هل نجحت إسرائيل في جر إيران والولايات المتحدة إلى الحرب؟!

هل نجحت إسرائيل في جر إيران والولايات المتحدة إلى الحرب؟!
سمير سكاف 
 
       لم تبدأ الحرب الإقليمية بعد! وذلك، على الرغم من مشهدية الصواريخ البالستية والفرط صوتية النازلة على إسرائيل، والآتية من إيران. والتي قد لا تعادل بمفاعيلها ما قام به منفذا عملية تل أبيب الفدائية!
 
وهذا يعني أن اسرائيل تتحضر للرد على الرد الإيراني لمقتل إسماعيل هنية وحسن نصرالله، وعلى الصواريخ التي تستهدفها. فخطط الرد الإسرائيلية جاهزة، وبنك أهدافها في إيران جاهز منذ زمن بعيد. 
 
ولكن الهدف الأكبر قد يكون بنجاح إسرائيل بتوريط إيران بحرب إقليمية، لتغيير خارطة الشرق الأوسط! هذه الحرب التي تحاول إيران تجنبها منذ حوالى السنة!
 
ومع ذلك، هذا الإسناد “المؤقت” من إيران لا يعني حرباً إقليمية بعد. فالرد، والرد على الرد يحتاجان الى توسعة في العمليات من الجانبين ليصبح حرباً! وبالنسبة لإيران فإن ما يجري هو عملية رد محدودة وليس حرباً بعد!
 
وما يمكن انتظاره الآن هو أن إسرائيل ستستند إلى ذريعة تعرضها للصواريخ الإيرانية لاستهداف المفاعلات النووية الإيرانية. وهي أحد أعلى المخاطر التي يمكن أن تواجهها إسرائيل في المستقبل. كما قد تستهدف منشآت النفط والغاز، أو قد تلجأ أيضاً الى تنفيذ بعض عمليات الاغتيالات لشخصيات إيرانية كبيرة، داخل طهران ، كما تفعل مؤخراً في لبنان، وقبلها في غزة، أو حتى في سوريا، أو في طهران نفسها مع اغتيال هنية!
 
في السابق، أبعدت إسرائيل الخطر النووي العراقي عنها بضرب المفاعل النووي في عملية “أوبرا” أو (بابل) في 7 حزيران/يونيو 1981 على بعد 17 كم جنوب شرق بغداد!، واليوم الرد الإيراني قد يتحول إلى “فرصة” لإسرائيل لإبعاد شبح المخاطر النووية عنها نهائياً!
 
توريط الولايات المتحدة!
 
    في إطار “فوضى خلاقة جديدة”، تستهدف إسرائيل ما تسميه “الجبهات السبع”! وهي تصر على قطع أذرع إيران بهدف إضعافها في المنطقة، فاغتالت هنية واغتالت نصر الله وضربت حزب الله واستهدفت الحُديدة… ما دفع بإيران إلى الرد… أخيراً!
 
تنتظر إسرائيل منذ فترة الرد الإيراني، وما تأخر هو التوقيت! لكن الولايات المتحدة، التي لا تتخلى عن دورها في حماية إسرائيل، أصبحت “ملزمة” على دخول الحرب مباشرة، إذا ما بدأت الحرب فعلاً! 
 
ومع ذلك، فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حاولت بشدة تجنب “التورط” مباشرة في الحرب! لا بل فشلت كل خططها، وكل الرحلات المكوكية لوزيرها أنطوني بلينكن ومبعوثها آموس هوكشتاين في التأثير على نتانياهو من أجل بلوغ وقف النار وهدنة في غزة والتوصل إلى عمليات لتبادل الأسرى!
 
إدارة بايدن فشلت في مسعاها الأول في التهدئة على الجبهة اللبنانية، في المبادرة التي وقفت بها خلف الفرنسيين للوصول الى 21 يوماً لوقف النار. فكانت نتيجة المبادرة اغتيال حسن نصرالله في اليوم التالي لإعلانها!
 
ومع أن جو بايدن يدرك أن الحرب والنار هي لصالح خصمهم دونالد ترامب انتخابياً، مع ذلك، لن تتأخر أسراب الطائرات الأميركية والبريطانية من المشاركة في المعركة هجومياً، بعد المساهمة في اعتراض الصواريخ المتوجهة إلى إسرائيل، إذا ما لزم الأمر. فهذا الخط العسكري – السياسي، سيبقى الداعم الأول لإسرائيل أياً يكن الرئيس الأميركي وأياً يكن رئيس الحكومة الإسرائيلية!
 
تغيير خارطة الشرق الأوسط!
 
    إن طموحات إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتانياهو قد تصاعدت بشكل كبير بعد نجاحهم باغتيال حسن نصرالله، الذي “توّج” 10 أيام سوداء على حزب الله، بدءاً من عملية البايجرز ومروراً باللاسلكي وإزالة 3 الى 4 آلاف مقاتل بالإصابات البليغة وصولاً الى اغتيال الأمين العام.
 
الحرب في المنطقة مستمرة! أكانت إقليمية أو لم تكن. بمشاركة إيران أو بعدم مشاركتها. بمشاركة أميركية أو بعدم مشاركتها، في حال أُسميت شاملة مع لبنان أو لم تُسمَ… 
 
وبنتيجة الحرب هناك تغيير للخريطة سيشمل السياسة والجغرافيا بوسائل عسكرية. وهو سيشمل على الأرجح جنوب لبنان وشمال غزة والضفة الغربية جغرافياً، وإيران وسوريا واليمن والعراق سياسياً. 
 
وفي لبنان، فإن ما سيختلف هو مقاربة تطبيق القرار 1701؛ من الضغط على حزب الله للتواجد في شمال الليطاني وصولاً الى فرض تنفيذ أبرز بنوده وهو تنفيذ القرار 1559 وتسليم حزب الله لسلاحه!
 
الرد الإيراني سيفتح الآن شهية الإعلام الدولي و”الديبلوماسية” الدولية للتأكيد “على حق إسرائيل بالوجود وبالرد وبالدفاع عن أراضيها ضد دولة إيران “الإرهابية!”
 
نتانياهو يستعيد دوره الإسرائيلي ليغير صورته إلى بطل قومي التي تضررت كثراً بعد 7 أكتوبر مع تأكيد ثبات “دولة إسرائيل” بنجاحات جيشها! ما يفترض رداً إسرائيلياً قاسياً على إيران بغارات أسراب طائراتها ال F16 وال F35 بشكل أساسي ومع صواريخ MK-84 والتي أثبتت فعاليتها في اغتيال الأمين العام لحزب الله!
 
لا مجال لـ 7 أكتوبر جديدة بالنسبة لإسرائيل، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى! والحرب الإقليمية، المؤجلة مبدئياً، قد تقترب أكثر فأكثر مع كل… لحظة!
 
Visited 22 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني