فرحة فلسطينية بعودة الاسيرات والاطفال .. الحرية رائعة
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم الثاني للهدنة بين حركة حماس وإسرائيل لسكان غزة بعد سبعة أسابيع من الحرب المُدمّرة للقطاع المُحاصر اليوم من المفترض ان يجري تسليم دفعة ثانية من الاسرى، بينما يواصل اهالي غزة تفقد منازلهم التي سوتها الغارات الاسرائيلي بالارض وما تحتها.
فبعد الوساطة القطرية إلى جانب مصر والولايات المتحدة تم اتفاق للهدنة سيستمر أربعة أيام قابلة للتمديد. وتنص الهدنة على تبادل 50 أسيرا إسرائيليا محتجزين في غزة بـ150 أسيرا فلسطينيا فلسطينيا.
وأمس أفرجت “حماس” عن 13 أسيرا إسرائيليا بينهم 9 نساء و4 أطفال فيما من المزمع أن يتم، السبت، الإفراج عن نفس العدد ضمن الصفقة الثانية، فيما أطلق الاحتلال الإسرائيلي سراح 39 أسيرا فلسطينيا من الضفة والقدس المحتلتين بينهم 24 امرأة و15 طفلا، إذ ينص اتفاق تبادل الأسرى على الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين مقابل إطلاق سراح كل رهينة إسرائيلية.
وقد عاش الفلسطينيون امس، ليلة مفعمة بالفرح والدموع في استقبال الـ 39 من الأسرى النساء والأطفال الذين أفرجت عنهم إسرائيل، وعمّت الاحتفالات أرجاء المدن الفلسطينية من جنين ونابلس إلى القدس وبيت لحم وغيرها، حيث وزعت الحلوى وأطلق الشبان الألعاب النارية، بالرغم من محاولات قوات الاحتلال منع مظاهر الاحتفال.
ورددت الحشود هُتافات تحيي غزة وأهلها، ومن بين الأسيرات المحررات، فاطمة عمارنة، التي استقبلتها عائلتها في بلدة يعبد قضاء جنين شمالي الضفة الغربية، وسط حشد من أهالي البلدة. وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي تسجيلا قديما يظهر لحظة اعتداء جنود الاحتلال على فاطمة واعتقالهم لها قرب المسجد الأقصى.
واحتفى الفلسطينيون بالأطفال والفتية المحررين من سجون الاحتلال، إذ حملوهم على الأكتاف وجابوا بهم الشوارع رافعين علم فلسطين وأعلام فصائل المقاومة. ووجّه المحررون مناشدات للسعي لتحرير بقية الأسرى في سجون الاحتلال.
ووصفت وكالة الصحافة الفرنسية في تحقيق لها اجواء الفرح والبهجة عاشتها عائلات الاسرى الفلسطينيين الذين أطلقت إسرائيل سراحهم بموجب هدنة مع حماس. ووصل 39 سجينا فلسطينيا الجمعة إلى منازلهم قادمين من السجون الإسرائيلية. واحتضن الأقارب والأصدقاء الأسرى المحررين الذين التحفوا بالكوفيات الفلسطينية، فيما بكى كثر وظهر عليهم تأثر غامر، وسط هتافات وطنية وإطلاق ألعاب نارية.
وتجمعت حشود في الضفة الغربية لاستقبال الأسرى والأسيرات. واحتفى مئات الفلسطينيين في بيتونيا بـ”الأبطال” الذين اعتقلوا “من أجل حرية جميع الفلسطينيين”، وفق عبارة أحد الخطباء عبر مكبر الصوت.
وحمل المشاركون عددا من المفرج عنهم على أكتافهم، فيما لوح آخرون بالأعلام الفلسطينية ورايات حركتي حماس وفتح. وقبل وصول المفرج عنهم إلى بيتونيا، أطلق جنود الجيش الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع أمام سجن معسكر عوفر المقام على أراضي المنطقة، وسجل الهلال الأحمر الفلسطيني 31 إصابة بالرصاص الحي والمطاطي. وفي مخيم بلاطة بنابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ابتهجت الحشود لتحرير “الأبطال”. وقال أحد الخطباء “لا أحد ينسى إخواننا الذين يقاومون ويصمدون في غزة وفي جنين”.
وشهدت مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر مقتل 14 فلسطينيا، وهو اليوم الأكثر دموية منذ عام 2005 على الأقل، وفق الأمم المتحدة التي تسجل عمليات القتل في المنطقة منذ ذلك التاريخ.
وتقول منظمات غير حكومية فلسطينية إن حوالى 3000 فلسطيني اعتقلوا في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين منذ بداية الحرب. ووفق منظمات حقوقية غير حكومية، خاض تجربة الاعتقال أكثر من مليون فلسطيني في السجون الإسرائيلية منذ الحرب الإسرائيلية العربية في حزيران/يونيو 1967 وبدء احتلال الأراضي الفلسطينية. ويقول نادي الأسير الفلسطيني إن 200 طفل و84 امرأة يقبعون في السجون الإسرائيلية، من بين أكثر من 7000 معتقل فلسطيني.
وعلى بعد بضعة كيلومترات من الضفة الغربية، عاشت القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، أمسية مختلفة حيث جرى التعبير عن الفرح بهدوء تحت أنظار الشرطة الإسرائيلية. وقالت فاتنة سلمان لوكالة الصحافة الفرنسية “الشرطة موجودة في منزلنا وتمنع الناس من القدوم لرؤيتنا لأن أي احتفال بشأن الأسرى المحررين ممنوع في القدس”. واعتقلت ابنتها ملك (23 عاما) شباط/فبراير 2016 وهي في طريقها إلى المدرسة قبل سبع سنوات بتهمة محاولتها طعن شرطي في القدس.
ولم يكن مقررا إطلاق سراح ملك قبل عام 2025، لكنها ستنام هذا المساء في منزلها في حي بيت صفافا. وأضافت الأم “أحضرتها الشرطة إلى بيتنا في سيارة، الشرطة تجلس في بيتي وتمنع الناس من السلام عليها، هي متعبة وجائعة لم تأكل منذ أمس”. لكنها أضافت “لا تسعني الفرحة بوجودها، أنا سعيدة جدا، قمت بتحضير الأكل لها وسأقدمه لها”.
أما مرح باكير البالغة 24 عاما والتي قبعت في السجن ثمانية أعوام، فقالت “أنا سعيدة، لكن تحريري جاء على حساب دماء الشهداء”. وأضافت “الحرية رائعة بعيدا عن جدران السجن الأربعة. لم أكن أعرف أي شيء عن أهلي، كانت إدارة السجن تتفنن بالعقوبات علينا”.
وتابعت مرح “قضيت نهاية طفولتي ومراهقتي في السجن، بعيدا عن والدي وعن حضنهما، ولكن هكذا هو الحال مع دولة تضطهدنا ولا تترك أحدا منا بخير”.
وامس قام عشرات آلاف السكان منذ ساعات الفجر الأولى بمغادرة مدارس ومستشفيات احتموا فيها للعودة إلى بيوتهم في المناطق الشرقية الحدودية لخان يونس ورفح والبريج والمغازي ودير البلح التي غادروها قبل أسابيع.
وتضرر أو دمر أكثر من نصف المساكن في القطاع وفقا للأمم المتحدة وتم تهجير 1,7 مليون شخص من أصل 2,4 مليون في غزة.
وفي خان يونس جنوبي القطاع مر رجل مسن حاملا حقيبة على كتفه وقال بصوت أجش إنه يشعر بالأمان “لأن ثمة هدنة” وإنه سيعود أخيرا “إلى القرية” إلى خزاعة على حدود إسرائيل. ومن حوله يسير آلاف الرجال والنساء والأطفال أو يتكدسون في سيارات وعربات.
لكن منشورات أطلقها الجيش الإسرائيلي جوا حذرت من أن “الحرب لم تنته”. ويعتبر الجيش الثلث الشمالي من القطاع حيث تقع مدينة غزة منطقة قتال وأمر جميع المدنيين بالمغادرة. وحذرت المنشورات من أن “العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جدا”.
ورغم هذا التحذير حاول آلاف الفلسطينيين العودة إلى شمال غزة، الجمعة، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وأفاد أوتشا باستشهاد شخصين على الأقل وإصابة العشرات في إثر مهاجمة قوات الاحتلال الإسرائيلية لهم التي فتحت النار وألقت الغاز المسيل للدموع على فلسطينيين متجهين شمالا.