لماذا لا نهاية لمشاعر الرفض والکراهية للنظام الايراني؟!

لماذا لا نهاية لمشاعر الرفض والکراهية للنظام الايراني؟!

حسين عابديني

کثيرة ومتنوعة الاسباب التي طرحها ويطرحها القادة والمسٶولون في النظام الايراني للنشاطات الشعبية المضادة لهم ولاسيما الانتفاضات الغاضبة، لکن المثير في هذه الاسباب، إنها تتحاشى التطرق لمشاعر رفض وکراهية الشعب للنظام والتي تتجلى أوضح معانيها في مهاجمة عناصر الباسيج التابع للحرس الثوري وعناصر القوى القمعية في الاماکن العامة.

الحقيقة إن القادة والمسٶولين في النظام يعلمون جيدا مدى کراهية ورفض الشعب لهم ولاجدال بينهم بخصوص ذلك، لکنهم يحذرون والى أبعد حد من التطرق لهذا الامر ويتحاشونه کما لو إنه الطاعون، إذ أنهم يدرکون بأن التطرق لهذا الامر سيکون له آثار وتداعيات قد تتجاوز کل الحدود، فهم على سبيل المثال لا الحصر، يضعون أسباب وتسميات مختلفة للهجمات التي يشنها الشباب الايراني على رجال الدين تتحاشى کلها التطرق لکراهية ورفض النظام.

ماذا يعني مشاعر کراهية ورفض النظام وما هو دوره وتأثيره؟ مشاعر کراهية ورفض النظام تعني تحديدا وجهة النظر الشعبية العامة بخصوص النظام، وهي المحرك الاساسي وراء إندلاع معظم الانتفاضات، بل إنها العامل الاهم في إستمرار عملية الصراع والمواجهة ضد النظام وعدم توقفها، إنها بمثابة الاوکسجين الذي يتيح إستمرارية الموقف الشعبي العام من النظام.

وعندما نتساءل، أين تقف مشاعر رفض وکراهية النظام من إنتفاضة عام 2022، وعن دورها وتأثيرها عليها، فإنه من الواضح لابد من الانتباه جيدا الى إن إنتفاضة عام 2022، کانت تجسيدا لذروة هذه المشاعر، وحتى بمثابة إستفتاء شعبي مباشر وتلقائي وحتى إجماع شعبي مميز ضد النظام، والذي أزعج النظام وأربکه کثيرا، هو إن الشعب قد رفض المسوغات والمبررات الذي يقوم بتسويقها من أجل تکبيل وتقييد حرية المرأة ويرى فيها قيودا وأصفادا للنساء لکن النظام وبدلا من العمل على مراجعة نهجه المتطرف بهذا الصدد، فإنه يصر بدلا من ذلك على التمسك به وهذا ماقد تجسد بصورة واضحة في عودة دوريات الارشاد وزيادة التعليمات القسرية ضد النساء ناهيك عن إنه وفي ذکرى إنتفاضة 2022، قام النظام وکإحتياط وإستباق للأحداث والتطورات القادمة بإعتقام مالايقل عن 600 أمرأن کما أفاد بذلك موقع بهار نيوز الحکومي في 21 سبتمبر.

 مشاعر الکراهية والرفض لم تعد متعلقة أو نابعة لأسباب وعوامل إقتصادية أو إجتماعية أو فکرية أو سياسية للنظام، بل إنها نابعة أساسا من وجود نظام متحجر يرفض الاعتراف بأخطائه ويرفض الاعتراف بکراهية ورفض الشعب له ويتجاهل عن قصد وسابق إصرار من إن إستمراره هو أساس وبيت الداء، ولذلك فإن هذه المشاعر مستمرة ولا توجد من نهاية لها طالما بقي هذا النظام على سدة الحکم، وبإختصار ومن دون لف أو دوران فإن نهاية مشاعر الرفض والکراهية ستکون بسقوط هذا النظام فقط ولاشئ غير ذلك.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عابديني

سياسي ومعارض إيراني