وحشية القصف على غزة ترفع اعداد الضحايا .. وواشنطن تبحث عن أسراها بالمسيرات ولا وقف للنار
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
يوم آخر من القصف الوحشي جوا وبرا وبحرا تتعرض له غزة على يد الجيش الاسرائيلي بعد مرور 28 يوما على عملية “طوفان الأقصى” التي اطلقتها “حماس”، فيما ردت “المقاومة” بقصف صاروخي إستهدف بلدات ومستوطنات إسرائيلية بغلاف غزة.
وقامت زوارق إسرائيلية اليوم، بقصف المناطق الشمالية لمدينة غزة وسط القطاع، فيما تعرض مخيم المغازي وحي النصر وسط قطاع غزة لقصف إسرائيلي عنيف، وشن الطيران الحربي غارات متتالية على أبراج سكنية في تل الهوى.
واستمرت معاناة القطاع الصحي إذ حذر مدير مستشفى الشفاء بغزة من أن المولد الكهربائي الرئيسي في المستشفى قد توقف، كاشفا أنه تم إطفاء الكهرباء في بعض أقسام المستشفى بسبب نفاد كمية الوقود. ودعا مدير المستشفى النازحين والمرضى إلى الترشيد في استهلاك الكهرباء والماء، مطالبا العالم بإمداد مستشفيات غزة بالوقود فورا قبل فوات الأوان.
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت من جهتها عن ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 9061 شخصا، بينما بلغ عدد المصابين نحو 32 ألفاً، وكانت منظمة اليونيسف قد قالت إن قطاع غزة تحول إلى مقبرة للأطفال.
وبينما جددت إسرائيل قصفها على مخيم البريج في غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أربعة جنود في المعارك الدائرة في قطاع غزة وقال إن بذلك يرتفع العدد الإجمالي منذ بدء الهجوم البري إلى 23 قتيلا في صفوفه. وقالت كتائب القسام إنها قتلت 4 جنود إسرائيليين من مسافة صفر شمال غرب بيت لاهيا.
وكان أفاد مساء امس عن “تطويق” مدينة غزة، معقل حركة حماس بعد أيام على بدء توغله البري في القطاع الفلسطيني. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش قتل قائد كتيبة تابعة لحركة حماس في ضربة جوية على قطاع غزة. وأضاف المتحدث أفيخاي أدرعي في حسابه على منصة “إكس” أن طائراته الحربية قتلت مصطفى دلول، قائد كتيبة الصبرة تل الهوا، والذي وصفه بأنه “لعب دورا مركزيا في إدارة القتال” ضد الجيش الإسرائيلي في غزة.
في المقابل، توعدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، الخميس، بأن غزة ستكون “لعنة التاريخ” على إسرائيل، محذرة من أن الجنود الإسرائيليين سيخرجون “في أكياس سود”.
وتزامنا أفاد مسؤول رفيع في البيت الأبيض، الخميس، بأن الرئيس الأميركي جو بايدن دعا إلى إعلان هدن إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحماس تكون “مؤقتة ومحددة” لكنها لا ترتقى إلى وقف عام لإطلاق النار. وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، ما الذي يعنيه هذا الوقف المؤقت. وقال إنه “وقف إنساني مؤقت ومحدد يتركز على هدف أو أهداف معينة، مثل إدخال مساعدات إنسانية وإخراج الناس“.
من جهة ثانية، نفذت الولايات المتحدة طلعات بطائرات استطلاع مسيرة في سماء غزة بحثا عن الأسرى الذين احتجزتهم حركة حماس. وقال مسؤولان أميركان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما، إن الولايات المتحدة تشغل مسيرات لجمع المعلومات الاستخباراتية فوق غزة للمساعدة في جهود تحديد مواقع الرهائن. وقال أحدهم إنه يجري تنفيذ طلعات الطائرات المسيرة منذ أكثر من أسبوع. وتزامنا، قال مسؤول بالبنتاغون إن الطائرات المسيرة فوق غزة غير مسلحة ولا تدعم أنشطة إسرائيل الهجومية.
ويفيد مسؤولون أميركيون إن عشرة أميركيين في عداد المفقودين ربما يكونون من بين أكثر من 200 شخص محتجزين في غزة، ويعتقد أنهم موجودون في شبكة الأنفاق مترامية الأطراف التابعة لحماس.
وكان المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري، قال إن القوات الإسرائيلية “أكملت تطويق مدينة غزة، مركز منظمة حماس”.
وبحسب هغاري فإن “مفهوم وقف إطلاق النار ليس مطروحا على الطاولة حاليا على الإطلاق” في اليوم الثامن والعشرين من الحرب.
الآ ذلك، أعادت إسرائيل، الجمعة، 7 آلاف عامل فلسطيني كانوا محتجزين لديها إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم.
وكانت إسرائيل أعلنت، ليل الخميس، أنها ستعيد إلى غزّة جميع عُمّال القطاع الذين علِقوا في الأراضي الإسرائيلية منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، و”قطع كل الصلات” مع القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس، والذي يتعرض لقصف عنيف من الجيش الإسرائيلي منذ 4 أسابيع.
وكانت إسرائيل أصدرت تصاريح عمل لنحو 18,500 فلسطيني من قطاع غزّة، حسب مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات).
وتسعى إسرائيل إلى تقسيم القطاع إلى ثلاثة أقسام.. محافظة شمال القطاع نالت النصيب الأكبر من القوة النارية الإسرائيلية، وحلّ الدمار الكامل بالمئات من مباني مناطقها. أهم مناطِقها بيت حانون في الشمال الشرقي، وغرباً هناك بيت لاهيا، وإلى الجنوب منها قليلا جباليا، عِلماً بأن مخيم جباليا هو أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في القطاع. وإلى الجنوب من محافظة الشمال تقع مدينة غزة ومدينتا جحر الديك والزهراء جنوبا والكرامة والتوام غربا.
وهناك أحياء لا تزال مكتظة بالسكان لكنها ترزح تحت قصف عشوائي وقد تتحول مدخلا لتوغل بري كحي الزيتون والتفاح.
في ذلك القسم تسعى إسرائيل خلف أنفاق استراتيجية أو ما يوصف بـ”غزة السفلى”، حيث إن هناك تعتقد إسرائيل أن غالبية قيادات حماس موجودون فيها ومعهم الرهائن.
أما أهم مناطق وسط القطاع فهي محافظة دير البلح، وهناك مخيم البريج. إسرائيل توغلت قبل أيام من مدخله الشرقي، بالإضافة إلى مخيم النصيرات غربا والمغازي جنوب القطاع، حيث تريده إسرائيل على ما يبدو منطقة لجوء أهم مناطقه خان يونس ورفح. أيضا هناك شارع صلاح الدين، وهو الشارع الرئيسي الذي يربط جنوب القطاع بشماله، إضافة لطريق آخر على طول الساحل.