فلسطين في مواجهة التشظي والإبادة

تولوز- المعطي قبال
صدرت النسخة المنقحة لهذا الكتاب في 26 من فبراير 2025، حيث تضافرت جهود باحثين متخصصين في شؤون الشرق الأوسط وبالأخص القضية الفلسطينية. الأول، بيار بلان، أستاذ باحث بمؤسسة العلوم السياسية بمدينة بوردو، كما أنه رئيس تحرير مجلة ملتقيات متوسطية، أما جان بيار شانيولو فهو بروفيسور فخري للجامعات ورئيس معهد الأبحاث والدراسات المتوسطية. للباحثين مجموعة دراسات وأبحاث في قضايا الشرق الأوسط السياسية والاقتصادية والجيو-سياسية منها.
تعتبر هذه الدراسات من بين المراجع الرئيسية في هذا المجال. في عنوان «التراجيديا المستدامة للشعب الفلسطيني» وهو بمثابة تقديم عام، يشير الباحثان إلى أن وضعية الفلسطينيين، كما يلاجظ، قد تدهورت وذلك مع بداية سلك جديد من العنف. لم يكن بإمكان إسرائيل سوى الرد بالعنف العسكري غير المسبوق على هجمات حماس في 7 من أكتوبر 2023. وكانت إسرائيل تنتظر هذه الفرصة لإلقاء بترسانتها العسكرية ومحاولة سحق الفلسطينيين. هذا العنف الذي تحول إلى إبادة على مستوى واسع. انتقل قطاع غزة من مجال يسكنه لاجئو 1948، إلى جحيم يتراكم ويتكاثر فيه الضحايا وسط حطام من العمارات المهدمة. في هذه الأثناء بالضفة الغربية تكالبت هجمات المستوطنين الاسرائليين بتحالف من الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل فيما تزايد الاستيلاء على الممتلكات، من أراضي ومنازل الخ… ولم تستثن القدس الشرقية من هذا السطو.
من جهتهم التزم فلسطينيو إسرائيل الذين تدهورت وضعيتهم موقف احتياطيا، إذ تنظر لهم السلطة الإسرائيلية على أنهم طابور خامس. فيما يتعلق بالفلسطينيين المنحدرين من كل المناطق نجدنا أمام مجموعة من الوضعيات يمكن تلخيصها في التشظي الذي حرمها من الحصول على دولة فيما وفر التحرر من الاستعمار الحصول على هذه الدولة. فكك الباحثان الاستراتيجية الاسرائلية لانتزاع الأراضي والحق الفلسطيني.
أربع لحظات استند عليها الباحثان: اللحظة الأولى هي التشظي، تشظي الشعب الفلسطيني. تأسيس الصهيونية جاء لاقتلاع ، تقسيم وتعنيف شعب بدأ شعورها وإحساسها الوطني في الترسخ. العنصر الثاني هو أنه لم يكن لهذا الاستيلاء على فلسطين أن يتم ويستمر بمعزل عن الانحرافات الأيديولوجية لإسرائيل. العامل الثالث هو أنه لم يكن لهذا الاستيلاء أن يتم، يستمر ويستفحل بمنأى عن الأيديولوجية الإسرائيلية. ونعاين منذ عدة عقود نموا وتطورا لراديكالية سياسية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الراديكالية تؤثر على المجتمع الفلسطيني ذاته وعلى الإسلام القومي، القادر على العنف الذي نعرفه. وقد بسط سلطته مكان التشكلات القومية والعلمانية الخاصة . كما نلاحظ أن إسرائيل استغلت ووظفت الانقسامات بين هذه التيارات الكبرى لتعزيز منطق الاستيلاء. ركز القسم الرابع على إهمال بل غياب المجموعة الدولية لحل المشكل الفلسطيني. على أي يبقى الأمل، ضئيلا، ومعقودا للخروج من هذا المأزق.
جاء هذا البحث معززا بخرائط جغرافية لفلسطين التي تغير مظهرها الجغرافي والتوبوغرافي حيث أضحت مستعمرات وكيبوتزات بعد أن طرد منها أصحابها الشرعيون.
بيار بلان ، جان-بول شانيولو– أطلس الفلسطينيين- منشورات أوترومان