“طوفان الأقصى” .. كسر الحدود ونتائج قاسية
حسين عطايا
لليوم الثاني على التوالي لا تزال الاشتباكات تدور في مستوطنات غلاف قطاع غزة، وهذا يؤكد بأن عملية “طوفان الاقصى” ستكون نتائجها قاسية جداً على المستوطنين في كل مناطق فلسطين المحتلة ومستوطنات غلاف غزة على وجه التحديد لسنوات طوال، كما أن الأمر لن يتوقف عند هذه الحدود، فإن ما قامت به فصائل المقاومة الفلسطينية بالامس لن تتوقف نتائجه على الوضع الراهن، بل ستمتد على مساحة فلسطين التاريخية بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة .
على الجانب الاسرائيلي:
سيكون لعملية المقاومة الفلسطينية نتائج على المديين القريب والبعيد، فعلى المدى القريب، ستخلق هذه العملية نقاش حاد بين مكونات الحكومة والمعارضة، وتطال الخرق الخطير الذي حصل، والذي اثبت بأن الجيش الاسرائيلي على الرغم من فائض القوة الذي سيستعمله في الرد على العملية، والذي سيطال البنية التحتية في قطاع غزة وابنية وبروج سكنية، سيبقى قاصراً عن تبديل وجهات النظر للرأي العام الاسرائيلي عن الخرق الخطير الذي حصل، نتيجة غياب العمل الاستخباراتي الاستباقي، كما اظهر تقصير الجيش الاسرائيلي وغيابه الحقيقي عن الفعل خلال العملية حيث اثبت العمليات التي جرت بالامس بأن مقاتلي المقاومة الفلسطينية تحركت بحرية تامة وبأنها تمتلك زمام المبادرة، بينما ظهر غياب كامل للجيش الاسرائيلي حيث كانت المباغتة من قبل المقاومة الفلسطينية والتي اذهلت الاسرائيليين وغيبت أية رد فعل لساعات او اي اصريح من قبل السياسيين في الحكومة الاسرائيلية او عن قيادة الجيش الصهيوني .
وسينتج عن ذلك، تبعات سياسية وعسكرية خصوصا بأن كل التكنولوجيا المتطورة التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي من شبكات انذار مبكر، والقبة الحديدية والتي لطالما كلف الخزينة الاسرائيلية المليارات لكنها دون فائدة تُذكر هذا الامر سيخلق حالة غير مسبوقة في الداخل الصهيوني وعلى مختلف شرائح المجتمع الصهيوني .
اليوم بدأت وسائل إعلام الجيش الاسرائيلي تعترف بالاسرى والقتلى من جنودها وعلى مختلف الرتب والقيادات، وهذا لم يحدث من ذي قبل .
على المستوى الفلسطيني:
هذا الامر سيخلق حالة نفسية وعملياتية في المجتمع الفلسطيني والذي لم تستطع القوة المحتلة الصهيونية وعلى مدار عشرات السنوات ان تقضي على روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني رغم كل ما حصل خلال السنوات الماضية وبالرغم من استعمال القوة المفرطة التي تستعملها اسرائيل في حربها مع الفلسطينيين .
إذن، النتائج التي ستترتب عن عملية “طوفان الاقصى” نتائج خطيرة على المجتمع الاسرائيلي لسنوات، لا بل لعشرات السنوات، وكل ما سيترتب على ذلك فلسطينياً تنمية روح المقاومة وهذه العملية ستزيدها نمواً وثقة بالنفس على القدرة الكبيرة التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني والذي اثبتت الايام انه لن يركع والاجرام الصهيوني سيزيده قوة واصراراً على النهوض مجدداً بعد كل عملية اقوى من ذي قبل .
هذه النتائج والتي لم تحصل يوماً خلال اية مواجهة بين الجانبين من ذي قبل، عملية الامس قامت المقاومة الفلسطينية بدخول المستوطنات، اسر اعداداً كبيرة من المستوطنين والجنود الصهاينة ومن مختلف الرتب حتى وصلت لقائد فرقة غزة نمرود ايالون، كذلك القتلى اصابت مقتلاً في الجيش الصهيوني حيث طالت قائد لواء نحال وغيره من الرتب الكبيرة في الجيش الاسرائيلي وهذا ما لم يحدث من قبل حتى ان اعداد القتلى من الجانب الاسرائيلي تفوق اعداد الشهداء الفلسطينيين .
عملية “طوفان الاقصى” ستُرتب على المجتمع الصهيوني نتائج كُبرى وعلى مختلف المستويات، وستمتد لفترات طويلة وحتماً سيترتب عليها سقوط قادة كبار في الجيش وفي السياسة.