العراق: الألعاب النارية تلهب عرس الحمدانية وتوقع عشرات القتلى والمصابين
أدى حريق اندلع بقاعة للأعراس في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى بالعراق خلال حفل زفاف مساء امس الثلاثاء، إلى مقتل 114 شخص وأصيب أكثر من 200 حسبما جرى تداوله في الاعلام، وتضاربت الأنباء بشأن الأعداد الصحيحة لضحايا الحريق فبعد أن تواردت الأنباء عن مقتل 120 شخصاً وإصابة أكثر من 200، أفاد المتحدث باسم الصحة العراقية سيف البدر بأن عدد قتلى حريق قاعة الحمدانية في الموصل بلغ 87 شخصا حتى الآن، بينما قالت خلية الإعلام الأمني إن عدد القتلى 93، فيما أفادت الأنباء بفرار صاحب القاعة.
وحسب قوات الدفاع المدني العراقية، أن سبب الحريق هو “استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف”، ممّا أدّى إلى “اشتعال النيران داخل القاعة ومن ثم اتساع دائرة الحريق وانهيار أجزاء من القاعة”.
وحث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وزيري الداخلية والصحة على بذل كلّ الجهود لإغاثة المتضرّرين جرّاء الحادث. فيما أعلن قائد عمليات نينوى عن توقيف 9 أشخاص مسؤولين عن قاعة الحمدانية بعد الحريق وافادت مصادر صحية أن الكثير من حالات الإصابة نتجت عن التدافع والاختناق.
وكانت دائرة الصحة في محافظة نينوى العراقية قد ذكرت أنها سجلت 100 حالة وفاة وأكثر من 150 مصاباً كحصيلة أولية.
وفي وقت لاحق أعلن الهلال الأحمر العراقي “ارتفاع عدد الضحايا والمصابين إلى أكثر من 450 شخصاً” جراء حريق قاعة الأعراس في قضاء الحمدانية.
ووقع الحريق خلال حفل زفاف، التهمت النيران قاعة الأفراح الواقعة بقضاء الحمدانية شرق الموصل، وقد هرعت فرق الإطفاء للسيطرة على الحريق. وقال الدفاع المدني العراقي “المعلومات الأولية تشير إلى استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف مما أدى إلى إشعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر ونشر الحريق بسرعة كبيرة وفاقم الأمر”. وأضاف أن قاعة الحفل تفتقر إلى “متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء الرطبة”.
كما كشفت مديرية الدفاع المدني عن تفاصيل الحريق وذكرت في بيان أن “قاعة الأعراس مغلفة بألواح الايكوبوند سريع الاشتعال والمخالفة لتعليمات السلامة والمحالة إلى القضاء، حسب قانون الدفاع المدني المرقم 44 لسنة 2013 لافتقارها إلى متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء الرطبة في منطقة الحمدانية بمحافظة نينوى”.
وأضافت أن “الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة، نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال منخفضة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران”.
وأرسلت وزارة الصحة العراقية تعزيزات من بغداد والمحافظات الأخرى لإغاثة المصابين بالحريق.
ووجّه رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني وزير الصحة في الإقليم بإرسال عدد كبير من سيارات الإسعاف من أربيل إلى قضاء الحمدانية للمساعدة في نقل المصابين مع توجيه مستشفيات أربيل بمعالجتهم.
من جهته، قال محافظ نينوى نجم الجبوري إن ما لا يقل عن 114 شخصا لقوا حتفهم وأصيب نحو 200 جراء حريق الحمدانية شرق مدينة الموصل. وأضاف إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق ناجم عن ألعاب نارية داخل القاعة.
وقالت مصادر في محافظة نينوى أن بعض الضحايا لقوا حتفهم اختناقا، أثناء محاولة عدد كبير من الحاضرين الخروج من البوابة الرئيسية للمبنى إن القاعة لم تكن تتوفر أيضا على معدات لإطفاء الحريق، مما تسبب في اتساع نطاق النيران.
وقد انتشلت فرق الدفاع المدني انتشلت جميع الجثث، وجرى نقل المصابين إلى مستشفيات نينوى وإقليم كردستان العراق.
وفي مستشفى الحمدانية العام، قال شاهد عيان إن سيارات إسعاف هرعت ذهابا وإيابا لنقل المصابين، في حين تجمّع أمام المستشفى عشرات الأشخاص، منهم أقرباء للضحايا وآخرون جاؤوا للتبرع بالدم. وذكر أن آخرين وقفوا أمام شاحنة لنقل الموتى تكدست فيها أكياس سوداء وضعت فيها جثث القتلى.
وفي سياق منفصل، أفادت وكالة رويترز بأن السلطات العراقية أجلت صباح اليوم الأربعاء جميع النزلاء والبعثات الدبلوماسية من فندق الرشيد في بغداد كإجراء احترازي بسبب حريق آخر محدود. وقال مسؤول في الفندق للوكالة إن السلطات المعنية تمكنت من السيطرة على الحريق الذي اندلع في أحد المطابخ، واصفا عملية الإجلاء بأنها إجراء احترازي روتيني، ومؤكدا أن جميع النزلاء عادوا بأمان إلى غرفهم