“محمد الحيحي .. ذاكرة حياة ” كتاب حول صهر المهدي بن بركة
إصدارات:
“محمد الحيحي .. ذاكرة حياة ” كتاب جديد من تأليف الفاعل الحقوقي عبد الرزاق الحنوشي والكاتب الصحفي جمال المحافظ، يسلطان فيه الضوء حول مسارات وامتدادات مربي الأجيال صهر الشهيد المهدي بن بركة .
الكتاب في 400 صفحة من الحجم المتوسط، من منشورات “حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي”، التي تأسست سنة 2010، يتضمن قسمين رئيسين، الأول بعنوان: المسار، وثانيهما: الامتداد، يرصدان جوانب من انشغالات محمد الحيحي (1928– 1998) في الميدان السياسي والحقوقي الجمعوي والتربوي والتطوعي.
المؤلف الجديد، وفاء واعترافا بالأدوار الطلائعية التي قام بها سي محمد الحيحي، وجعل القيم التي ناضل من أجلها، أن تظل ذاكرة جية، ونبراسا تقتدى به الأجيال الصاعدة.
عمل الكاتبان في هذا المؤلف، الذي يوجد حاليا قيد الطبع، على استقاء عدة شهادات من أسرة الفقيد الصغيرة وشخصيات وفعاليات سياسية وحقوقية وتربوية وجمعوية، جايلت محمد الحيحي، تستحضر جوانب مما قدمه من جليل أعماله، وتثير الانتباه إلى الخصال التي كان يتمتع بها، التي أطرت التراكمات التي خلفها.
القسم الثاني من الكتاب المعنون بالامتداد، يتضمن خمسة فصول تتناول جوانب من مسار محمد الحيحي، من جهة العائلة، والعمل السياسي، والفعل الحقوقي، وتوحيد الحركة التربوية التطوعية، من خلال مساره على رأس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ.
هذه الفصول الخمسة، تحمل عناوين أولها: “محمد الحيحي الزوج والأب والمناضل”، والثاني: “محمد الحيحي الأخلاق في السياسة”، والثالث: “محمد الحيحي رائدا حقوقيا”. في حين يحمل الفصل الرابع عنوان: “محمد الحيحي رجل الوحدة بامتياز”، والفصل الخامس: “AMEJ المدرسة والمؤسسة”.
في شهادته يؤكد الأديب والجامعي محمد برادة على أنه يمكن القول، من دون مبالغة، بأن المرحوم الحيحي نموذج لتجسيد فئة متمـيـزة من المواطنين خلال فـترة تاريخـية/اجتماعية من تاريخ المغرب الحديث؛ والقصـدُ فـئة المناضــلين من أجــل تحقيق أهــداف الاستـقلال، وبـناء مجتمع الـعدالـة وحـرية المواطــنين…وهـو قـد جسّـد هذا السـلوك من خلال مـمارسات تشمل: المـعلم والـمُـربي والمناضل الحزبي والـمدافـع عـن حقوق الإنـســان. بعبارةٍ ثانـية، كان المرحـــوم يـعتــبـر المواطنة مشاركـةً في كل ما يسـاعـد على خدمة المجتمع والوطن، ويُـجسّــد الانتماء بـكيفية إيـجابية ومـلــموسة، وهو ما جعل محمد الحيحي: “البقاء حيا في ذاكرة الناس”، كما عنون برادة الرئيس الأسبق لاتحاد كتاب المغرب .
كما أنه ليس غريبا -كما جاء في الكتاب – أن يصف المرحوم عبد الرحمان اليوسفي ( 1926 – 2020) في شهادته حول رفيق دربه محمد الحيحي، بأنه كان رجلا وطنيا دافع عن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان مع ما كان يتحلى به رحمه الله، من خصال إنسانية عالية وقيم أخلاقية مثالية تندمج مع شخصه، سواء في حياته الخاصة كرب أسرة رعاها بوداعته وبسمته، أو في حياته الخاصة كمناضل أوقف حياته على خدمة الصالح العام ومصلحة الوطن بروح من التضحيات والتفاني والثبات والصمود، لا تعجزه المعوقات والحواجز ولا تروعه الأهوال والمكائد. وقال: لقد كانت حياة محمد الحيحي، بإجماع رفاقه وتلاميذه وزملائه، في حد ذاتها ذخيرة من الكفاحات والنضالات والمواقف البطولية.
وتجمع مختلف شهادات الشخصيات السياسية على أن محمد الحيحي الذي ظل طوال حياته، مخلصا لفكر الشهيد المهدي بن بركة، كان رجلا وحدويا وقامة استثنائية، جسد كل القيم النبيلة، ومناضلا سياسيا خلاقا من أجل حقوق الشبيبة والشعب. كما تؤكد الشهادات، وأن الراحل عرف عنه التضحية والوفاء ولم الشمل .
وباعتباره قائدا للحركة الحقوقية وللمجتمع المدني، أجمعت شهادات عدد من الحقوقيين والجمعويين على أن محمد الحيحي الرئيس الأسبق لكل من الجمعية المغربية لحقوق الانسان، والجمعية المغربية لتربية الشبيبة يعد رائد الحركة الحقوقية المغربية، وقائدا وموحدا للحركة التطوعيةـ
الكتاب يتضمن صورا ونماذج من المشاريع التي ساهم فيها في مقدمتها مشروع طريق الوحدة وبعض الوثائق النادرة منها نص الحكم الصادر عن الغرفة الإدارية بالمجلس الأعلى سنة 1961 (قضية الحيحي) على الطعن الذي تقدم به للحكم بإلغاء قرار وزارة التربية الوطنية والشبيبة والرياضة بطرده من وظيفته مع حرمانه من أجره الشهري بدعوى مشاركته في إضراب قطاع الوظيفة العمومية يوم 25 مارس 1960.