حرائق في اليونان وكندا وإعصار هيلاري يصل الولايات المتحدة

حرائق في اليونان وكندا وإعصار هيلاري يصل الولايات المتحدة

السؤال الآن ــــ وكالات

أفادت السلطات اليونانية باندلاع نحو 46 حريقا أمس السبت في عدة مناطق بالبلاد، وسط أنباء عن إجلاء سكان 8 قرى في شمالي شرق البلاد. واستعرت الحرائق في الغابات والأدغال بشمالي شرق اليونان وخرجت عن السيطرة وسط درجات حرارة مرتفعة ورياح عاتية وموجة جفاف تشهدها البلاد منذ أسابيع.

وقالت السلطات المحلية اليونانية إن النيران وصلت إلى قرى في منطقة ألكسندروبوليس الساحلية اليونانية اليوم الأحد، وألحقت أضرارا بالعديد من المنازل والأراضي الزراعية. في حين أفادت مصادر من فرق الإطفاء باندلاع نحو 46 حريقا في الغابات والأدغال بشتى أنحاء البلاد أمس السبت. كما أفادت تلك المصادر بأن رجال الإطفاء نشروا طائرات ومروحيات فجر اليوم لإخماد نيران الحرائق.

ونقلت الإذاعة اليونانية الرسمية عن رئيس بلدية ألكسندروبوليس، جيانيس زامبوكيس، قوله إن السلطات قامت بإخلاء 8 قرى قرب ألكسندروبوليس، وإن 4 أشخاص على نقلوا إلى المستشفى بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي جراء الحرائق.

وأوضح زامبوكيس أن المناطق السياحية ليست مهددة بخطر وصول الحرائق إليها. ولم يتضح سبب اندلاع الحرائق التي انتشرت بسرعة جراء الرياح القوية والجفاف.

وفي كندا أصدرت السلطات أمس أوامر بالإجلاء لنحو 35 ألف شخص من السكان المحليين بإقليم كولومبيا البريطانية مع اشتداد الحرائق التي تجتاح الولاية منذ أيام. كما حذرت السلطات من أن الأيام المقبلة ستكون أكثر صعوبة.

وكان الإقليم أعلن حالة الطوارئ يوم الجمعة الماضي، لمنح المسؤولين صلاحيات رسمية مؤقتة لمواجهة المخاطر المرتبطة بالحرائق، وذلك بعد خروجها عن السيطرة في أنحاء واسعة من الإقليم.

وأتت النيران على مساحة تقدر بنحو 140 ألف كيلومتر مربع في مختلف أنحاء كندا، وهو ما يعادل حجم ولاية نيويورك الأميركية. وتمركز الحريق في أنحاء كيلونا، وهي مدينة تبعد نحو 300 كيلومتر إلى الشرق من فانكوفر، ويبلغ عدد سكانها نحو 150 ألف نسمة.

وتعدُّ حرائق الغابات أمرا شائعا في كندا، لكن سرعة انتشار الحرائق الآن وسعة نطاقها تجعل من هذا الموسم أسوأ موسم حرائق في كندا حتى الآن.

وفي إسبانيا شبت حرائق في غابات جزيرة تينيريفي الإسبانية، مما أجبر الآلاف من سكانها على الفرار من منازلهم مساء أمس السبت بعد تعثر جهود السيطرة على الحرائق بسبب الرياح القوية.

ووصفت روزا دافيلا رئيسة الحكومة المحلية في تينيريفي الحريق بأنه “مدمر”. وقالت خلال مؤتمر صحفي إن الحريق تسبب في عمليات إجلاء جديدة. وقالت خدمات الطوارئ في وقت متأخر من يوم أمس السبت إن 10 بلدات تضررت جراء الحرائق حتى الآن، وإن السلطات أجلت سكان 11 بلدة في إجراء احترازي. في حين أعلنت السلطات الإقليمية إجلاء أكثر من 12 ألف شخص.

من جهة اخرى، تستعدّ ولايات في جنوب غرب الولايات المتّحدة لحدوث فيضانات خطرة مع اقتراب الإعصار هيلاري الذي خلّف في المكسيك أضراراً وقتيلاً واحداً على الأقلّ. وقالت نشرة أصدرها المركز الوطني الأميركي للأعاصير ليل السبت إنّ الرياح المصاحبة للإعصار ضعفت بشكل كبير لكنّها ما زاالت عاتية إذ تبلغ سرعتها 90 ميلاً في الساعة (145 كلم/ساعة).

وتجعل هذه السرعة هيلاري إعصاراً من الدرجة الأولى على سلم سفير-سيمبسون المؤلف من خمس درجات تصاعدية، في تراجع كبير عن الدرجة الرابعة التي كان قد بلغها سابقاً. وقال المركز في توقّعاته إنّ “عين الإعصار هيلاري ستتقدّم نحو الساحل الغربي لشبه جزيرة باخا كاليفورنيا في نهاية الأسبوع وستبلغ جنوب كاليفورنيا بحلول ليل الأحد”.

