هدوء والتقاط أنفاس في فرنسا وتجمعات مدنية
السؤال الآن ـــــ وكالات
خرجت عصر الإثنين عدة تجمعات “مدنية للعودة إلى النظام الجمهوري” أمام العديد من البلديات في فرنسا تنديدا بأعمال العنف الليلية التي تشهدها منذ أسبوع الكثير من المدن والتي تراجعت حدتها الليلة الماضي، وذلك بعد هجوم عنيف بسيارة استهدف منزل رئيس بلدية في منطقة باريس.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان على تويتر إن رجل إطفاء (24 عاما) لقي مصرعه أثناء محاولته السيطرة على حريق اندلع في مرآب للسيارات بالعاصمة باريس. وأضاف أن رجل الإطفاء توفي مساء الأحد رغم تدخّل عناصر من فريق الإطفاء لإنقاذه.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية اليوم أن أقل من 157 شخصا اعتقلوا ليلا، ويعد هذا الرقم تراجعا في أعداد الموقوفين على خلفية الاحتجاجات التي شهدت مواجهات متفرقة بين المتظاهرين وعناصر الشرطة، إضافة إلى أعمال عنف تمثلت في إشعال الحرائق وتحطيم سيارات ومبان عامة ونهب متاجر في عدد كبير من المدن.
يذكر أن أكثر من 700 اعتقلوا مساء أول أمس السبت وأكثر من 1300 مساء يوم الجمعة الماضي، ليرتفع عدد الموقوفين على مدار 6 أيام إلى 3354 شخصا للتحقيق معهم، أغلبيتهم يبلغ متوسط أعمارهم 17 عاما، في حين رصدت تقارير إعلامية توقيف أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عاما.
وأمس الأحد، اجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برئيسة الوزراء و7 من أعضاء الحكومة، ودعاهم إلى الاستمرار في بذل كل ما في وسعهم من أجل إعادة فرض النظام واستعادة الهدوء.
ومنح الهدوء النسبي الذي أعقب 5 ليال من أعمال الشغب الصاخبة حكومة ماكرون فرصة لالتقاط الأنفاس في معركتها لاستعادة السيطرة على الوضع، وذلك بعد أشهر قليلة من احتجاجات واسعة النطاق على تعديلات لم تحظَ بشعبية في نظام التقاعد وقبل عام من استضافة الألعاب الأولمبية.
من جهته، تحدث باتريك غاري رئيس بلدية نانتير أمام نحو 100 من سكان المدينة وموظفي البلدية المتجمعين قائلا “إنه وقت التهدئة”، موجها شكرا “كبيرا” إلى جدة نائل التي دعت إلى الالتزام بالهدوء أمس الأحد بعد 5 ليال عنيفة.
وتابع رئيس بلدية المدينة الواقعة غربي باريس “نبقي نصب عيوننا نقطة انطلاق هذا الوضع، وضرورة إحقاق العدالة التي لا تزال مطروحة”.
وفي سان دوني شمال العاصمة الفرنسية تجمع نحو 30 مسؤولا منتخبا و200 شخص على ما أفادت صحفية في وكالة الصحافة الفرنسية، كما تجمع نحو 300 شخص أمام بلدية بريست في منطقة بروتانيه شمال غربي فرنسا، بينهم العديد من أعضاء المجلس البلدي وموظفي البلدية.
ودعت جمعية رؤساء بلديات فرنسا أمس الأحد إلى “تعبئة مدنية” ظهر الاثنين أمام بلديات البلد تنديدا بالعنف ضد المسؤولين البلديين ومن أجل “العودة إلى النظام الجمهوري”.
وأصيب المئات خلال الأيام الستة الماضية، بينهم 700 من رجال الشرطة، ومن بين آلاف الموقوفين أبقت الشرطة على ألف شخص قيد الاحتجاز دون تحديد موعد انتهاء التحقيق معهم.
وشهدت 99 مدينة فرنسية أعمال شغب على خلفية الاحتجاجات، وأشعلت النيران في ما لا يقل عن 5 آلاف سيارة في مدن متعددة، كما أضرمت النيران في أكثر من 10 آلاف تجمع للقمامة.
وتعرض خلال تلك الأحداث نحو ألف مبنى للنهب والتخريب، بينها بنوك ومراكز تسوق، ورُصد 250 اعتداء على مراكز للشرطة في عموم البلاد.
واندلعت الاحتجاجات وأعمال الشغب والمواجهات مع قوات الأمن في فرنسا بعد انتشار مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر رجلي شرطة وهما يحاولان إيقاف سيارة بذريعة عدم امتثال سائقها لدورية مرورية في ضاحية نانتير غرب باريس. وأظهر الفيديو قيام أحد الرجلين بإطلاق النار على السائق -وهو فتى من أصول جزائرية- عندما حاول الانطلاق بالسيارة، مما أسفر عن مقتله برصاصة في الصدر مساء الثلاثاء الماضي.
ووجه الادعاء الفرنسي إلى الشرطي الموقوف (38 عاما) تهمة القتل العمد.