عمرو دياب .. ولد حكم بلد!

عمرو دياب .. ولد حكم بلد!

 محمود القيسي

“مر الكلام زى الحسام
يقطع مكان ما يمر
أما المديح سهل ومريح
يخدع.. لكن بيضر
والكلمة دين من غير ايدين
بس الوفا عالحر”
*احمد فؤاد نجم

يحكى أن والي مصر محمد علي باشا خرج يوماً يتنزه مع بعض أفراد حاشيته، فمرّوا بأولاد يلعبون بالكلل، وكان بينهم ولد يلبس طربوشاً جديداً فتناوله محمد علي باشا عن رأسه وقال له:”بكم تبيع هذا الطربوش” يا غلام فقال:”طربوشي كان سعره عشرين مصرية قبل أن تمسه يدكم الكريمة، أما الأن فقد أصبح، في يدكم، أغلى من أن يباع بثمن”

فأعجب محمد علي باشا ببداهة الولد وقال لمن معه:”هذا الولد ربما صار يوماً حاكماً عظيماً “.ثم قال له :”إذا أعطيتك ثمن الطربوش ألف مصرية فماذا تفعل بها”؟ قال:” أشتري كللاً وألعب بها مع رفاقي”
فضحك محمد علي باشا و قال:”الولد ولد ولو حكم بلد”.

ما قصة الولد “عمرو دياب” أو “الهضبة” يا سيدي.. أو ما قصة الولد الذي فرض شروطه وحكم بلد جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، والاخطل الصغير، وأمين الريحاني، وحسن كامل الصبّاح، وشمس الأغنية الأسطورة صباح، ووديع الصافي، ونصري شمس الدين، وعاصي ومنصور وزياد الرحابنة..

من هذا الولد الذي أقتحم بلاد الحروف الأبجدية لليلة واحدة، وفرض شروطه على الكبير والصغير، وفرض عليهم لون الثياب الداخلية والخارجية وما خفي أعظم.. والعاقبة على المتقين والنائمين والصامتين والخائفين والتائهين.. الاحياء الاموات في بلاد قدموس، وبلاد نون أبن نوح بعض الطوفان..

بلاد القلاع الصامدة في وجه الغزاة من كل الأجناس والأسماء والمسميات.. نعم، قلاع بعلبك وصيدا وصور و الشقيف وطرابلس.. قلعة الشقيف، أو ارنون التي أسقطت اسطورة جيش العدو الاسرائيلي الذي لا يقهر.. وقلاع بعد قلاع.. واحدة اسقطت الصليبيين.. وواحدة أسقطت الاسكندر المقدوني ذو القرنين.. وواحدة أسقطت الهكسوس.. وواحدة أسقطت التتار والمغول.. وواحدة أسقطت ارتحششتا على عتبات أبوابها والسلالم والمنجنيق…!

نعم، بلاد مسرى القربان ( أخانا في الرضاعة ) إلى قدس الأقداس وقيامة بعد القيامة.. من هذا الولد الذي أقتحم علينا مقابرنا في زمن الكفر السياسي والكافرون من آهل السلطة الملعونة والملاعين.. السلطة التي باعت واشترت واشترت وباعت على كل المنصات السوداء والأسواق السوداء والأيام السوداء والاسماء السوداء من عمرو دياب إلى عمرو كلاب..

وإلى اخر لائحة أشباه الدياب وأشباه الكلاب ولا حتى دياب ولا حتى كلاب… الولد الذي كسر نشيدنا كلنا وكسر نشيد الوطن.. وكسر سيفنا وكسر العلم.. كسر سيفنا وكسر القلم.. ومنع أعلامنا من النشيد الوطني رحمة وترحم على بلادنا.. ومنع إعلامنا من الكلام ترحم على الكلام والأقلام.. رحمة الله على أعلامنا والنشيد.. ورحمة الله على إعلامنا والكلام..!!؟؟؟

Visited 22 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

محمود القيسي

كاتب لبناني