ثالث زيارات لودريان تبريد الأزمة .. لا حل

ثالث زيارات لودريان تبريد الأزمة .. لا حل

حسين عطايا

لم تكن زيارة المبعوث للشخصي للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان  الثالثة للبنان تحمل الرجاء الموعود وتحقيق نتائج إيجابية وملموسة،   بالحصول على اختراق فعلي على مستوى الأزمة الرئاسية للتوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية  

لم يحمل لودريان في زيارته اية مبادرة فعلية لطرحها على الاطراف اللبنانية المتناحرة، إنما بقي مستمعاً مع استطلاع اراء الكتل وبعض النواب المستقلين عن بعض الاسماء دون ان يخوض بالتفاصيل، بل تسلم من تلك الكتل التي التقاها اجوبة عن الاسئلة التي كان قد طرحها عليها سابقاً .كما انه في زيارته الثالثة هذه، ظهر واضحاً وفق بعض المصادر بأنه نعى امكانية وصول فرنجية للرئاسة واستطراداً المرشح الاخر جهاد ازعور، حيث رشحت بعض المعلومات عن طلبه من بعض الاطراف ضرورة التفتيش عن خيارٍ ثالث يُشكل حلاُ لمعضلة الرئاسة اللبنانية يساهم في بداية رسم حلول لمشكلات لبنان .

كما انه عبر بوضوح عن تناغم مع مبادرة الرئيس نبيه بري في دعوته للحوار حيث طابق بينها وبين ما صدر عن اجتماع الخماسية الاخير، وفي ذلك تناقض تام مع حقيقة البيان الختامي للاجتماع الاخير للجنة الخماسية، وهذا بكل تأكيد يُعبر عن موقف دولته وموقف شخصي وليس عن موقف الخماسية والتي عبرت بوضوح عبر بيانها الصادر، على ضرورة انتخاب رئيس ومن ثم يلي ذلك الحوار بادرة الرئيس العتيد، وهنا ظهر بوضوح ان فرنسا عبر مبعوثها الشخصي، لازالت تبحث عن مصالحها الخاصة بمحاباتها لطرف على حساب طرف لبناني اخر مما شكل عائقاُ امام تسوية رئاسية على ايدي الفرنسيين في لبنان، وهذا يُعتبر فشلاً اخر للدبلوماسية الفرنسية، لولا استدراك لودريان في اخر ايام زيارته بأنه يعد العدة لاقتراح في زيارته القادمة بعد اللقاء مع الخماسية واطلاعهم على ما لمسه من مواقف الافرقاء اللبنانيين .على هذا الاساس يظهر ان لودريان قد استدرك اخيراً بأنه يجب عليه الاستعانة بدول الخماسية لبلورة مبادرة تتوافق معهم وليس كما هي الحال عليه في زياراته الثلاثة التي انتهت اليوم .

من هنا اتت بعض افكاره الجديدة عن امكانية اجراء اتصالات او لقاءات ثنائية في قصر الصنوبر، ممكن ان يتمخض عنها بعض الحلول تُترجم بنهاية الامر في جلسة لمجلس النواب تُستكمل فيه الاتصالات يتمخض عنها انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وبذلك يكون الامر عبارة عن حوارات ثُنائية تُترجم بتوافقات تستكمل تحت قبة البرلمان وهذا ما يحفظ ماء الوجه لكافة الافرقاء والكتل النيابية على اختلاف تنوعها وانتمائاتها .

وعلى هذا الاساس تم شبه تحديد لزيارة رابعة للموفد الفرنسي بين اواخر شهر ايلول – سبتمبر ابحالي وبدايات شهر تشرين الاول – اوكتوبر  القادم، لعلها تكون الرابعة ثابتة بدلاً من الثالثة ثابتة، وتكون نتائجها بدايات حلحلة لازمة من ازمات لبنان التي يتخبط بها منذ ما يُقارب الاربع سنوات دون ان تجد لها المنظومة الحاكمة وهنا نخص بالمنظومة الحاكمة حزب الله وحلفائه، وليس بقية الاطراف اللبنانيين على الرغم من وجود لبعضهم من وزراء في الحكومات المتعاقبة، بالنظر لوجود ثابت وفعلي واكثرية مُطلقة لحزب الله وحلفائه خصوصاً في الست سنوات الاخيرة، اي  في العهد الاخير، عهد الرئيس ميشال عون الذي هو عهد حزب الله بالفعل، حيث استطاع من السيطرة الشاملة والكاملة على مقاليد السلطة في لبنان .

وفي هذا الوقت لبنان ايضاً على موعد مع زيارة موفد قطري قد يحط في لبنان في الايام او الساعات القادمة، لعل وعسى يستطيع ان يُحقق ما عجز عنه لودريان .

إنه قدر لبنان بغياب رجال دولة وقيادات فاعلة، اعتاد ان ينتظر الحلول من الخارج منذ ان توقفت الحرب الاهلية في بداية تسعينات القرن الماضي وحل رجال الميليشيا في الحكم بدل رجال الدولة.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني