الدكتور محمد حسّاوي والمؤرخ رحّال عبوبي: “ثانوية الإمام مالك علّمتنا الزمن المفيد”

الدكتور محمد حسّاوي والمؤرخ رحّال عبوبي: “ثانوية الإمام مالك علّمتنا الزمن المفيد”

 المصطفى اجْماهْري

       “إن لثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء دينا علينا نحاول رده لها بما نستطيع من باب العرفان والبرور، ونحن اليوم وقد تعديْنا من العمر السبعين سنة نضع خبرتنا ومعرفتنا رهن إشارة تلاميذها وأساتذتها وأطرها تحقيقا للإشعاع ومساهمة من الجيل السابق في رد الاعتبار للمدرسة العمومية”، هذه خلاصة ما عرضه اثنان من قدماء الثانوية، من جيل السبعينيات، الدكتور محمد حساوي والمؤرخ رحال عبوبي على إثر تأطيرهما للجلسة البيداغوجية لفائدة مجموعة من تلاميذ الباكلوريا يوم الجمعة 3 يناير 2025.

وخلال هذا اللقاء الذي جرى في إطار الأنشطة الثقافية الإشعاعية بتنسيق بين

الدكتور محمد حساوي قيدوم قدماء ثانوية الإمام مالك والمصطفى اجماهري ومصطفى الشايب وإيمان فهيم مع مديرة المؤسسة الأستاذة خديجة بن رحو (في الوسط)
الدكتور محمد حساوي قيدوم قدماء ثانوية الإمام مالك والمصطفى اجماهري ومصطفى الشايب وإيمان فهيم مع مديرة المؤسسة الأستاذة خديجة بن رحو (في الوسط)

إدارة الثانوية وجمعية قدماء تلاميذها، ركز المؤطران في كلمتيهما على أهمية الأسئلة في الدرس التربوي وفي استثمار الوقت وفي اكتساب المهارات وممارسة النقد الذاتي المبني على الحس الديمقراطي.

وقال الدكتور محمد حساوي إن كلمة “الديمقراطية” ليست كلمة جوفاء بل إنها تبدأ من المدرسة. فالأستاذ بالنسبة للتلميذ هو معلم الديمقراطية حينما يحب عمله ويتفانى فيه شكلا ومحتوى وحينما يحترم الوقت المدرسي ومؤسسة العمل. وحثّ الدكتور حساوي التلاميذ على الاجتهاد ومواصلة التحصيل لتشييد مسيرة جامعية ناجحة اعتبارا لأن رحلة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى. فالعبرة بالحرص على الاستمرار وعدم الوقوف في منتصف الطريق.

وقال الدكتور حساوي ينبغي على كل تلميذ، وعلى غير التلميذ، تربية نفسه على ممارسة النقد الذاتي وتحمل المسؤولية كاملة دون التشبث بالأعذار الواهية التي يختبئ وراءها الفاشلون. إذ النجاح قد لا يعني الجميع بل يعني من يرغب فيه ومن يعمل من أجله. مُنوها إلى ان جيله في السبعينيات كان يعاني مشاكل معيشية عدة وصعوبات أكثر في التنقل إلى المدرسة وشظف الحياة إلا أن كل ذلك لم يؤثر على عزيمة الجيل وصموده من أجل تحقيق الهدف المنشود.

وبخصوص استعمال الوسائل الرقمية قال الدكتور حساوي إن هناك فرصة ذهبية أمام الجيل الجديد إن هو عرف كيفية استغلالها في البحث عن المعلومات والتثقيف، مُحذرا من إهذار الوقت في مشاهدة التفاهات التي تعج بها وسائط التواصل الاجتماعي والتي تجعل صناع المحتوى الفارغ يغتنون على ظهر أجيال من الشباب البريء الذي قد تغريه الصورة الجذابة والملغومة.

وذكّر الأستاذ حساوي بأن جيل السبعينيات من قدماء الداخليين بثانوية الإمام مالك تعلم في هذه المؤسسة معنى الزمن المفيد أي الانتقال من تعلم إلى آخر سواء في المدرسة أو خارجها أو مع التلاميذ في إطار مجموعات من حيث الاطلاع على مواهب كل واحد منهم في الفنون والآداب. وبالنسبة لدور هذه الثانوية قال: “إن هذه المؤسسة كانت بمثابة القاطرة التي وضعتنا على السكة”. منوها بأن الفضل في ذلك يرجع إلى التنظيم الدقيق للوقت والتأطير الصارم الذي كان يخضع له التلميذ يوميا وكذا طيلة أيام الأسبوع مع إرجاء أوقات الترفيه إلى أيام العطل. فالصرامة والجدية وروح المسؤولية كانت هي المرتكزات الأساسية التي ساعدت الجيل السبعيني على النجاح.

وبدوره أوضح المؤرخ رحال عبوبي بأنه يمكن لتلاميذ الجيل الحالي الاستفادة من تجارب قدماء الثانوية في شهاداتهم المنشورة في الكتابين الصادرين سنتي 2022 و2024 واللذين جرى توزيعهما في وقت سابق معتبرا أن الاستفادة من تجارب سابقة وفي ظروف صعبة من شأنها تحفيز المتعلمين خاصة منهم المقبلين على امتحانات الباكلوريا ثم الجامعة. وركز الأستاذ عبوبي على العامل الشخصي في النجاح معتبرا أن المجهود الشخصي المضاعف من شأنه تقوية الشخصية على العمل المثمر سواء في بناء الذات أو الوطن. وقد حذر الأستاذ عبوبي من الاستكانة إلى الإحباط وإلى الدعاية الرخيصة بعدم جدوى الدراسة إذ لا تقدم إلى الأمام بلا زاد علمي. كما أشار إلى أن الوضع الاجتماعي للتلميذ لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يكون مبررا للاستسلام أو الانقطاع عن التدريس بل بالعكس ينبغي أن يكون اليوم، كما كان في الماضي، أحد الحوافز التي جعلت الجيل السابق يضاعف الجهد متسلحا بالصبر وبذل الجهد من أجل تغيير الوضعية إلى الأحسن والأرقى.

وختم الأستاذ عبوبي كلمته منوها إلى أنه مع الدكتور حسّاوي يضعان خبرتهما في مجال التعليم رهن إشارة المؤسسة وتلاميذها لتنظيم مزيد من الجلسات البيداغوجية والتثقيفية.

وقد تكوّن وفد قدماء التلاميذ الذي حضر اللقاء إضافة إلى الدكتور محمد حساوي والمؤرخ رحال عبوبي من السيدة إيمان فهيم (نائبة رئيس جمعية قدماء التلاميذ)، وأحمد لعيوني (مؤرخ منطقة امزاب)، والمصطفى اجماهري، ومبارك بيداقي (إطار متقاعد)، ومصطفى الشايب (الخبير القانوني السابق لدى الأمانة العامة للحكومة) والحسين مجتهد (رجل قانون) وشخصيات أخرى

Visited 58 times, 5 visit(s) today
شارك الموضوع

المصطفى اجماهري

كاتب وناشر مغربي