تمرُّد البنات.. وقدسية الحكي! (يوميات من زمن كورونا 2021)

تمرُّد البنات.. وقدسية الحكي! (يوميات من زمن كورونا 2021)

د. لطيفة حليم

   – كورونا  مونتريال 2021

     البنت التي تساعد أمها. أجمل قطعة كتبها “بوكماخ” ضمن صفحات تلاوة اقرأ. كان سابقا لزمن -كًرًونا. ولمشروع- التمرد، الذي تبنته البنت “مِيلَا”. الجدة تشاهد الاخبار- تمنع أُفغانستان البنات من التعليم.  سقط صحن من يد “ميلا” على الأرض، تكسر.

   لم تكن تتوقع أنه في زمن- كُرُونَا سيعود طالبان، ويتم جلاء آخر جندي أمريكي. أصيبت بحزن كبير لأن تعليم البنات الذي نادت به الملكة “ثُريا” في أفغانستان، حصل قبل أن تلتحق أمها بدار فقيهة زمن الحماية الفرنسية بالمغرب. تعليم البنات في أفغانستان حصل من زمان. هل معنى هذا أنها معجبة بزوجة الملك، الملكة “ثريا”؟ التي قالت:

  • ما لم تتعلم المرأة وتتحرر ستظل أفغانستان متخلفة

تشاهد الأخبار، طالبان يمنعون حق البنات في التعليم؟

السؤال الآن: لماذا أوقعت سِبْطَتُها بالصحن، بعد خرم أذنيها؟

 يتناهى إلى سمعها صوت بلهجة مغربية

– أولاد هاذ الزمان بَسْلِين.

قلبت “ميلا” الخيط بأذنيها، صرخت. استاءت من صراخها.  ألم الثقب يخلق عند سِبْطَتِها التمرد. تهمس جدتها:

-هنا في كندا، الثقب لا يحصل فيه ألم؟

تمردت الصبية “مِيلا” عندما كسرت الصحن. من منا لم تُكسر صحا في طفولتها؟ يندرج هذا التمرد في خانة – بَ سْلِين، التمرد. لهذا أوقعت “ميلا” بالصحن قبل ولوجها المطبخ. هل كانت تعرف أنها تتمرد؟  هل كانت تعرف أن اللغة العامية في الدارجة المغربية تنعت التمرد – بَ سْلِين؟ تتعجب أنها وظفت في إحدى رواياتها – بَسْلِين.  وامتنعت عن مسحها. التمرد مهم عند الأطفال سبق أن خلقت مَسْلَك – بَ سْلِين- في شعبة الفلسفة علم الاجتماع. هكذا أصبحت مولعة بسماع كلام البَ سْلِين قبل ثقب صوان أذني “مِيلَا”

-ب سْلِين دِيمَا مْنَوْظِينْ البَلْبَالَا.

ترددها بنغمة آتية من أرض جديدة تقيم بها، ليست بأرض أجدادها، تنصت للمغنية “سِلِين”. حفيدتها “ميلا” تنبهها:

أتركِ” سِلِينْ” على راحتها إنها مريضة.

 حروف متماثلة “بَ سْ لِ ي ن”ْ. تختلف في حركة حرف “س”، من السكون إلى الكسر، واسقاط الحرف الأول الباء.  سِلِينْ. القاعدة: عند تحويل الدارجة المغربية إلى لغة أجنبية يسقط الحرف الأول.

تستمع إلى كلام شرذمة من البَ سْلِينْ -لمْخَرْبَقِين-. عودة طالبان إلى أفغانستان وفشل الانتخابات في المغرب:

-أَنَا مَاشِي بْهِيمَا نَمْشِي نْتَخَبْ دِيمَا.

عادتها لا تقرأ نصوصا باردة لا روح فيها:

-أَنَا مَاشِي بْهِيمَا، أنا إنسان.

 تنصت الى كلمات لَمْخَرْبقين البَسْلِين، تحول البرودة إلى حرارة، لأنها مقتنعة بتمرد سِبْطَتِها عندما يحصل لها الألم. لفظ “بَ سْلِينْ” يعكس التمرد حقيقي. تستمع إلى صوت آتٍ من عند أَبِ أولادها:

-بَارَكَة مَنْ كْلَام البَ سْلِينْ.  استمعي إلى المغنية سِلِينْ أحسن.

تنتبه الى تعليق زميلتها “صفية” على صفحتها ب الفيس بوك:

-انتبهي إلى قُدْسِيّة الكلمة. احذري كلام “َبَ سْلِين”. ابتعدي عنهم تيخربقو الكلام. لا تتمردي على الكلمة. كوني أنت…بَارَكة من لَبْسَالة.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

لطيفة حليم

أديبة وروائية كندية وأكاديمية من أصول مغربية