الهروب الأخير للنظام الإيراني

الهروب الأخير للنظام الإيراني

حسين عابديني

المراحل والفترات المختلفة التي مرت على النظام الايراني منذ تأسيسه، والتي کان همه الاکبر في جميعها وبدون أي إستثناء ضمان بقائه ودرء الاخطار عنه بأية طريقة أو وسيلة کانت، فإنه وعندما کان على الدوام يواجه المشکلات المستعصية والاوضاع السلبية التي لايتمکن من حلها ومعالجتها، فإنه کان لايجد مناصا من الهروب منها الى الامام!

الهروب من المشکلات والاوضاع السيئة الى الامام، هي ما حرص عليه الرٶساء والحکومات المتعاقبة للحکم في هذا النظام، ومن المستحيل أن تجد رئيسا جديدا وحکومته التي شکلها لم يرث من سلفه المشکلات والاوضاع السيئة التي يمکن وصفها بالامراض المزمنة للنظام والتي لايوجد أي علاج لها سوى المهدئات والمسکنات وهذه ليست علاجا حاسما کما هو معروف وواضح.

توارث المشکلات والاوضاع السيئة من جانب الحکومات المتعاقبة على مر ال44 عاما المنصرمة لم يکن بطبيعة الحال أمرا سهلا کما إن ذلك لم يساهم إطلاقا في تخفيف وطأة تأثير تلك المشکلات والاوضاع بل وحتى إنه عمل على زيادة حدتها وعمقها وتجذرها بما يمکن القول إستحالة حلها ومعالجتها وخصوصا مع بقاء هذا النظام واسلوبه المثير للسخرية هذا!

عندما يعترف خبراء النظام الايراني من أنه حتى لو تم رفع العقوبات کلها ورفع الحظر عن الاموال المجمدة وتم السماح للنظام بتصدير النفط بأقصى الطاقات الممکنة، فإن کل ذلك لن يتمکن من معالجة المشکلات والاوضاع السيئة للنظام، وعندما يجري تکرار هذا الاعتراف وبصورة ملفتة للنظر وبشکل خاص خلال عهد ابراهيم رئيسي الذي راهن عليه وعلى حکومته”الفتية” خامنئي کما لم يراهن على أي رئيس وحکومة أخرى، فإن ذلك يعني بأن المهدئات والمسکنات لم تعد تنفع ولاسيما بعد أن باتت الاعراض والمظاهر السلبية تظهر على النظام وتکشف واقع وحقيقة أمره، وهو مايدفع بالضرورة خامنئي ونظامه للبحث”غير المجدي”و”البيزنطي”مجددا عن طريقة واسلوب لضمان المحافظة على النظام وتجنب سقوطه وإنهياره.

الحقيقة المهمة جدا والتي لامناص لخامنئي ونظامه من الاعتراف بها، هي إن ابراهيم رئيسي وحکومته وإن کانا ضمن السيناريو المعهود للنظام بتوارث المشکلات والاوضاع الصعبة، لکن الذي يبدو واضحا بأن هذه المشکلات والاوضاع الصعبة لم تعد کالسابق بل إنها باتت کسکينات خاصرة وليس مجرد سکينة خاصرة، وحتى إن التهافت الملفت للنظر للنظام في إستجداء العلاقات مع بلدان المنطقة والعالم والسعي من أجل مد الجسور وما إليه، يکشف ويفضح في الواقع الحالة الصعبة للنظام والتي وصلت الى مايمکن وصفه بالمحطة الاخيرة في طريق النظام، ولم يعد هناك من مزيد من الهروب للأمام ولاسيما إذا ماعلمنا بأن عهد رئيسي قد کان بمثابة الهروب الاکبر للنظام أو حتى لنقل الهروب الاخير!

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عابديني

سياسي ومعارض إيراني