“طوفان الأقصى”: قصف إبادة في غزة تمهيدا للاجتياح البري والمستشفيات صامدة
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
تجددت الغارات الإسرائيلية الكثيفة على غزة فجرا، مع استمرار الاشتابكات بالأسلحة الرشاشة على حدود القطاع. وبحسب “المركز الفلسطيني للإعلام” سقط قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط غزة.
وأودى القصف الاسرائيلي بحياة 2329 فلسطينيا في غزة، وإصابة نحو 10 آلاف منذ بدء التصعيد في صباح يوم 7 أكتوبر، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. كما قُتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل منذ هجوم حماس على إسرائيل، الذي أسفر أيضا عن أسر ما لا يقل عن 120 شخصا، وفق مسؤولين إسرائيليين.
واستمر الجيش الاسرائيلي بتحضيراته لتنفيذ هجوم جوي وبحري وبري شامل على غزة، بينما تتفاقم معاناة المدنيين، بعد ان انتهت صباح السبت مهلة الــ 24 ساعة أعطاها الجيش الإسرائيلي لأكثر من مليون فلسطيني بمغادرة النصف الشمالي من القطاع والاتجاه جنوبا.
واليوم أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لشبكة “سي إن إن”، أن إسرائيل ستبدأ “عمليات عسكرية كبيرة” في غزة بمجرد التأكد من مغادرة المدنيين إلى جنوب القطاع. وأضاف المتحدث جوناثان كونريكوس: “رسالتنا لأهل غزة هي خذوا أمتعتكم واتجهوا جنوبا ولا تقعوا في الفخ الذي تنصبه لكم حماس”.
وكانت مصادر طبية ذكرت أن 14 شخصا قتلوا في قصف إسرائيلي على منزل غرب رفح جنوب القطاع، فضلا عن إصابة العشرات الذين تم نقلهم إلى مستشفى ناصر في خان يونس، كما استهدفت الغارات الإسرائيلية حي الشجاعية والبريج. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أن الاستهداف الإسرائيلي للأحياء السكنية أدى إلى مقتل 300 مواطن وإصابة 800 آخرين في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ودانت منظمة الصحة العالمية أمس أوامر إسرائيلية بإخلاء مستشفيات في شمال قطاع غزة، ووصفتها بأنها “حكم بالإعدام” على الجرحى والمرضى. وأشارت إلى وجود 22 مستشفى تتولى علاج أكثر من 2000 مريض باتت حياة العديد منهم مهددة شمالي قطاع غزة. ودعت إسرائيل إلى توفير المساعدات الطبية والوقود والمياه النظيفة والطعام لغزة عبر معبر رفح حيث تنتظر إمدادات من المنظمة السماح لها بالدخول.
وفيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 55 عائلة فلسطينية أبيدت بالكامل. قال المتحدث باسم الوزارة أنهم قرروا عدم الاستجابة للتحذيرات الإسرائيلية لإخلاء المشافي بل ومواصلة العمل. وطالب بفتح ممر آمن لإدخال المساعدات والإمدادات إلى قطاع غزة وإخراج المرضى والجرحى لتلقي العلاج.
بالمقابل، أطلقت الفصائل الفلسطينية دفعة جديدة من الصواريخ باتجاه إسرائيل. ودارت اشتباكات مسلحة تدور بين فلسطينيين وقوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت بلدة يعبد جنوب غرب جنين بالضفة الغربية.
وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية قالت إن ثلاثة شبان أصيبوا في مواجهات مع القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها مدينة طوباس شمال الضفة الغربية. وأضافت أن المصابين نقلوا إلى المستشفى، وأن أحدهم حالته خطيرة. وارتفعت حصيلة القتلى في صفوف الفلسطينيين في الضفة ترتفع إلى 55 منذ بداية حرب غزة.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن طائرات حربية تمكنت من قتل بلال القدرة، قائد وحدة نخبة تابعة لحماس في خان يونس، والذي ذكر أنه كان مسؤولًا عن هجوم للحركة في نيريم ونير-عوز. وأضاف على موقع “إكس” (تويتر سابقا): “تمكنت طائرات حربية بتوجيه استخباري لجهاز الشاباك من تصفية المدعو بلال القدرة، قائد وحدة النخبة التابعة لحماس في كتيبة جنوب خان يونس.. كما تم تصفية عدد آخر من النشطاء في حماس والجهاد”. وذكر المتحدث أن الجيش الإسرائيلي أغار الليلة الماضية على أكثر من 100 هدف في حي الزيتون وخان يونس وغرب جباليا لإضعاف قدرات حماس.
بينما قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن حركة حماس تمنع المدنيين من الخروج من قطاع غزة، نافيا قصف قوافل النازحين من غزة. وأضاف: “ربما كان حادثا عرضيا وإن كنت أشك في ذلك، لكن المؤكد أننا لم نشن قصفا عن عمد” على النازحين.
