اعتقال غاضبين في تظاهرات يريفان .. وسكان كاراباخ الأرمن يغادرون
السؤال الآن ـــــ وكالات
أعلنت السلطات الأرمينية اعتقال 142 من المتظاهرين المحتجين خلال الايام الماضية في العاصمة يريفان، بعدما خرجت تظاهرات واسعة احتجاجاً على ما اعتبره الغاضبون “تقاعس الحكومة” بالرد على العملية العسكرية التي أطلقتها باكو في إقليم كاراباخ.
جاء هذا بعد أيام من توقيف 11 شخصا بالقرب من مبنى الحكومة الأرمينية، و5 آخرين بالقرب من السفارة الروسية في يريفان. وحاول المتظاهرون حينها اقتحام مقر الحكومة واختراق الطوق الأمني حول السفارة الروسية. كما رفعوا شعارات مناهضة لأداء الحكومة الأرمينية تجاه ما يجري في الإقليم، معتبرين أن ذلك “تقاعساً”.
وجاءت هذه التطورات بعد إعلان وزارة الدفاع في أذربيجان الأسبوع الماضي، إجراءات عسكرية في إقليم كاراباخ، بدأت بقصف مواقع قتالية ومركبات عسكرية ومدفعية وتجهيزات صواريخ مضادة للطائرات ومحطات حرب إلكترونية وغيرها من المعدات العسكرية التابعة لوحدات القوات المسلحة الأرمينية، مطالبة باستسلام أرميني “كامل وغير مشروط” في المنطقة التي تتنازع السيادة عليها مع أرمينيا منذ عقود. إلى أن اضطر الأرمن في كاراباخ إلى إعلان وقف إطلاق النار في 20 سبتمبر/أيلول بعد العملية العسكرية الخاطفة التي قام بها جيش أذربيجان الأكثر عددا وقوة خلال 24 ساعة.
من جهة ثانية، بدأ أرمنيون من اصل السكان الأرمن في إقليم ناغورني كاراباخ اليوم الاثنين التدفق على أرمينيا بعد أيام من استعادة أذربيجان السيادة على الإقليم إثر عملية عسكرية خاطفة، في حين يلتقي الرئيسان الأذربيجاني والتركي في منطقة ناختشيفان الأذربيجانية.
وأعلنت الحكومة الأرمينية أن 4850 شخصا من سكان قره باغ وصلوا إلى أرمينيا حتى ظهر اليوم.أفادت وكالة ورويترز بأن العشرات من سكان ستيباناكيرت (أو خانكندي بالأذرية) عاصمة إقليم كاراباخ يجمعون أمتعتهم ويستعدون لمغادرة المدينة على متن حافلات ووسائل نقل أخرى باتجاه أرمينيا. وقالت قيادة الأرمن في الإقليم اليوم إن جميع الراغبين في المغادرة إلى ستتاح لهم الفرصة، وأضافت أنهم سيتم نقلهم بواسطة قوات حفظ السلام الروسية، مشيرة إلى اختناقات مرورية على الطرق المؤدية إلى الأراضي الأرمينية.
وكانت دفعة أولى من النازحين الأرمن وصلت أمس الأحد إلى أرمينيا عبر ممر لاتشين، ووفرت السلطات الأرمينية أماكن إيواء مؤقتة لهؤلاء النازحين في فنادق ومنشآت أخرى. وقالت وزارة الداخلية الأذربيجانية أمس إنها ستوفر وسائل لنقل الانفصاليين الأرمن الذين وضعوا سلاحهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. م
ن جانبها، أفادت وكالة الأنباء الأذربيجانية بأن اجتماعا جديدا بدا بين الحكومة وممثلي أرمن كارابخ في مدينة خوجالي وسط الإقليم.
وقبل العملية العسكرية الأذربيجانية، كانت التقديرات تشير إلى أن هناك 120 ألف ساكن في كاراباخ.
وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان جدد أمس استعداد بلاده لاستقبال النازحين الأرمن إذا أصبحت إقامتهم في الإقليم مستحيلة، بحسب تعبيره. وقبل ذلك، تحدث باشينيان عن استعداد يريفان لاستقبال 40 ألف عائلة أرمينية، مما يعني كل أرمن ناغورني قره باغ تقريبا.
وبينما يغادر السكان الأرمن نحو وطنهم الأم، تعزز سلطات أذربيجان تدريجيا سيطرتها على الإقليم، وسط مؤشرات على قرب حسم الصراع الطويل بين أذربيجان وأرمينيا. وفي الإطار، قال المكتب الإعلامي في الرئاسة الأذربيجانية إنه تم فصل مدينة خانكندي عن نظام الطاقة في أرمينيا وربطها بنظام الطاقة في أذربيجان.
هذا وتواصل السلطات الأذربيجانية جمع الأسلحة والذخائر التي تركها الانفصاليون الأرمن. وقال جهاز أمن الدولة في أذربيجان إن حقوق وحريات المواطنين الأرمن الذين يسلمون أسلحتهم ويمتثلون لقوانين وتشريعات الدولة مكفولة بالكامل.
وحث الجهاز السكان الأرمن في كاراباخ على الامتناع عما سماها الأفعال غير القانونية التي تهدد تنمية الإقليم مثل تدمير الممتلكات والوثائق.
وفي موضوع التوتر بين روسيا وأرمينيا على خلفية التطورات الأخيرة في قره باغ، رفض الكرملين اليوم محاولة يريفان إلقاء اللوم على موسكو أو على قوات حفظ السلام الروسية، وقال إن أرمينيا تبقى حليفا لروسيا وإن الحوار معها مستمر على مستويات مختلفة. كما قال الكرملين إن من غير الممكن الحديث حاليا عن مدة بقاء قوات حفظ السلام الروسية في إقليم ناغورني كاراباخ.