الجمهور المغربي والشغف الكروي

الصادق بنعلال
    يواجه اليوم الجمعة (02-08-24) المنتخب المغربي الأولمبي نظيره الأمريكي، في دور ربع النهائي، بملعب حديقة الأمراء بباريس. وقد أبانت النخبة الأولمبية الوطنية عن كفاءتها وقدرتها على مقارعة أي منافس بقدر كبير من الأريحية والسلاسة والإصرار على التفوق، بفضل لاعبين واعدين موهوبين سيقولون كلمتهم الحاسمة في قادم المنافسات الدولية والقارية والعربية، يؤازرهم جمهور غفير عاشق للرياضة المغربية بلا حدود.

   وفي هذا الإطار، إذا كانت الجماهير الرياضية في كل بقاع العالم تخص كرة القدم بقدر كبير من الاهتمام والعناية، فإن الجمهور المغربي داخل الوطن وخارجه يتعاطى مع هذه اللعبة الساحرة بشغف قل نظيره، فهو لا يساند نواديه المفضلة و منتخباته المختلفة، من أجل تحقيق الانتصارات فقط، بل إنه ينتظر أداء فنيا جميلا وعرضا تقنيا مبهرا، يجمع بين سيطرة على مجريات اللعب، وتمريرات قصيرة محكمة، ومراوغات خرافية؛ وتسديدات دقيقة ومؤثرة نحو مرمى المنافس، تجعل هذا الجمهور المتذوق والمبدع، مستمتعا لحظات ينسى فيها مؤقتا ذاته والعالم المحيط به. 

   وعليه، حظ أوفر للمنتخب المغربي في هذه الموقعة الكروية بالغة الأهمية، خاصة وأن فوزه بإذن الله مرتقب، يكفيه أن “يحاور” النخبة الأمريكية المنافسة بالاحترام المطلوب، والثقة العالية في النفس، وأن يلعب بأسلوبه المألوف الذي يجمع بين السهل والممتنع، والمتعة والفعالية.