وقال المتحدث كونريكوس، في إفادة بآخر مستجدات العمليات العسكرية: “نستعد للمرحلة المقبلة من العملية العسكرية في غزة”. وطالب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مجددا من المدنيين مغادرة شمال غزة الذي سيصبح “منطقة قتال”. وكان كونريكوس صرح لشبكة “سي إن إن”، في وقت سابق اليوم، بأن إسرائيل ستبدأ “عمليات عسكرية كبيرة” في غزة بمجرد التأكد من مغادرة المدنيين إلى جنوب القطاع.
وأضاف: “سنطلق عمليات عسكرية كبيرة بمجرد تأكدنا من أن المدنيين غادروا المنطقة”. وقال: “من المهم أن يعلم سكان غزة أننا كنا في غاية الكرم من ناحية الوقت ومنحناهم إنذارا قبل التنفيذ بوقت كاف، أكثر من 25 ساعة. حان الوقت أن يغادر سكان غزة”. ومضى كونريكوس قائلا: “رسالتنا لأهل غزة هي خذوا أمتعتكم واتجهوا جنوبا”.
من جهتها، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن ثلاثة ضباط كبار بالجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، إن التوغل البري في غزة كان سينطلق مطلع الأسبوع لكن تم تأجيله لبضعة أيام. ونقلت الصحيفة عن الضباط الذين لم تنشر أسماءهم، القول إن العملية أرجئت لأسباب من بينها الظروف الجوية التي كانت ستصعب مهمة سلاح الطيران الإسرائيلي في توفير غطاء جوي للقوات البرية. وذكر المسؤولون أن التوغل الإسرائيلي المحتمل في غزة سيشمل دبابات وقوات خاصة، وأن القوات الجوية وقوات المدفعية ستوفر غطاء للقوات البرية.
وتوقعوا أن يكون الهجوم البري على غزة أكبر عملية برية منذ غزو لبنان 2006.
من جهة أخرى، حذرت إيران من “عواقب بعيدة المدى” إذا لم يتوقف القصف الإسرائيلي. فيما طلبت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من حزب الله اللبناني ألا يبدأ حربا على جبهة ثانية، وهددت “بتدمير لبنان” إذا فعلت ذلك.
وحذرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، من أنه إذا لم يتم وقف “جرائم الحرب والإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل على الفور، فإن “الوضع قد يخرج عن السيطرة”، وتكون له عواقب بعيدة المدى.
وقالت حماس في بيان، إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، التقى وزير الخارجية الإيراني، أمس السبت، في قطر، حيث ناقشا الهجوم الذي نفذته الحركة الفلسطينية في إسرائيل، و”أكدا التعاون المستمر لإنجاز أهداف المقاومة والشعب الفلسطيني”.
كما حذر الرئيس الأميركي جو بايدن وغيره من زعماء العالم من قيام أي دولة بتوسيع نطاق الصراع. ودعت المنظمات الدولية وجماعات الإغاثة إلى الهدوء، وتضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وفي نيويورك، طلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي التصويت غدا الاثنين على مشروع قرار بشأن الصراع بين إسرائيل وحماس، يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، ويدين العنف ضد المدنيين وجميع أعمال الإرهاب.
واتصل بايدن، أمس السبت، بنتنياهو، وبينما أكد دعمه “الراسخ” لإسرائيل، ناقش التنسيق الدولي لضمان حصول المدنيين الأبرياء على الماء والغذاء والرعاية الطبية. وتحدث بايدن أيضا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي شدد على الحاجة الملحة للسماح بممرات المساعدات الإنسانية العاجلة في غزة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات أيزنهاور ستبدأ التحرك نحو شرق البحر المتوسط للانضمام إلى مجموعة حاملة طائرات أخرى موجودة بالفعل.
من جهته، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره السعودي فيصل بن فرحان السبت، إن ما تفعله “اسرائيل يتجاوز حدود الدفاع عن النفس”، ويجب على قادتها التوقف عن “العقاب الجماعي لسكان غزة”.
ومن المقرر أن يزور تشاي جون، المبعوث الخاص للحكومة الصينية للشرق الأوسط، المنطقة الأسبوع المقبل للدفع من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حماس إسرائيل، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام صينية رسمية.
هذا وتعرض مطار مدينة حلب في سوريا لغارات جوية، السبت، وفق ما أفاد المرصد السوري، بعد أيام على غارات مشابهة استهدفت مطاري حلب ودمشق. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، إن “غارات جوية إسرائيلية قادمة من اتجاه البحر ضربت مطار حلب”.
وجاءت الغارات بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قصف مناطق في سوريا، السبت، بعد إطلاق تحذير من غارة جوية في مستوطنات بهضبة الجولان المحتلة، على خلفية النزاع مع حركة حماس في قطاع غزة.
وقال الجيش في بيان “إثر تقارير أولية عن سماع صافرات الإنذار في بلدتي أفني أيتان وألما، تقوم مدفعية الجيش الإسرائيلي راهنا بقصف مصدر النيران في سوريا”.
وفي بيان لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إن “صاروخين أطلقا من سوريا وسقطا في منطقة مفتوحة”، لافتا إلى إنه يتحقق أيضا من احتمال تسلل جوي من لبنان.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فصائل فلسطينية متعاونة مع حزب الله “أطلقت صاروخا باتجاه الجولان السوري المحتل من ريف درعا الغربي” في جنوب سوريا.