“طوفان الاقصى”: إسرائيل تنذر اهالي غزة والحكومة تدعوهم لعدم اخلاء منازلهم

“طوفان الاقصى”: إسرائيل تنذر اهالي غزة والحكومة تدعوهم لعدم اخلاء منازلهم

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

فيما رأى عدد من المراقبين أن الإنذار لسكان غزة بالنزوح خلال 24 ساعة دعوة لتفريغ غزة وتهجير اهلها إلى مصر، ومؤشر على أن التوغل بري وشيك شمال القطاع، في ظل حشد عسكري وتعزيزات دفع بها نحو حدود القطاع، ودعم عسكري واضح من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، التي اصبح بعضها لا يطيق حتى تظاهرة تضامن سلمية مع الشعب الفلسطيني.

من جهة أخرى، ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية إلى 1572 شهيدا و7262 مصابا، منهم 1537 شهيدا، ونحو 6612 جريحًا في غزة.

وردت وزارة الداخلية في غزة في مؤتمر صحافي على الانذار الاسرائيلي لغزة ودعوته الاهالي للنزوح، فأكدت أن “الاحتلال يريد أن يهجرنا عن أرضنا هجرة ثانية … اثبتوا في منازلكم ولا تتركوها”. وقالت الوزارة أن “الاحتلال يقطع الكهرباء والماء ويمنع دخول المواد الغذائية والطبية إلى القطاع منذ 6 أيام”، وأن “الاحتلال يستهدف المدنيين ولا توجد منطقة في القطاع خارج نطاق القصف الإسرائيلي”. وناشدت “العالم كله التحرك فورا لإنقاذ شعبنا المحاصر في القطاع”.

الانذار الاسرائيلي

وفي التفاصيل حث الجيش الإسرائيلي في بيان، اليوم الجمعة، “كافة سكان شمال غزة على إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً من أجل حمايتهم”، موضحا أن “السكان لن يتمكنوا من العودة إلا عندما يتم إصدار إعلان آخر يسمح بذلك”، ومؤكدا أنه سينفذ عمليات بمدينة غزة في الأيام المقبلة، وأمر سكان غزة بعدم الاقتراب من منطقة السياج مع إسرائيل”.

وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا)، إن الجيش الإسرائيلي يدعو “كافة سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتواجد جنوب وادي غزة”. وتابع “يختبئ مخربو حماس داخل مدينة غزة في الأنفاق تحت البيوت وداخل مبان مكتظة بالسكان… عليكم التوجه جنوبا حفاظا على أمنكم الشخصي وأمن عائلاتكم”.

الأمم المتحدة

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” اليوم نقل مقرّ عملياتها إلى جنوب قطاع غزة.

وكان المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتّحدة، ستيفان دوجاريك أفاد إنّه “اليوم (12 تشرين الأول/أكتوبر) قبيل منتصف الليل بالتوقيت المحلّي”، تبلّغ مسؤولو الأمم المتّحدة في غزة من قبل ضباط الارتباط العسكري في الجيش الإسرائيلي بأنّه يجب أن يتمّ نقل جميع سكّان شمال وادي غزة إلى الجنوب في غضون 24 ساعة”.

وأضاف أنّ “هذا يُعادل حوالي 1.1 مليون شخص. الأمر ينطبق على جميع موظّفي الأمم المتحدة وجميع المقيمين في مرافق الأمم المتّحدة، بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات”.

وأوضح المتحدّث الأممي أنّ المنظمة الدولية طلبت من إسرائيل “إلغاء” هذا القرار لأنّ عدد المشمولين به يبلغ 1.1 مليون نسمة وبالتالي فإنّ عملية إجلاء بهذا الحجم “مستحيلة من دون أن تتسبّب في عواقب إنسانية مدمّرة”. وقال دوجاريك إنّ “الأمم المتّحدة تدعو بقوة إلى إلغاء أيّ أمر من هذا القبيل، إذا تمّ تأكيده، لتجنّب ما يمكن أن يحوّل ما هو منذ الآن مأساة إلى وضع كارثي”.

رد الفعل الاسرائيلي

إلا أن تصريحات دوجاريك لم ترق للجانب الإسرائيلي. فشن جلعاد أردان، مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، حملة عنيفة على المنظمة الدولية. واعتبر رد المنظمة الدولية على ما وصفه بالإنذار المبكر الذي أطلقته بلاده “مخزيا”.

وزعم أن الأمم المتحدة “غضت الطرف لسنوات عن تسليح حماس واستخدامها السكان المدنيين والبنية التحتية في غزة للقتل وتكديس الأسلحة”. وقال: “بدلا من أن تقف المنظمة الآن مع إسرائيل التي قتل مواطنوها على يد حماس، والتي ما زالت تحاول تقليل الأذى الذي يلحق بغير المقاتلين، فإنها تعظ الإسرائيليين على وجه التحديد”.

