المغرب ضيف شرف مهرجان الكتاب: إبعاد المتطفلين وتوسيع مجال تمثيلية الثقافة المغربية

المغرب ضيف شرف مهرجان الكتاب: إبعاد المتطفلين وتوسيع مجال تمثيلية الثقافة المغربية

تولوز- المعطي قبال

         بعد استضافته للمغرب عام 2017، يعود المغرب هذا العام كضيف شرف لمهرجان الكتاب بباريس (معرض الكتاب سابقا). وتقام التظاهرة لمدة يومين،  من 11 إلى 13 أبريل 2025، وذلك بعد أن يكون معرض الكتاب الذي سيقام بالرباط من 17 إلى 27 أبريل قد أنهى فعالياته.

الجديد في مهرجان باريس للكتاب هو أنه سيعود إلى موقعه الأول «لوغران بالي»، القصر الكبير. وبعودته إلى هذا المكان التاريخي قد تعود معه بعض دور النشر الكبرى التي قاطعته بعد رحيله إلى «لابورت دو فيرساي». ويذكر أنه خلال السنة الماضية بلغ عدد الزوار 100 ألف زائر. رمزية اختيار المغرب جلية للعيان. فهي تترجم حرص فرنسا على تعميق الشراكة بين المغرب وفرنسا بعد عودة المياه إلى مجاريها. ثقافيا يندرج هذا الاختيار في إطار تقديم، للجمهور الفرنسي، لثقافة عريقة ومسالمة لا تطبعها أية مقايضة ولا تشنج مثل ما هو جاري به العمل بين فرنسا والجزائر، التي تقوم سياستها على شد الحبل في المجال السياسي والثقافي. وفي هذا النطاق من غير المستبعد أن يكون من بين المدعوين لمعرض الكتاب بالرباط الروائي والصحافي كمال داود الحائز على جائزة الغونكور. كما قد يساهم في إحدى الفعاليات الثقافية مع كتاب مغاربة في مهرجان الكتاب. وسبق له أن تحاور مع ليلى سليماني في أكثر من مناسبة بمعهد العالم العربي. إنه احتمال يجب تأكيده لاحقا.

من ناحية أخرى، فإن دعوة المغرب كضيف شرف هي نكاية بالجزائر وبرهان على أن المعارض الثقافية لا تقوم على الرقابة والحجر كما حدث بمعرض فرانكفورت او بمعرض الجزائر حيث شطب على اسم كمال داود من قائمة المدعوين. ولم توجه الدعوة لأدباء ومثقفي المغرب. نحن إذا بصدد عملية شد للحبل السياسي لكن بخلفية ثقافية. وتسعى فرنسا في الحرب المعلنة بين البلدين تمرير الرموز بدل «النفخ في الصور».

 ثمة مجموعة من الأسئلة تنظيمية ستطرح على هذه الفعالية من بينها التعريف بالمقاييس التي سيعتمدها المنظمون في رسم استراتيجية اختيار المشاركين واختيار اللقاءات الأدبية والفنية والمعرفية مع اختيار التوقيعات.

من المعروف أن ثمة أشخاص لا علاقة لهم لا بالأدب ولا بالثقافة يندسون في تنظيم المهرجانات لا لشيء إلا لنشر عقلية المحسوبية والزبونية وهذا السلوك يؤثر على سمعة الثقافة المغربية. ولنا أمثلة سابقا في هذا المجال.

 الجديد في البرمجة هو احتمال إدماج السينما في البرنامج العام بحكم دينامية وتميز إبداعية هذا القطاع. وقد يكون من المفيد أيضا إدماج الفنون التشكيلية كونها أحد مصادر الإبداع المغربي. من تم قد يوسع المنظمون رقعة الثقافات المغربية لتشمل فعاليات  حية بدماء جديدة.

Visited 86 times, 5 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".