دور مشبوه للنظام الايراني لابد من الرد عليه
حسین عابديني
الخطوات والاجراءات التي لجأ إليها النظام الايراني خلال الاشهر الاخيرة والاجواء التي نجمت عنها والتي يسعى النظام من خلالها الإيحاء بثباته وإستقراره ومن إنه يسير في الطريق والاتجاه الصحيح، هي في الحقيقة رد فعل النظام على ماحدث ونجم وتداعى عن إنتفاضة 16 سبتمبر2022، ولاسيما بعد إضطراره مجبرا بحکم الاوضاع المضطربة التي عانى منها ولاسيما بعدما أن الشعب الايراني خلال هذه الانتفاضة موقفه الصريح من النظام فيها وطالب بإسقاط النظام.
مايقوم به النظام الايراني حاليا من تحرکات ونشاطات على مختلف الاصعدة ولاسيما المخططات التي هو في غمرة تنفيذها، هي إستمرار لحرکة رد فعله على تلك الانتفاضة التي حددت موقفا شعبيا غير مسبوقا ضده وأعلنت رفضه جملة وتفصيلا، ولأن الانتفاضة هذه کانت مختلفة کثيرا عن الانتفاضات السابقة من حيث إستمراريتها وديمومتها، ولفتت أنظار العالم إليها وکشفت عن ضعف وهشاشة النظام وليس عن قوته وتماسکه ومناعته التي يسعى دائما للتأکيد عليها، فإنه وجد نفسه في زاوية ضيقة جدا ولذلك عقد العزم على القيام برد فعل يحد من حالة التداعي والتراجع التي يعاني منها.
کراهية الشعب للنظام و سخطه وغضبه من سياساته غير الحکيمة وتصاعد کراهية الشعوب العربية والاسلامية لدوره المشبوه وتإييدهم لمقاطعته ومواجهته ووضع حد لتدخلاته السافرة، بالاضافة الى مايتم تأکيده عن دوره في تغذية التطرف الديني والارهاب وتوجيههما، جعله نظاما مشبوها وممقوتا على حد سواء وإن الاسباب الموجبة لفرض المزيد من العزلة عليه تتزايد يوما بعد يوم وجاءت الانتفاضة الاخيرة لتمنح شرعية أکبر للتغيير السياسي الجذري في إيران وإسقاط النظام، ولذلك کان لزاما على النظام أن يقدم على خطوة کبرة غير عادية من أجل أن يغير الموقف لصالحه ويسعى من أجل تغيير القناعات السلبية ضده.
الدور المشبوه لهذا النظام في المنطقة بشکل خاص والذي يتجلى حاليا في المخطط الذي يقوم بتنفيذه حاليا والذي جعل المنطقة کلها على برکان قد ينفجر بأية لحظة، ناهيك عما ألحقه ويلحقه من أضرار کبيرة بمصالح شعوب ودول المنطقة ويٶثر سلبا عليها، لم يعد هنالك من مجال ووقت لتجاهله والسکوت عليه وإن من الواجب الذي يمليه أکثر من ضرورة معاملته بالمثل، إذ وکما قام و يقوم بإستغلال الاوضاع غير الطبيعية لدول المنطقة ويستغلها من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، فإنه لابد من عدم فسح المجال لهذا النظام ورد الصاع صاعين له، خصوصا وإن إنتفاضة سبتمبر2022، والتي هي بمثابة تطور إستثنائي نوعي على صعيد الاوضاع في إيران، من المهم أن تهتم بها دول المنطقة وتوليها عناية خاصة، وتعي بأن التغيير السياسي الجذري في إيران يعنيها ويضع حدا لهد السياسة الرعناء التي ينتهجها هذا النظام ويست من خلالها بلدان المنطقة من أجل تحقيق أهدافه وغاەاته المصبوهة، وإن الرد الاقوى على هذا الدور يکمن في دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والاعتراف بحقه المشروع في دفاعه عن نفسه.