الحرب الصهيونية على الفلسطينيين في شهرها السادس

الحرب الصهيونية على الفلسطينيين في شهرها السادس

حسين عطايا

     دخلت الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية شهرها السادس، دون أن يجد لها العالم أجمع نهايةً أو وقفاً لإطلاق النار أو هُدنة إنسانية، لا بل تُرك الشعب الفلسطيني وحده يدفع أثمان الغطرسة الصهيونية، مدعوماً من أقطاب القرار الدولي، تحت حجة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتُرك الشعب الفلسطيني في قطاع غزة دون أدنى مقومات الحياة، بعدما تم تدمير ما يُقارب السبعين في المئة من الأبنية والوحدات السكنية، كما البُنى التحتية الأساسية وخصوصاً تمديدات المياه والكهرباء وغيرها.
   مع بداية الشهر السادس صمد الشعب الفلسطيني صموداً اسطورياً بوجه العدوان الصهيوني، وخصوصاً فيما يتعرض له الفلسطينيون في شمال القطاع، أي في مدينة غزة وشمالها، حيث بدأت المجاعة تدق الأبواب ويموت أطفال شمال غزة دون أن يرف لهذا العالم المسمى زوراً عالماً حر جفن، بل على مرأى من العالم أجمع.
   في هذا الصمود يكتب الفلسطينيون مسار النصر، ليس على الصهاينة وجيشهم فحسب، بل على العالم بجناحيه الغربي والشرقي، بما فيه العالم العربي بأسره، والهزيمة الساحقة تضرب القانون الدولي وكل ما كان يتبجح به الغرب بأسره، من حقوق إنسان وقانون دولي وإنساني وحق تقرير المصير، فأثبتت أيام الشهور الستة أن كل ذلك لا معنى له حين تكون إسرائيل هي المعتدية، وكل حقوق الإنسان تذهب وتتجمد حين يكون الشعب الفلسطيني معتدى عليه.
   ففي الحرب الروسية الأوكرانية اجتمع الغرب وفرض العقوبات على الاتحاد الروسي، ولازال للأمس القريب، بينما في الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين تتجمد، لا بل تنمحي ذاكرة الغرب عن أي شيء يُسمى حقوق إنسان وحق تقرير المصير، بهذا ثَبُت أن الغرب سقط مهزوماً على أرض غزة والضفة الغربية، فقد هزمته أصوات أنين نساء غزة في يوم المرأة العالمي، وسقط القانون الدولي صريعاً مخضباً بدماء أطفال غزة الجوعى، والذين لم يتبق ما يسد رمقهم بشربة ماء أو بقايا أجزاء من طعام.
   سقط القانون الدولي وهُزم مجلس الأمن، حتى محكمة العدل الدولية في قرارها الصادر في 26 يناير – كانون الثاني الماضي من العام الحالي أتى دون المستوى المطلوب رغم ما جاء فيه من إدانة صريحة لإسرائيل وجيشها النازي، من أعمال إبادة جماعية وتطهير عرقي ومجازر بحق الإنسان الفلسطيني.
   فأكذوبة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها سقطت وأسقطت معها العالم الحر ، سقطت وأسقطت معها بالضربة القاضية ما يُسمى شرعة حقوق الإنسان وحق تقرير المصير، فيما تبقى من شوارع وأزقة قطاع غزة ومخيماته ومدنه، فالعالم الحر سقط بعدما ظهر أنه عالماً مكبلاً بالعنصرية البغيضة، وبالكيل بمكيالين في حربين تشهده ساحات العالم، الحرب الروسية على أوكرانيا، والحرب الصهيونية النازية على فلسطين وشعبها في قطاع عزة والضفة الغربية، وليس هذا فحسب، بل أتت تصرفات الولايات المتحدة ومعها الغرب مجتمعاً غير قادرين على إجبار إسرائيل على وقف الحرب، أما جامعة الدول العربية وما يُسمى من عالمٍ إسلامي، هم مجرد وهمٍ، وقراراتهما تبقى حبراً على ورق لا أكثر.
   إذن الفلسطينيون، في دخول الحرب عليهم شهرها السادس، لم يجدوا معهم احداً. حتى أولئك جماعة محور الممانعة يقومون فقط ببعض الأعمال البهلوانية، والتي لا تُقدم ولاتُغني من شيء، بل مجرد كلام بكلام، وأعمالهم فقاقيع صابون تذهب أدراج الرياح.
   العالم بأسره يُحارب الفلسطينيين فقط، لأن بضعة مقاتلين كسروا جدار الصمت ودخلوا مناطق غلاف غزة، أي دخلوا أجزاء من أرضهم المحتلة ساهمت بكسر الجيش الإسرائيلي وهزيمته، فاستشاط العالم غضباً ليُعيد للجيش المهزوم بعضاً من معنوياته، لأن إسرائيل هُزمت، وجيشها الذي لا يُقهر مرغ الفلسطينيون جبينه بوحل قطاع غزة، حتى بأن وجهه القبيح النازي، في قتل نساء وأطفال غزة والناس الأبرياء العزل.
   لفلسطين وحدها سواعد أبنائها فقط تحميها وتقاتل عنها، لأن غاب الشقيق والصديق ولم يتبق معها أحداً، حتى الله غاب عنها وأشاح بوجهه إلى غير اتجاه.
   انتصرت فلسطين.. وهُزمت الإنسانية وكل الشرائع والقوانين الدولية والإنسانية سقطت وهُزمت.
Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني