اغتيال السنوار… و”انتصار” نتانياهو!

اغتيال السنوار… و”انتصار” نتانياهو!

سمير سكاف 

     اغتيال يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، هو الهدف الأساسي الحالي لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، مع إبقاء عينه على ردود إيران وحزب الله المتتظرة على اغتيالات قادة حماس وحزب الله اسماعيل هنية وفؤاد شكر!

يريد بنيامين نتانياهو إعلان “انتصاره” في الحرب على غزة بأسرع وقت ممكن! ويريد تقديم “انتصاره” هذا للرأي العام الاسرائيلي، ومن ثم للكونغرس الأميركي وللرئيس دونالد ترامب، وحتى لإدارة الرئيس جو بايدن!

ولكن ينقص نتانياهو قطعة واحدة لتكتمل صورة “انتصاره”! وهذه القطعة هي اغتيال قائد حماس في غزة يحيى السنوار، مخطط ومنفذ ورمز 7 أكتوبر وطوفان الأقصى!

اغتيال السنوار، سيكون، بالنسبة لنتانياهو، أقصر طريق لإعلان “انتصاره” وانتصار اسرائيل ب “الحرب على الإرهاب” في غياب أي انتصار ميداني واضح، باستثناء القتل والتدمير! خاصة أيضاً وأن اسرائيل سارعت بإعلان مقتل القائد العسكري لكتائب القسام محمد الضيف، بعد قتلها لاسماعيل هنية!

اغتيال يحيى السنوار، سيحقق به نتانياهو أحد أبرز أهدافه وأهداف الجيش الاسرائيلي، بتصفية قادة حماس بهدف إلغاء سلطتها سياسياً وعسكرياً على غزة! مما سيؤدي، برأيه، الى استسلام حماس، عاجلاً أم آجلاً!

وهو يريد باغتيال السنوار الحصول على “صك براءة” من الرأي العام الاسرائيلي، كما الحصول على بطاقة خروج “مشرفة” بصورة البطل في الداخل الاسرائيلي!

بعد الاغتيال، يمكن لنتانياهو البدء بالحديث جدياً باليوم التالي، من دون أي اعتراف بدولة فلسطين!

ولكن اغتيال السنوار، المحصن في أنفاق رفح، محاطاً بالأسرى الاسرائيليين، كما يُقال في رفح، سيكون من سابع المستحيلات، ما لم يدخل الجيش الاسرائيلي الى داخل رفح!

احتلال غزة بالكامل تمنعه كثافة الناس في رفح، حيث يتواجد مليون ونصف المليون من أهل غزة، غالبيتهم من المهجرين، في بقعة لا تسع لأكثر من مئتي ألف شخص!

هذه الكثافة البشرية تؤخر اقتحامها! لأن الفاتورة البشرية في الاقتحام ستكون أكثر مما تستطيع الإدارة الأميركية أن تتحمله قبل الانتخابات الرئاسية، وأكثر مما يستطيع الرأي العام “الشعبي”، وبخاصة الأوروبي أن يسكت عنه!

حوالى 90  أسيراً اسرائيلياً ما يزالون أحياء لدى حماس منذ 300 يوم. ولكن اغتيال اسماعيل هنية، المفاوض الأساسي في قضيتهم من الجانب الحمساوي، يؤشر أن عودتهم أحياء ليست من الأولويات “الفعلية” لنتانياهو!

ما يعني أن نتانياهو سيستمر بمسلسل الاغتيالات في أوساط قادة حماس، داخل وخارج غزة، وداخل وخارج الأراضي الفلسطينية، حتى “المفاوضين” منهم في قطر، كما اغتيال قادة حزب الله وقادة الحرس الثوري الإيراني!

خالد المشعل هو أيضاً هدف اسرائيل في الاغتيالات (من جديد). فالاستهداف هو لكل من لعب دوراً قيادياً في حماس، سواءًا أكان في داخل غزة، أم في خارجها، كاغتيال اسماعيل هنية في طهران وصالح العاروري في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت!

ولكن، ومع كل ذلك، ما يزال إعلان انتصار نتانياهو بعيداً جداً، في حين أنه يسعى في هذه الاثناء للتفخيخ لإيران ولتوريط الأميركيين ولإشعال حروب عدة في المنطقة. فهو يدرك أن انتصاره الشخصي الأكبر هو بقاء المنطقة مشتعلة وبقاؤه في السلطة أطول فترة ممكنة، ريثما يتمّ اغتيال السنوار على الأقل!

Visited 45 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني