أمسية الوفاء لمن رحلوا.. عزاء ومواساة
أحمد لعيوني
في إطار برنامجها التواصلي والتضامني، نظمت جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ مؤسسة باجة بابن أحمد، بالمركز الثقافي للمدينة، يوم السبت 20 يوليوز 2024 حفلا تأبينيا للراحل الأستاذ محمد عشوبي بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاته، وهو من مواليد سنة 1954، تربى ودرس واشتغل بمدينة ابن أحمد. حضر اللقاء جمهور غفير من رجال التربية بالمدينة، ومختلف المراكز التابعة لإقليم سطات، وعدد من تلاميذ الراحل، وأصدقائه وأقاربه وأصهاره.
أشرف على تسيير الجلسة صديقه في العمل الذي اشتغل معه لسنين طويلة، الأستاذ محمد منتقي. مبديا كلامه بقول الشاعر المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الكرام المكارم.
في إشارة إلى كثرة الحضور الذي توافد على الجمع لتقديم العزاء والمشاركة في المواساة، وفاء لروح الراحل.
افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تناوب عليها مقرئون أجادوا في تبليغها إلى مسامع الحضور بما أثار في نفوسهم الخشوع وتدبر كلام الله عز وجل. وتلاها قراءة النشيد الوطني.
ثم توالى إلقاء كلمات العزاء والمواساة والتذكير بخصال ومناقب الراحل، من العديد من أصدقائه ورفاقه في العمل والنضال الحزبي والنقابي، وأيضا بعض تلاميذه، وأولئك الذين استفادوا من تأطيره. ذ. محمد قاقوش، المدرس بثانوية باجة، والذي اشتغل مع الراحل لأزيد من عقدين من الزمن، وهو الرئيس الحالي لجمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، تطرق في كلمته إلى المراحل التاريخية للمحتفى به، معززا مداخلته بشريط وثائقي يدون سيرة ذاتية لحقبة زمنية من حياته. معززا كلمته بقول الآية الكريمة: “مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” الأحزاب23. مؤكدا بأن وداعه الأخير مر في جو مهيب، بنفوس متحسرة وقلوب موقنة بقضاء الله وقدره. فقد كان رحيله صدمة لكل أقاربه وأصدقائه ومعارفه وتلاميذه، وترك في نفوسهم حزنا بالغ الأثر. رحيله كان في وضعه أشد قسوة على أسرة التعليم بمدينة ابن أحمد. وأشار إلى أنه كان يتميز بجدية في العمل، وروح وطنية، ووازع ديني، وسلوك حسن. وعرف بهذه الخصال عبر مساره الوظيفي، من أستاذ ومدير بالثانوية الإعدادية محمد السادس، ثم رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ بثانوية باجة التأهيلية، قبل أن يصبح مديرا بها. ومدير لإعدادية أنس بن مالك، فعضو فاعل بالمجلس البلدي. جمع بين التدريس والتسيير الإداري، والسياسة والنضال النقابي.
كلمة مدير ثانوية باجة، المحطة الأخيرة قبل تقاعده، جاء فيها تذكيرا بمساره بهذه المؤسسة، انطلاقا من كونه مدرسا، ومربيا، وفاعلا جمعويا، ومديرا محنكا من خلال كفاءته المهنية في علاقته الإنسانية مع هيأة التدريس، ورعايته الحنونة لأبنائه التلاميذ، وقدرته على التواصل مع الآباء. كما أشار إلى طريقته التواصلية في حل المشاكل واقتراح الحلول الممكنة، باعتماد العمل الجماعي مع الطاقم الإداري بالمؤسسة التعليمية.
ذ. عبد الله السليماني ممثلا لثانوية أنس بن مالك، الذي اشتغل مع الراحل بصفته أستاذا وإطارا تربويا، أكد في كلمته على أنه كان يمزج بين الفكرة والتطبيق، مستعملا في ذلك معاملته الإنسانية، ويعمل داخل الفريق الذي يشتغل معه. وقد تمكن أعضاء الفريق من الاستفادة من طريقته لما تحملوا مسؤولية الإدارة التربوية، وذلك فيما يتعلق بتدبير الحالات المستعصية في إطار حلها بسلاسة. أما كلمة جمعية هذه المؤسسة، فجاء فيها بأن الراحل كان واحدا من جيل المربين الكبار، يؤمن بصدق الرسالة التي أشرف على أدائها بأمانة وإخلاص. وذكر ممثل مؤسسة اقرأ الخاصة، بأنه كان من أول المشاركين في تأسيس جمعية أطر الإدارة التربوية بإقليم سطات. كما ذكر بدوره في رئاسة وتسيير فريق كرة القدم بابن أحمد.
وانتهى الجمع بالدعاء للراحل بالمغفرة وحسن القبول، ولذويه ومجموع أصدقائه ومعارفه بالصبر والسلوان.