يا أهلَ أندلسٍ للّهِ دَرُّكمُ.. عَلّمتُم العَجَمَ الأسمَاءَ كلَّها!

د. السّفير محمّد محمّد الخطّابي
كان التأثير العربي والإسلامي فى سكّان شبه الجزيرة الإيبيرية الإسبان، خاصةً فى إقليم الأندلس، تأثيراً كبيراً وواسعاً لا يمكن نكرانه أو تجاهله، يؤكّده معظم الدارسين والمؤرّخين الثقات عرباً وأجانب من الذين عُنوا بتاريخ الاندلس خلال الوجود العربي والأمازيغي بها زهاء ثمانية قرون ونيّف، إنّهم يؤكّدون فى مباحثهم مدى الأوج الذي أدركته الحضارة الإسلامية فى هذه الديار، فى هذا السّياق هناك غير قليل من المستشرقين الاسبان الكبار المشهود لهم بتضلّعهم فى الدراسات الأندلسية التي تعمل لا تفتأ فى الدفاع عن هذه الحضارة، والتعريف بالدور الكبير الذي اضطلع به أهلها على إمتداد التاريخ نذكرمنهم – على سبيل المثال وليس الحصر- ميجيل انخيل بالاثيوس، ورامون مينينديث بيدال، واميليو غارسيا غوميس، وبيدرُو مارتينيث مونطابيث (اللذيْن تعرّفتُ عليهما خلال وجودي بمدريد أواخر السبعينيات، وأوائل الثمانينات من القرن الفارط) والذي كانت لهما أيادٍ بيضاء فى هذا الجانب، وجدير بنا ان نُذكّر فى هذا الصدد بالدورالكبير الذي إضطلع به المستشرق الاسباني خوليان ريفيرا الذي كان له تأثير كبير على بلاثيوس كما هو معروف، يضاف إلى هؤلاء الجهابذة المستشرق الكبير أمريكُو كَاسْترُو كيسادا وسواهم، فضلاً عن المستشرقين الفرنسيين بلوشيه، وبيكارد، ولويس ماسّينيون، وغيرهم من مختلف الجنسيات، ونجد فى كتاب “موسوعة المستشرقين” للباحث المعروف عبد الرحمن بدوي اضاءات كاشفة عن هؤلاء الذين دافعوا عن السّبق الحضاري الكبير، والتاثير البليغ اللذين خلّفهما المسلمون فى الاندلس فى مختلف المجالات العلمية، والفكرية، والفلسفية، والأدبية، والفقهية، والشعرية، والفنية، والفلكية، والمعمارية والزراعية وسواها، وبشكل خاص فى التاثير اللغوي حيث كان للغة الضّاد تأثير كبيرعلى لغة سيرفانتيس، إذ تؤكّد الدراسات العلمية واللغوية الحديثة أنّ هناك ما ينيف على 5000 كلمة عربية استقرّت فى اللغة الاسبانية، والتي ما زالت تُستعمل عندهم إلى يومنا هذا المشهود فى أحاديثهم اليومية، وفى دراساتهم، ومؤلفاتهم، ومحاوراتهم، وإبداعاتهم فى مختلف الميادين .
الإحاطة فى أخبار غرناطة
يؤكّد صاحب كتاب “الإحاطة فى أخبار غرناطة” الأديب، والوزير، والمؤرّخ، الفقيه، والشاعر، والعالم أبو عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الغرناطي الأندلسي الذي أُطلِق عليه لقب “ذي الوزارتيْن” لأنه جمع بين الوزارة والكتابة، والشّهير بـ: لسان الدين بن الخطيب، وهو صاحب المُوشّح الأندلسيّ الجميل الذائع الصّيت:
جادك الغيثُ إذا الغيثُ همَى / يا زمانَ الوصل بالأندلس..
لم يكن وصلك إلاّ حلما / فى الكرىَ أو خِلسة المختلس.
يؤكّد هذا الباحث والمؤرّخ الجهبذ ما مفادُه: أنّ معظم الأنهار الموجودة فى بلاد الاندلس تحمل أسماءَ عربيةً صرفة أمثال “الوادي الكبير”، ووادي الهنا”، وواد “قلعة النهر”، وواد “شنيل”، و”نهر تاجه”، و”نهر إبرُه”، وسواها، وأنّ النّهر الوحيد فى شبه الجزيرة الإيبيرية الذي يحمل إسماً أمازيغياً (بربريّاً) هو نهر “وادي آش” أيّ وادي القرن، وهو يُنطق ويُكتب فى الإسبانية “Guadix “، أو “río de Acci” “Wadi Ash” ،” río Ash “. إلخ. و” آش” بالأمازيغية يعني (القرْن) ويُجمع على “أشّاون”، أيّ القرون، وهو الاسم الذي تحمله إلى اليوم مدينة الشّاون أو شفشاون المغربية الفيحاء التي قيل فى حقّها: “إنها فردوس الجبلْ، ماؤها عسلْ، وهواؤها دواء لكلّ العللْ، وإن كذّبتَ فسلْ”…! وهي المدينة الأندلسية الموريسكية التي تتأنق وتتألق افى شمال المغرب إلى جانب العديد من الحواضر الأخرى كتطّاون، والعرائش، وأصيلة، والقصر الكبير، ومنطقة أنجرة، فضلاً عن مدن الرباط، وسلا ،ومكناس، وفاس ، ومراكش ، ووجدة ،ومناطق اندروسن (الاندلسيّون) بالقرب من حاضرة أجدير( الحسيمة) بالاضافة الى مدن ذات الطابع الأندلسي الموريسكي بالجزائرالشقيقة مثل تلمسان، وفى مدن تونس الخضراء مثل تستورالتي تعتبر الأخت التوأم لمدينة الشّاون المغربية الآنفة الذكر التي أسّسها أيضاً الموريسكيّون الذين هُجِِّرُوا قسراً وقهراً وعنوةً من موطنهم الأصليّ فى الديار الإسبانية. وسواها من الحواضر الأخرى فى مختلف جغرافية شمال افرقيا، والمشرق العربي.
“وادي آش” مسقط رأس ابن طفيل
وتجدر إلى أنّ ” وادي آش” هي مسقط رأس العالم الألمعيّ، والفيلسوف اللوذعيّ ابن طفيل صاحب أوّل رواية كُتبت فى الخيال العلمي على الصعيد العالمي وهي “حيّ ابن يقظان”، (التي سبق بها ابن طفيل بقرون الكاتب الإنجليزي دانييل ديفوي فى “روبنسون كرُوزُو”، كما بزَّ بها العديد من كتّاب الخيال العلمي الغربييّن الآخرين).
كان ابن طفيل أستاذاً للفيلسوف الشهير محمد بن أحمد أبي الوليد ابن رُشد، المعروف فى الغرب باسم Averroes، كما تتلمذ عليه العالم الأندلسي موسى إبراهيم ابن ميمون، المعروف فى الغرب باسم Maimónides (كان يهودي الديانة، ولكنه كتب جميعَ مؤلفاته وكُتبه باللغة العربية، وأشهرُها كتابه الكبير “دليل الحائرين”)، الذي نقل إلى اللغة الاسبانية باسم Guia de descarriados، كما ترجم هذا الكتاب إلى العديد من اللغات الحّية الأخرى، والذي قيل فى حقّ مؤلفه: ” إذا كان الطبيب الإغريقي جالينوس قد عالج البدن، فإنّ ابن ميمون قد عالج الرّوح”، ولقد أقام ابن ميمون حوالي خمس سنوات فى مدينة فاس، ولابن ميمون مُجسّم فى مدينة قرطبة إلى جانب تمثال العالم الأندلسي الكبير العلاّمة الفقيه الجهبذ ابن حزم، صاحب كتاب طوق الحمامة” الشهير فى الحبّ والعشق، والتيم، والهيام، والهويّ، والجوىَ، والصّبابة، والتباريح، والذي قيل عنه إنه سبق وبزَّ بهذا الكتاب فى هذا القبيل أكبرَ علماء النفس المشاهير أمثال: أدلر، ويونغ، وفرويد، وقد قضى ابن طفيل آخرَ أيام عمره فى مدينة مراكش، وهو دفين هذه المدينة الحمراء مع الفيلسوف ابن رشد، وقد حضر الخليفة أبو يعقوب المنصور الموحّدي جنازتيْهما. (وتجدر الإشارة فى هذا القبيل إلى معلومة تاريخية فى غاية الأهمية، وهي غير معروفة بما فيه الكفاية، وهي أنّ ابن رُشد هو الذي كان قد أفتى على الخليفة الموحّدي فكرة بناء سور كبير لمدينة مراكش آنذاك، الذي ما زال ماثلاً وقائماً فى شموخ إلى يومنا هذا المشهود)، أنظر كتاب “تاريخ الطبّ العربي” للباحث الفرنسي “جان لوسيان لوكليرك” وسواه من المراجع والمصادر والمظانّ التي لا حصر لها فى هذا القبيل.
