مفارقات الميركاتو
كاركاسون- المعطي قبال
في مزايدات الميركاتو ، سيحسم الأمر بسرعة خلال الأيام القادمة في بيع وشراء أبرز نجوم كرة القدم. بعد انتقال كريستيانو رونالدو إلى فريق النصر بمبلغ 400 مليون يورو، التحق ميسي، بعد أن أظهر أعطابه التقنية والمعنوية، إلى ميامي لتقاضي مبلغ خيالي يتراوح ما بين 45 و 55 مليون يورو سنويا، في بلد ليست كرة القدم من تقاليده العريقة.
وسبق لكريم بنزيما أن وقع مع فريق الاتحاد بمبلغ 27,5 مليون يورو، لما أدرك أن عامل السن لا يلعب لصالحه وقد تسقط قيمته بسرعة…
وأخيرا وليس آخرا، بدأت المضاربات والمزايدات من حول كيليان مبابي، حيث اقترح فريق الهلال مبلغ 700 مليون يورو، فيما رفض الطاقم التابع لمبابي هذا الاقتراح. هذا مع العلم أن عامل الإشهار في هذه المعادلات لا وزن له ولا قيمة.
منذ أن التحق رونالدو بفريق النصر من من الجمهور يتابع «إنجازاته» أمام ملاعب نصف فارغة؟ كم عدد المتفرجين يتحمسون لركلات ومراوغات رونالدو وبقية النجوم؟ فهولاء ليسوا سوى علامة إشهار وضعها فريق النصر والاتحاد، وبأثمنة باهضة، على قمصانها. ذلك أن كرة القدم بالسعودية التي تطمح أن تصبح خير أمة في الكرة، لن تنجح في تكوين وتأسيس لعبة إن لم تقم على المجهود التقني، المعنوي، وعلى خطة رياضية مستقبلية وطنية. وإلى أن يتحقق هذا الإنجاز ستشتري السعودية ودول الخليج أرجل لاعبين هم على حافة التقاعد، لكنهم يلجأون إلى هذه الدول من أجل عملية «روسيكلاج» تذر عليهم أرباحا «ما يجمعها غير الفم»، وينصرفون إلى حال سبيلهم.
في هذه الأثناء يبدو ميركاتو بعض اللاعبين بالرغم من مستواهم الجيد، يبدو بئيسا: لا زال كل من امرابط وزياش من بين اللاعبين المغاربة على سبيل المثال، ينتظران فريقا أوروبيا أو عربيا يتقدم بعرض معقول لاستقبالهما. إلى درجة أن موقعا إلكترونيا يأتينا كل يوم بأخبار تناقض بعضها البعض في مسألة «ترانسفير» هذين اللاعبين. وإن لم تطرح حلول في هذا الشأن في الوقت المناسب، أي عند فاتح شتنبر كآخر أجل، فلن تقبل منهما الشكاية!
على أي لا يعدو الميركاتو كونه لعبة قمار يعمل اليوم على تطوير قواعدها بعض من أولئك الذين «يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر»، ويحذرون من عذاب القبر أو عذاب البرزخ!
Visited 6 times, 1 visit(s) today