وختم قائلا “من الأفضل للمنظمة التركيز على إعادة الأسرى وإدانة حماس ودعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

المناطيد

من جهة أخرى، أكدت صحيفة “هآرتس”، سقوط 3 مناطيد استطلاع على الحدود مع غزة، قبل أسابيع من “طوفان الأقصى”، لكن الجيش الإسرائيليّ لم يعتقد أن حماس لها علاقة بذلك.

ومن جهة اخرى، قال مسؤول عسكري إسرائيلي اليوم، إن قرابة 2500 مدني ومقاتل فلسطيني دخلوا إلى جنوب إسرائيل خلال الهجوم الواسع والمفاجئ الذي شنه مقاتلو حركة حماس، يوم السبت الماضي، وأن ألفا منهم قتلوا، بينما عاد الباقون إلى قطاع غزة، حسبما نقلت عنه هيئة البث العامة الإسرائيلية “كان”.

وحسب هذا المسؤول العسكري، فإن حوالي 70% من مقاتلي حماس كانوا من قوة النخبة، وأن قسما منهم لم يعلم بالهجوم مسبقا والقسم الآخر علم به قبل شنّه بيومين. وأضاف أنه بعد الهجوم دخل مواطنون ومقاتلون من حركة الجهاد الإسلامي. وتبين أن ثلث السياج الأمني المحيط بالقطاع أصبح مخترقا بعد الهجوم.

حماس

من جانبها، أعلنت “كتائب القسام”، “مقتل 13 أسيرا بينهم أجانب في القصف الصهيوني على محافظتي الشمال وغزة خلال الـ24 ساعة الماضية“.

وذكرت أن “6 من الأسرى قتلوا في محافظة الشمال، و7 في محافظة غزة جراء قصف العدو“.

واليوم تم انتشال 5 شهداء جراء قصف طيران الاحتلال الحربي لمنزلٍ يعود لعائلة جودة وسط مدينة جباليا

الوضع الصحي

وكانت منظمة الصحة العالمية افادت عن تفاقم الأزمة الصحية في غزة ع ارتفاع عدد الإصابات، بسبب النقص الحاد في الإمدادات الطبية. وطالبت بوضع حد للأعمال العدائية وحماية مرافق الرعاية الصحية في غزة.

ودعت “لفتح ممر إنساني فورا لضمان عدم وجود عوائق أمام دخول الإمدادات الصحية والإنسانية“.

وقال الصليب الأحمر الدولي أن “تقارير فرقنا الواردة من غزة تفوق الخيال وتسلسل الأحداث يسير باتجاه آفاق كارثية”، وأضاف أنه “يجب حماية المدنيين في غزة والبنى التحتية في كل الأوقات”.

وافيد أن ثلاجات مستشفى الشفاء في قطاع غزة لم تعد تتسع لجثامين الفلسطينيين الذين قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية. وتكدست الأكياس البيضاء الملطخة بالدماء على الرصيف خارج مبنى الإدارة العامة للطب الشرعي وفي الشاحنات بانتظار دفنها. وتعذر نقل الجثامين للمساجد للصلاة عليها ودفنها بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة، وهي جثامين يعود بعضها لعائلات بأكملها، الأمر الذي حال دون وجود شخص لتسلمها تمهيداً لدفنها. فيما دوّن على كل كيس اسم الميت أو العائلة التي ينتمي إليها، وأحياناً الحي أو المنطقة التي قتل فيها.

أما بعض أحجام الأكياس فتدل على أن أصحابها أطفال، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.

واكتظت أروقة مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة بالجرحى ومئات من الفلسطينيين برفقة أقاربهم أو من جاؤوا لتفقد أقارب وأحباء. فأمام بوابة ثلاجة الموتى، كان العشرات يبكون، وآخرون يحاولون مواساتهم. أما داخل غرفة الثلاجة، فلُفّت عشرات الجثث بأكفان ووضعت على الأرض بعد أن امتلأت الثلاجة بالجثث.

يأتي ذلك، فيما يبحث مئات الفلسطينيين بين ركام عمارات سكنية دمرتها إسرائيل في غرب مدينة غزة، عن بقايا وجثث أحبائهم.

وروى مواطن فلسطيني يدعى جمال المصري مصدوماً كيف قصفت إسرائيل الحي الذي يسكنه. وقال “كنا نائمين. فجأة، أصبح الحي بأكمله تحت القصف.. دمر منزلي ومنزل أخي وأهلي وعدد من الجيران… تدمّرت بالكامل“.

وتابع وهو ينظر حوله بذهول “خرجت من بيتي، الجميع أصيب. هناك أشلاء، وجثث أبنائي وأطفالهم“. كما ردّد الرجل المكلوم قائلا “الجميع مات“.

لكنه أكد أن الفلسطينيين سيبقون صامدين في أرضهم. وقال “سنبقى صامدين ولن نخرج من غزة. هذا قدرنا”، وفق ما نقلت فرانس برس.

وكانت مناطق واسعة من قطاع غزة غرقت في الظلام بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بسبب نفاد الوقود منذ الأربعاء.

كما تعطلت خدمات الإنترنت والاتصالات والمياه على نطاق واسع.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة