“نشوة فائض القوة” ترفع خسائر “حزب الله”
حسين عطايا
مما لا شك فيه ان جنوب لبنان يشهد حرب استنزاف بكل ما للكلمة من معنى، حيث تشهد الحدود اللبنانية الفلسطينية عمليات قصف متبادل وينتج عن هذه العمليات خسائر كبري في الارواح وعلى صعيد الخسائر المادية، خصوصاً ممتلكات اللبنانيين ممن يقطنون في القرى والبلدات اللبنانية المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة .
لكن الغريب في الأمر إنه وعلى الرغم من بيانات “حزب الله” التي تتحدث عن خسائر في الجانب الصهيوني وسقوط قتلى في صفوف جيشه والعتاد العسكري، وبالطبع لا تقوم إسرائيل بالاعتراف بتلك الخسائر وفقاً لبيانات “الحزب”، من الملاحظ سقوط عدد كبير من القتلى في صفوفه، حيث بلغت حتى هذا اليوم في 27 تشرين الاول ــــ اكتوبر، اي بعد عشرين يوماً من عملية طوفان الاقصى، تعداد خسائر حزب الله بالارواح ما يزيد عن خمسين شهيدا، بينما في خلال حرب تموز في العام ٢٠٠٦ والتي استمرت مدة ثلاث وثلاثون لم تتجاوز خسائر “حزب الله” اربع وستين شهيداً .
وهذا يشكل دليلا على أن المقاتلين الذين دفع بهم حزب الله الى المواقع الحدودية هم ممن لا يمتلكون الخبرة الكافية في الأعمال العسكرية ومن حديثي الانتساب لحزب الله، بينما كان عادة ما يتحدث “حزب الله” عن انتشار قوات النُخبة والمعروفة “بقوات الرضوان” على الحدود الجنوبية، كما ان لدى الحزب العديد من العناصر الذين يمتلكون الخبرة العسكرية لا سيما الذين شاركوا في الحرب السورية .
هذا الامر يترك اكثر من علامة استفهام او اكثر من سؤال:
* هل التقصير من قِبل حزب الله واجهزته الاستخباراتية؟
* هل ان إسرائيل تستخدم اجهزة ومعدات عسكرية حديثة تزج بها في هذه المعركة؟
* هل ان الحزب مُخترقٌ من الموساد الاسرائيلي؟
كل هذه الاسئلة متروك أمر الاجابة عليها في الايام والاسابيع القادمة، ام ان هناك اسباباً أخرى تساعد في تلقي الحزب هذه الخسائر الكُبرى والتي حتماً ستشكل ازمة له مع بيئته، خصوصاً ان المعركة لا زالت في بداياتها ولم تتخذ طابعاً شمولياُ كما حصل في حرب تموز من العام ٢٠٠٦ .
لكن وحسب بعض المعلومات والي تصل بالتواتر، أن مجموعة عوامل قد اجتمعت لتكون مساعداً على ازدياد حدة الخسائر البشرية منها على سبيل المثال :
ــــ ان إسرائيل وفي الفترات السابقة كانت ترصد كل ما يدور ويحصل على حدودها الشمالية وتتنصت على الاتصالات التي تدور في الجانب اللبناني .
ــــ عناصر حزب الله والذين اقاموا عدداً من مراكز المراقبة والاستطلاع على الجانب اللبناني من الحدود الجنوبية وتحت مُسمى جمعية اخضر بلا حدود، كانو مكشوفين لدى العدو الصهيوني وهذا ما سهل مراقبتهم لقرب المسافة بين مراكزهم، وجنود العدو كانوا يعرفونهم بالاسم حتى ارقام سياراتهم ونوعها، وهذا ما سهل عمليات قصفهم اثناء انتقالهم بعد ان بدأت المعركة على طرفي الحدود .
ــــ عناصر حزب الله كانوا مكشوفين جداً في تنقلاتهم وتحركاتهم وعملياتهم من حيث الاستخفاف بمقدرات العدو “اي اصابتهم نشوة فائض القوة” والتي اعطتهم بعض من “شوفة الحال” حيث بدت أعمالهم مكشوفة جداً دون اخذ الاحتياطات اللازمة لما يمتلكه العدو من اجهزة مراقبة وتنصت عليهم .
يضاف الى كل هذه العوامل عامل اساسي ومهم وهو عدم تمتع العناصر العسكرية التي تخدم في مواقع الحدود من الخبرة اللازمة عسكرياً وامنياً، مما اعطى العدو الصهيوني هذه الامكانيات من تنفيذ عمليات القصف والقنص بحق عناصر حزب الله وإيقاع هذا القدر من الخسائر في الارواح والعتيد .
ويُحكى في بعض الاوساط، ان للموساد الصهيوني دوراً بارزاً في اختراق صفوف الحزب عسكرياً وامنياً مما جعل بعض مواقع الحزب عتاداً وعديداً مكشوفين مما سهل على جنود العدو ايقاع هذا القدر من الخسائر .
كل ذلك، متروك للأيام والسابيع القادمة لينكشف ويتوضح.