شعب بجذور عميقة في أرضه

شعب بجذور عميقة في أرضه

اليزيد البركة

       لما يشاهد المتتبع الحشود الكبيرة من الفلسطينيين، رجالا ونساء، شبانا وكهولا، أطفالا.. ومن كل الأعمار، يمكنه أن يتساءل:

– لماذا لم تعد مثل هذه الحشود من الهنود الحمر إلى مناطقهم التي هُجِّروا منها؟ الجواب هو أنهم في آخر المطاف لم تعد لديهم مقاومة، وانكسرت لديهم روح التصميم والعزم على طرد الغزاة من أراضيهم، وفضلوا الانكسار واليأس ومعاقرة الخمور، وممارسة رقصات “الديك المذبوح”، التي تطلب من أرواح أجدادهم أن تنجدهم، وما يزالون على رقصاتهم تلك رغم الزمن الطويل… لكن الشعب الفلسطيني “شيء آخر”...

ما تزال الصهيونية واليانكي الأمريكي يحلمان أن يعيدا ما حصل في امريكا للهنود الحمر على أرض فلسطين، واقتراح الكوبوي ترامب تنظيف الشعب الفلسطيني من أرضه إلى أرض مصر والأردن ليس إلا استنساخا لذلك التاريخ الأسود في أمريكا، لكنه ربما لا يدري أن هناك فرقا جوهريا بين الحالتين: الشعب الفلسطيني جذوره عميقة في أرض فلسطين، ومنها يستمد روحه المعنوية العالية، ولا يطلب من أحد ولا من الأرواح رفع السلاح في وجه الاستعمار الاستيطاني، بل من أول يوم بادر وما يزال بعزيمة لا تلين، مع العلم أن ما أصاب الشعب الفلسطيني من تقتيل واغتيالات واعتقال وطرد وتهجير وتخريب للمباني وللزراعة، وكل أسباب العيش.. يفوق ما أصاب الهنود الحمر، خاصة وأن وسائل التقتيل في ذلك الزمان كانت ضعيفة بالقياس لما أصبحت عليه، من قدرة على الفتك وكل ضروب الهدم والردم على الأحياء، وكل من يتوهم أنه سيخلق في نفوسهم اليأس فهو واهم. واهم.. واهم. 

Visited 10 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

اليزيد البركة

كاتب وصحفي مغربي