معلومات تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن بوتين غادر موسكو بسبب التمرد.
وعلقت السلطات في موسكو الملاحة في نهر موسكفا، الذي يمر عبر العاصمة الروسية، بصورة مؤقتة. وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين في بيان منفصل إنه ليست هناك قيود على حركة السيارات والشاحنات من المدينة وإليها، لكنه قال إنه تم تشديد إجراءات التفتيش الأمني، مشيرا إلى إن “كل المناسبات الجماهيرية ألغيت (…) لهذا السبب” في موسكو. وأكد أن “كل الخدمات البلدية تعمل بشكل طبيعي، والتنقلات في المدينة لم تتأثر” شاكراً السكان على “تفهمهم” و”هدوئهم”.
وأظهرت صورة مجموعة أشخاص في موسكو يزيلون إعلاناً يدعو الشباب إلى الانضمام لمجموعة فاغنر.
وفي أول تعليق له على تمرد فاغنر، تموضع رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف إلى جانب الجيش الروسي. وأكد الزعيم الشيشاني الحليف اللصيق بالرئيس الروسي اليوم أن قواته مستعدة لتقديم العون في إحباط تمرد رئيس فاغنر، ولاستخدام أساليب قاسية إن لزم الأمر.
كما وصف في بيان نشر على تيليغرام تحرك بريغوجين بأنه “طعنة في الظهر” وناشد الجنود الروس عدم الاستسلام لأي “استفزازات”. وقال إن الوحدات الشيشانية تتحرك نحو “مناطق التوتر” وستعمل على “الحفاظ على الوحدات الروسية والدفاع عن الدولة الروسية”.
يشار إلى أن قديروف حليف مقرب للرئيس الروسي الذي ينشر قوات عسكرية في الشيشان. إنما كان يُنظر إليه سابقا على أنه حليف لبريغوجين، إذ كان يتبنى بعضا من انتقادات رئيس فاغنر للقيادة العسكرية الروسية.
لكن في الأسابيع القليلة الماضية، بدأ قادة شيشانيون متحالفون مع قديروف في انتقاد هجوم بريغوجين المتكرر على وزارة الدفاع.
Visited 1 times, 1 visit(s) today