إعلان قمة العشرين يرضي موسكو وكييف تعتبره لا يدعو للفخر
السؤال الآن ـــ وكالات
اختتمت قمة مجموعة العشرين أعمالها في نيودلهي اليوم، بتسليم الهند رئاسة القمة إلى البرازيل، بينما أشادت روسيا بالإعلان التوافقي الذي أحجم عن انتقادها بشكل مباشر بسبب الحرب في أوكرانيا، ووصفتها بالناجحة.
وطلب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من قادة المجموعة عقد اجتماع افتراضي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لمراجعة التقدم في السياسات المقترحة، والأهداف المعلنة في القمة.
وقال في بيان، “مسؤوليتنا هي النظر في الاقتراحات التي قُدمت لنرى سبل تسريع التقدم بشأنها”.
والتقى الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والمصري عبد الفتاح السيسي على هامش القمة، في خطوة تشير إلى أن دفء العلاقات بين البلدين قد تعزز.
وقال مكتب الرئيس التركي أردوغان في بيان، إن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية والتعاون في مجال الطاقة بين البلدين، فضلا عن القضايا الإقليمية والعالمية.
ووفق وكالة الأناضول، فقد أشار الرئيس أردوغان إلى أن العلاقات التركية المصرية دخلت مرحلة جديدة عقب تبادل السفراء بين البلدين، معربا عن إيمانه بأن العلاقات الثنائية ستصل إلى المستوى المنشود في أقرب وقت.
كما ثمّن أردوغان دعم الإدارة المصرية لشركات ومستثمري بلاده، مؤكدا أنهم يولون أهمية لإحياء التعاون بين أنقرة والقاهرة في مجالات الغاز الطبيعي المسال، والطاقة النووية، والثقافة والتعليم.
وأصدرت المجموعة أمس إعلانا للقادة أحجم عن انتقاد روسيا بسبب الحرب، لكنه سلط الضوء على المعاناة الإنسانية التي سبّبها الصراع، ودعا جميع الدول إلى عدم استخدام القوة للاستيلاء على الأراضي.
وجاء الإعلان التوافقي مفاجأة، ففي الأسابيع التي سبقت القمة، تسببت وجهات النظر المتباينة بشدة بخصوص الحرب الروسية في إثارة مخاوف بشأن خروج القمة عن مسارها، وطالب الغرب الدول الأعضاء بانتقاد موسكو بسبب الغزو، وردّت موسكو بأنها ستعرقل أي قرار لا يخدم موقفها.
ووصف وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف اليوم الأحد قمة العشرين بـ”الناجحة” للهند وكذلك للدول النامية الواقعة في جنوب العالم، موضحا أن بلاده “تمكنت من إحباط المحاولات الغربية لجعل أوكرانيا تهيمن على جدول أعمال القمة”.
وأضاف لافروف الذي تولى رئاسة الوفد الروسي في مؤتمر صحفي أن “نص الإعلان الختامي لا يذكر روسيا على الإطلاق”، وأشار إلى أن “الرئاسة الهندية نجحت فعلا في توحيد المشاركين في مجموعة العشرين، الذين يمثلون جنوب العالم”، لافتا إلى أن البرازيل وجنوب أفريقيا والهند والصين تمكنت من إسماع أصواتها، وساعدت على ضمان عدم طغيان الصراع الأوكراني على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين.
كما نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية عن ممثلة روسيا في المجموعة سفيتلانا لوكاش، القول “كانت هناك مفاوضات شاقة للغاية بشأن قضية أوكرانيا، ونجح الموقف الجماعي لدول بريكس وشركائها، وانعكس على كل شيء بشكل متوازن”.
من جهته قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان للصحفيين، إن الإعلان الصادر عن القمة “يبلي بلاء حسنا في الدفاع عن المبدأ القائل، بأنه لا يجوز للدول استخدام القوة للسعي للاستيلاء على أراض أو انتهاك سلامة أراضي دول أخرى وسيادتها، أو استقلالها السياسي”.
وأشادت ألمانيا وبريطانيا أيضا بالقرار، لكن أوكرانيا قالت على لسان الناطق باسم وزارة خارجيتها أوليغ نيكولنكو، إنه “ليس شيئا يدعو للفخر”.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن مجموعة العشرين التي تأسست لحل القضايا الاقتصادية الدولية ليست بالضرورة المكان الذي يُتوقع منه أن يحرز تقدما دبلوماسيا بشأن الحرب في أوكرانيا.
لكنه أضاف في مؤتمر صحفي، أن إعلان مجموعة العشرين لا يمثل نصرا دبلوماسيا لروسيا، التي بدت في عزلة خلال القمة.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إن العدوان الروسي على أوكرانيا يمكن أن يهز أسس مجموعة العشرين.
وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن حرب أوكرانيا كانت القضية الأكثر إثارة للجدل قبل التوصل إلى توافق. وأشاد المسؤول بقيادة الهند القوية، مضيفا أن البرازيل وجنوب أفريقيا لعبتا كذلك دورا حاسما في تقريب وجهات النظر.
ووافقت مجموعة العشرين على انضمام الاتحاد الأفريقي لها، الذي يضم 55 دولة، عضوا دائما ممثلا عن دول جنوب العالم في المجموعة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، من بين المشاركين في القمة التي استضافها رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي سعى للعب دور محوري لتحقيق توازن بين مصالح جنوب العالم ومصالح الغرب.