تصعيد في عين الحلوة واتفاق حاسم لوقف النار فهل ينجح؟
السؤال الآن ــــ وكالات
في مسعى جديد لتثبيت وقف دائم لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وصل سفير فلسطين اشرف دبور مع وفد من هيئة العمل الفلسطيني المشترك إلى المخيم عين الحلوة الذي عمليات نزوح كبيرة بعد فشل مساعي التهدئة واشتداد المعارك.
وكانت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان بعد اجتماع لها، عصر اليوم قد أعلنت عن اتفاق حاسم على وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة”. وقالت في بيان، أنها انقسمت إلى “وفدين دخلا الى المخيم، وفد توجه الى منطقة البركسات حيث يعقد اجتماعا مع حركة فتح وقيادة الأمن الوطني، وآخر توجه الى مقر عصبة الأنصار الإسلامية، حيث يعقد اجتماعا مع القوى الاسلامية، وتجري الاتصالات بين الطرفين ومع باقي القوى لتثبيت وقف اطلاق النار ومنع اي خرق له”.
ودارت اليوم معارك طاحنة في المخيم على محتلف المحاور وذهبت الامور نحو تصعيد كبير، وأكدت مصادر في “عصبة الانصار” “إستهداف مراكزها في الصفصاف، لكنها لن تنجر بحسب قولها وكل الاتصالات التي حصلت لتهدئة الوضع في المخيم باءت بالفشل”.
بعد تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إتصالا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وتشاور معه في التطورات الحاصلة في المخيم. وشدد رئيس الحكومة في خلال الاتصال على أولوية وقف الاعمال العسكرية والتعاون مع الاجهزة الامنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة”.
وقال رئيس الحكومة: “إن ما يحصل لا يخدم على الاطلاق القضية الفلسطينية ويشكل اساءة بالغة الى الدولة اللبنانية بشكل عام وخاصة الى مدينة صيدا التي تحتضن الاخوة الفلسطينيين، والمطلوب في المقابل أن يتعاطوا مع الدولة اللبنانية وفق قوانينها وانظمتها والحفاظ على سلامة مواطنيها”.
وبعد الظهر، توجهت القيادات الفلسطينية الى داخل مخيم عين الحلوة لتشرف على تطبيق وقف النار ورعايته ومنعه من الانهيار وكشف من يعمل على خرقه، تنفيذا لاتفاق السفارة الفلسطينية.
في وقت تتواصل الاتصالات اللبنانية الفلسطينية من اجل وضع حد لتفلت الوضع داخل الميخم وتأثيراته السلبية على مدينة صيدا، ومن اجل التوصل لاتفاق لوقف اطلاق نار نهائي، بعدما كان كل اتفاق لا يصمد سوى ساعات لتعاود الاشتباكات وتيرتها للمرة الرابعة على التوالي .
وكانت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة لا تزال مستمرة بين حركة “فتح” والمجموعات المسلحة متواصلة، حيث سمع اصوات الرصاص والقذائف الصاروخية في ارجاء مدينة صيدا، ما ادى الى ارتفاع عدد القتلى الى ثلاثة، بينهم واحد من حركة فتح واخر من الشباب المسلم، فيما قتل مدني نتيجة رصاص طائش في منطقة الغازية المجاورة لمخيم عين الحلوة ويدعى حسين مقشر. هذا واصيب العشرات بجروح داخل المخيم وخارجه نتيجة الرصاص الطائش وانفجار القذائف الصاروخية، ولا سيما في حسبة صيدا، فيما انفجرت قذيفة اخرى في منطقة سيروب في ضاحية صيدا الشرقية . في وقت تم اخلاء مستشفى صيدا الحكومي من جميع المرضى، حفاظا على سلامتهم، فيما اصيبت الشوارع المتاخمة للمخيم بشلل تام وتأثرت الحركة داخل المدينة جراء الاشتباكات الدائرة .
وكانت الاشتباكات العنيفة تجددت منذ الصباح في مخيم عين الحلوة، وتصاعدت حدتها ظهراً في حي حطين وجبل الحليب غرب المخيم، وسرعان ما امتدت الى المحاور التقليدية في البركسات والطوارئ والبستان اليهودي.
واستخدم طرفا النزاع من حركة “فتح” والمجموعات المتشددة الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية واسلحة القنص التي طاولت اماكن بعيدة عن محاور القتال وصولا الى مدينة صيدا، حيث اصيبت سيارة بشظايا صاروخية قرب الماكدونالدز عند الطرف الجنوبي الغربي للمدينة وسقوط جريح ، فيما سجل مقتل احد عناصر المجموعات الاسلامية المسلحة ويدعى شادي عيسى وهو شقيق المطلوب البارز نمر عيسى في حي حطين، وجرح 7 آخرين.
وأدى الرصاص الطائش إلى اصابة عامل مصري برصاص في رجله، وعملت سيارة اسعاف على نقله الى المستشفى للمعالجة. واُصيب اثنان وقتل آخر برصاصة طائشة، بالقرب من المسلخ في منطقة الغازية، ونقلت جثة القتيل إلى مستشفى الراعي في صيدا، كما جرح شخص في سينيق أمام محله لبيع قطع السيارات. وتم إجلاء مرضى وموظفي مستشفى صيدا الحكومي عند مدخل عين الحلوة حفاظاً على سلامتهم بسبب اشتداد الإشتباكات. كما قطع السير من الاتوستراد الشرقي صيدا واوتوستراد الغازية وتحويله الى الطريق البحرية.
الى ذلك، نفى مصدر أمني مطلع نفيا قاطعا كل التقارير التي تحدثت عن قصف مدفعية الجيش اللبناني لتجمعات الإسلاميين في مخيم عين الحلوة، بحسب “الجديد“.
في إطار متصل، أكدت مصادر في فتح أنها لم تبدأ بإطلاق النار أو الرصاص، بل دافعت عن نفسها، وهي ملتزمة بما تقرره القيادة السياسية، ولا نية لها بشن هجوم على مكان وجود الارهابيين في الطوارئ.
وأشارت هذه المصادر الى أن “الارهابيين هم من افتعلوا المعركة وذلك بعد الاجتماع الذي حصل، وشدد على ضرورة تسليم القتلة إلى الدولة اللبنانية، وإخراج المسلحين من المدارس كي لا يضيع العام الدراسي على التلاميذ والحفاظ على أمن المخيم واستقراره، وهذا ما لم يعجبهم، لأن مختلف الفصائل حضرت الاجتماع ووافقت عليه”.
تجدر الاشارة الى ان الوضع في عين الحلوة كان قد انفجر مساء اول امس، بعدما فشلت القوة الفلسطينية المشتركة بتنفيذ انتشار لها في كافة انحاء المخيم ورفض الجهات المعنية تسليم المتورطين في اغتيال العميد ابو اشرف العرموشي ورفاقه، كما ورفض اخلاء المدارس داخل المخيم ولا سيما مدرسة صفد .