غزة لم تعد تشبه أي مكان في العالم!!
عبد العلي جدوبي
غزة تعري إنسانية النفاق والدجل، وتفضح حماة الديموقراطية المزعومين المزيفين، وتضع المطبعين مع الكيان الصهيوني ومن معهم في دائرة الشك بعيدا عن الإجماع الشعبي..
غزة الآن تسابق الزمن في البحث عن شهدائها من تحت الانقاض، فلا وقت للنوم ولا يوجد طعام ولا ماء ولم يبق اي مكان حتى لدفن الشهداء!
الغرب “المتحضر” صمت طويلا عن جرائم اسرائيل، والعرب كعادتهم في اندهاش وترقب عما قد يحدث، والمجتمع الدولي يقف مشلولا عاجزا من اتخاذ خطوات عملية لأيقاف إطلاق النار، وقد استخدمت واشنطن في مجلس الامن الفيتو ضد قرار يدعو الى الهدنة، ودخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.. وإسرائيل والبيئة الحاضنة، لها يصرون على مواصلة القتال حتى القضاء على حماس، فهل أطفال ونساء غزة هم من يمثلون حماس؟
الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) عبر بصوت خافت أقرب إلى الهمس، بأن ما يشهده أهالي غزه أزمة إنسانية، وبأنه يشعر بقلق بالغ إزاء الانتهاكات الواضحه للقانون الدولي الانساني..
بالرغم من أن العالم الحر بمؤسساته الرسمية طالب بوقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، ومنددا بما تقوم به سلطات العدوان، فإن هذه الأخيرة مضت في مواصلة قتل كل من يتحرك فوق أرض غزة .
فإلى حدود يوم 12 من الشهر الجاري، حسب إحصائيات فلسطينية رسمية، فقد استشهد 19 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وجرح أزيد من 50 ألف بجروح متفاوتة الخطورة، واستشهد في صفوف الصحفيين 187 صحفيا، كما تمت 1050 مجزرة جراء قصف القطاع، وبأزيد من 30 ألف طن من المتفجرات، وتم تحطيم 40 ألف وحدة سكنية.
الديموقراطية على الطريقة الأمريكية
لقد أصبحت الديموقراطية وحقوق الإنسان، التي طالما تغنى الغرب بمفاهيمها وتلاعب بمصطلحاتها، طلاء خارجيا لواجهة غير ديموقراطية وغير إنسانية، بعدما فقد الإنسان الغربي”المتحضر” إنسانية، وأبان العام سام، باستخدامه للفيتو المخزي دفاعا عن إسرائيل، عن بؤس وانحطاط في السياسة الأمريكية، التي ترتكز على العدوانية وإلحاق الضرر بالشعوب المستضعفة.
مناسبة هذا الكلام تصريحات عدد من المسؤولين الأمريكيين لمختلف وسائل الإعلام العالمية عبر أسطوانتهم المشروخة، بأن ما يجري في قطاع غزة، وما تقوم به إسرائيل يدخل في “حق الدفاع عن النفس”! وما يثير الاشمئزاز حقا، هو مطالبه هؤلاء المسؤولين إسرائيل بمواصلة القتال والتوغل في قطاع غزة حتى القضاء النهائي على حماس! فأية حماسة هذه لدى الأمريكيين؟
الديموقراطية الأمريكية من وجهة نظر العديد من الكتاب الأمريكيين المعارضين للسياسة الخارجية لبلادهم ، يرون أن تلك اليموقراطية تمنح الحكم للخبثاء والجهلاء والفوضويين والفاسدين، ديموقراطية مزيفة، لها أكثر من عنوان، تلبس لباس الكراهية والعنصرية ورفض الآخر، وهذا ما مهد لديكتاتورية تل أبيب المضي في قتل الفلسطينيين ..
وحسب الصحافة العبرية، فإن الوضع الداخلي الإسرائيلي، شديد التحول كل يوم، وينقلب من طور إلى طور، كلما طال زمن الحرب في غزة، وكلما طال أمد احتجاز الرهائن، والوضع أيضا تجاوز صدمة السابع من أكتوبر، ولابد من إعادة العقل إلى المزاج الصحيح، ولإعادة تقييم للحدث، والأخذ بعين الاعتبار تاريخ حدوثه، مقارنه بعقود السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية منذ العام 1967.
يقول(ريتشارد هاس)، الدبلوماسي الأمريكي والرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية: “إنه يجب أن يكون هناك عنصر عسكري قادر على رد إسرائيل من تحديها الأمني والعسكري، إذ يتعين عليها إدخال عنصر دبلوماسي في المعادلة، بدل الحرب لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة” .
Visited 16 times, 1 visit(s) today