وحذّر المركز من احتمال حدوث “فيضانات مهدّدة للأرواح قد تكون كارثية” في مناطق واسعة من باخا كاليفورنيا وجنوب كاليفورنيا.

ومن المتوقّع أن يضعف الإعصار ليتحوّل إلى عاصفة مدارية قبل أن يصل إلى جنوب ولايتي كاليفورنيا ونيفادا، مع استمرار خطر هطول أمطار غزيرة وحدوث فيضانات. ويتقدّم الإعصار باتجاه الأراضي الأميركية بعدما خلّف في المكسيك أضراراً وأوقع قتيلاً واحداً على الأقلّ.

وأعلنت وكالة الحماية المدنية المكسيكية امس السبت أنّ مستويات الأنهار والجداول ارتفعت بشكل كبير في لوريتو وموليج على الساحل الشرقي لباخا كاليفورنيا الذي تضرّر أيضًا من الانهيارات الأرضية وإغلاق الطرق. وبحسب الوكالة، لقي شخص مصرعه بعد أن جرف مجرى مائي إحدى السيارات في موليج.

وفي منتجع كابو سان لوكاس السياحي، أقام السكان والعاملون هناك دعامات حماية ووضعوا آلاف الأكياس المعبّأة بالرمال استعداداً لوصول العاصفة. وكان عناصر البحرية يقومون بدوريات على الشاطئ، الوجهة الشهيرة للسياح المكسيكيين والأجانب.

وأكّد عمر اولفيرا لوكالة فرانس برس السبت من امام المطعم المطلّ على الشاطئ الذي يعمل فيه “اتخذنا كلّ الإجراءات الاحترازية الليلة الماضية“. وأشار إلى أكياس الرمل التي وضعت حول المطعم، قائلاً “نحن فقط نحمي العمّال وننتظر هبوب العاصفة”.

وفي بلدة تودوس سانتوس على الساحل الغربي لشبه الجزيرة، بدت الشوارع مهجورة بشكل كبير بينما تم اغلاق الشاطئ القريب في لوس سيريتوس بسبب الأمواج العاتية. وقال العامل ماركو سيغورا (57 عاما) “شعرنا باشتداد الرياح. لم تكن قوية كما كنّا نتوقّع لكنها أثارت قلقنا“.

 ونشرت الحكومة المكسيكية نحو 19 ألف جندي في الولايات الاكثر تأثّراً بالعاصفة، بينما أرسلت شركة الكهرباء الفدرالية أكثر من 800 عامل ومئات المركبات للاستجابة لأيّ انقطاعات في التيار.

وفي الولايات المتّحدة، “يُتوقع تساقط ما بين 7 و15 سنتم من الأمطار، مع كميات معزولة تبلغ 25 سنتم، في أجزاء من جنوب كاليفورنيا وجنوب نيفادا. ويحتمل حدوث فيضانات خطيرة إلى كارثية على المستوى المحلي”، بحسب المركز الوطني الأميركي للأعاصير.

وأكّدت نانسي وارد مديرة مكتب خدمات الطوارئ التابع لحاكم الولاية إنّ هيلاري قد تكون واحدة من أسوأ العواصف التي تضرب الولاية منذ أكثر من عقد. وحذرت في مؤتمر صحافي من أنّ “هذه عاصفة بالغة الخطورة“. وأرسلت وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية الأميركية فرقاًإلى المناطق المعرّضة للعاصفة قبل هبوبها. وأعلن حاكم الولاية غافين نيوسوم حالة الطوارئ في جزء كبير في المنطقة الجنوبية لكاليفورنيا.

كذلك فإنّ الرئيس الاميركي جو بايدن الذي كان يقضي عطلته مع أسرته في منزل مطلّ على بحيرة تاهو على الحدود بين كاليفورنيا ونيفادا تمّ إطلاعه على الاستعدادات للعاصفة، بحسب البيت الأبيض.

ومن المقرّر أن يزور بايدن والسيدة الأولى جيل أرخبيل هاواي الإثنين لتفقّد المناطق المنكوبة بالحرائق ولقاء ناجين ومسعفين، بعد الحرائق الأكثر فتكاً منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة. وألغيت مباريات في دوري البيسبول ودوري كرة القدم كانت مقررة الأحد في المنطقة مع اقتراب العاصفة.

وتضرب الأعاصير المكسيك كل عام على سواحلها الواقعة على المحيطين الهادئ والأطلسي، عادة بين أيار/مايو وتشرين الثاني/نوفمبر. ورغم أنّ تبعاتها تطال أحياناً ولاية كاليفورنيا، إلا أنّه من النادر أن تضرب الأعاصير الولاية الأميركية بقوة تناهز قوة عاصفة مدارية.

 

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة