حتى للكلاب جوائزها التقديرية

حتى للكلاب جوائزها التقديرية

باريس – المعطي قبال

     لم ينته بعد موسم الجوائز على اختلاف مصادرها، أدبية، فكرية، سياسية، علمية واجتماعية.    تقليديا، يمتد الموسم من بداية أكتوبر إلى غاية نصف ديسمبر. غير أن جوائز نوفمبر الأولى تحظى عادة بتغطية إعلامية شاملة، وتأتي الجوائز الأدبية على لائحة السبق.

   هكذا منحت الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية للروائية دومينيك باربيري عن روايتها «طريقة في الحب»، الصادرة عن منشورات غاليمار. بلغت المبيعات منذ صدور الرواية 400000 نسخة. تلت هذه الرواية نصوص رأى فيها البعض أنها من العيار الثقيل، منحتها كل من أكاديمية الغنكور للروائي جان باتيست أندريا الروائية نيج سينو حصدت جائزة الغونكور لأقسام الثانوي، أما جائزة الانتر رالييه وجائزة جان جيونو فعادت للروائي جاسبار كينيغ عن رواية ندى. فيما فاز جان باتيست أندريا بجائزة الغونكور عن رواية «لنضمن حراستها» وقد صدرت عن منشورات ليكونوكلاس. ويمكن على هذا المنوال تعداد بقية الجوائز التي منحتها كل من المديسيس، ويبلير، جائزة كتاب الجنوب، جائزة الفلور، والرواية الأولى، جائزة الرونودو.

   أسماء هذه المؤسسات الثقافية معروفة نسبيا لدى قراء الفرنسية وبالأخص أكاديمية الغونكور، المديسيس، الرونودو، الفيمينا، لكن تبقى في الظل جوائز جديدة لا علاقة لها لا بالشعر، الفن، الأدب أو العلوم. تلك هي الجوائز التي تمنح لدور النشر وللكتاب المتخصصين في الحيوانات وبالأخص للكلاب. هناك الأسماء التقليدية للكتاب مثل ريكس أو بوبي أو أسماء حديثة مثل نالا أو ريو التي تربعت على رأس قائمة أسماء 2023. وتتضمن اللائحة أيضا أسماء سيمبا أو مايا. تحظى هذه الحيوانات بكتب فنية تباع بالمآت من النسخ. هكذا فاز كتاب الكاتبة سيدريك سابان دوفور «رائحته بعد الشتاء» بالجائزة المركزية للكلاب. كما توج بجائزة « 30 مليون من الأصدقاء». بلغت مبيعات الرواية 170000 نسخة.

   أصدقاؤنا الحيوانات كائنات تعيد التوازن لسيكولوجية الغربيين الهشة. يعتبرونها جزءا منهم. يحررون لها عقود الميراث، يصرفون عليها ميزانية خاصة تبدأ من صالون التنظيف وتنتهي إلى عيادة التطبيب. وليس من الغرابة في شيء أن تمنح لهم جوائز تقديرية. لنترك جانبا الصالونات المخصصة لبيع الكلاب، مباريات ملك أو ملكة الجمال الخ… قبل أن تعرف الحيوانات اليوم عصرها الذهبي في البلدان الغربية، عاشت جحيم الحروب والإبادات نتيجة دخول أسلحة فتاكة في ميدان الحرب. هكذا جربت الأحصنة، الحمير، الحمام الخ… جربوا صاعقة النار والحديد الشيء الذي أدى في حالة الطير إلى اختفائه من الغابات والحقول.

   مع حرب غزة يلاحظ اليوم أن الطير والحيوانات اختفت من سماء غزة. تسعى إسرائيل إلى مسح البيئة الطبيعية وتحويل الأرض إلى مجال عديم النبات والطير والحيوانات. هذا الرهان الإيكولوجي هو أحد مكونات الحرب القذرة التي تخوضها إسرائل ضد فلسطين.

   يبقى ان الحديث عن الجوائز في زمن الكسح والمسح حديث عديم المعنى.

Visited 4 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".