أسماء مدن وقرى اسبانية من أصول عربية
بالإضافة إلى أسماء الأنهار الأندلسية، هناك كذلك العديد من الأسماء المتعلقة بالقبائل وبعض الضّيع، والمدن الأخرى فى الأندلس التي تحمل أو تتحدر من أسماء عربية وأمازيغية، مثل مدينة Teruel الإسبانية ( التي توجد بالقرب من مدينة سراقسطة)، واسم “ترويل” مقتبس من اسم مدينة “تروال” المغربية، الموجودة بالقرب من مدينة “وزّان” المغربية (وهي من قبائل بربر صنهاجة)، وتوجد بنفس المنطقة باسبانيا مدينة تاريخية اعترفت بها منظمة اليونسكو العالمية كتراث ثقافي وتاريخي للانسانية وهي تسمّى Albarracín واسمُها تحريف لاسم قبيلة “بني رزين” الأمازيغية، ويرجع إسم هذه المدينة الى القبيلة البربرية “بني رزين” التي عاشت بها وإستقرّت في ربوعها في القرن الثالث عشر، وآخر ملوكها حُسام الدّولة الرّزيني، وهي تتحدر من”بني رزين”، الكائنة فى الطريق السّاحلي الرّابط بين مدينتي تطوان والحسيمة، وفى نفس هذا السياق نجد كلمات مثل Gomera وهي مقتبسة من “غمارة”، وهي قبيلة كبرى لها شأن كبير فى شمال المغرب وتاريخه، ولقد أطلق اسمها على جزيرة فى الأرخبيل الكناري تسمّى de Gomera Vélez، وهذه الكلمة الأخيرة (فيليس) مقتدّة ومقتبسة من اسم “بادس”، وهو (اسم شبه الجزيرة المحتلّة الكائنة بجوار شاطئ “قوس قزح”، والمنطقة المحيطة بها وبنواحيها وهي غير بعيدة عن مدينة الحسيمة)، وإلى بادس يُنسب الوليّ الصّالح، والعالم الجليل أبو يعقوب البادسي، الذي ذكره العلاّمة الكبير عبد الرحمن ابن خلدون فى مقدمته الشهيرة بكل تبجيل، كما تحمل اسمَه الكريم أعرقُ ثانوية فى مدينة الحسيمة، واسم “بادس” مستعمل بكثرة فى مناطق وجهات أخرى بإسبانيا، مثل: Benaudalla, Velez Blanco, Rio Vélez. Vélez Rubio, Vélez Malaga, Velez .
ويشير الصديق الباحث حسن بيلال فى ذات السياق اجتهاداً: “حتى مدينة غرناطة يمكن أن يُعدّ اسمُها من أصل أمازيغي، وليس كما هو الشائع أن الاسم أصله Granatus أيّ الرمّان باللاتينية. يقول لسان الدين بن الخطيب بالحرف في كتابه “الإحاطة فى أخبار غرناطة” الآنف الذكر: “اسمها غرناطة ويقال إغرناطة والاسمان أعجميان”.. يُخبرنا التاريخ إنّ بناة غرناطة هم بنو زيري الصنهاجيّون. وكلمة “إغَرْ” في الأمازيغية تعني الكتف، وتطلق مجازاً على الهضبة المرتفعة، وفي منطقة “قلعية” (شمالي المغرب) بلدة على مرتفع بجبال “بني فكلان ” التي هي امتداد لجبال “گورُوگو” القريبة من مدينة الناظور، تسمّى “إغَرْ أو مضغار” فاسم غرناطة يتكون من كلمتين: إغر.. وناطة، الكلمة الأولى نعرف معناها ولقد حُرّفت إلى “غر “، بحذف الهمزة الشائعة في بداية الأسماء الأمازيغية. أمّا كلمة “ناطة” فهي تحريف لاسم نجهل نطقه الأصلي. ولكن إذا تمعّنا في “حيّ البيّازين” الشهير أو غرناطة الأصلية، سنلاحظ أنه بني على هضبة دائرية الشكل فكلمة ناطة ربما هي تحريف لكلمة ينض التي تعنى ما هو دائري الشكل. قد تكون هذه المعلومة من الخزعبلات لو لم يكن ابن الخطيب هو الذي ذكر اسمَ “إغرناطة” بهذا الشكل، والذي ذكره أيضا بنفس الصيغة بن عذارى المراكشي، وأشير فى هذا القبيل فى ذات السياق أنّ هناك هضبة عند مدخل مدينة الحسيمة تسمّى إلى يومنا هذا بـ ” إيكر أو إغر أزوكّاغ”، أي الهضبة الحمراء أو التلّ المرتفع الأحمر.
كلمات عربيّة وأمازيغيّة فى لغة سيرفانتيس
تجدر الإشارة فى هذا الصدد كذلك أنّ هناك العديد من الكلمات العربية والأمازيغية المبثوثة فى اللغة الإسبانية من أصل عربي، يرى المُستشرق والمؤرّخ الإسباني “أمريكُو كَاسْترُو كيسادا ” فى هذا القبيل: إنّ معظمَ الكلمات الإسبانية التي لها علاقة بالعدّ، والقياس، والأكل، والسّقي، أو الريّ، والبناء، كلها من أصل عربي، فَمَنْ يبني البِنَاء؟ ألبانييل Albañil (بالإسبانية) وهو البَنَّاء، أو الباني، وماذا يبني؟ القصرAlcázar، القبّة Alcoba، السّطح Azotea أو السقف (وهي بالتوالي تُنطقُ فى الإسبانية: ألكَاسَرْ، ألْكُوبَا، أسُوطييّا). وكيف وبماذا يسقي أو يروي الأرضَ؟ بالسّاقية Acequia، والجب Aljibe، وألبِركة Alberca (وتُنطق فى الإسبانية): أسِيكْيَا، ألْخِيبِي، ألبيركَا. وماذا نأكل بعد ذلك؟ السكّر Azúcar، الأرز Arroz، النارنج Naranja، الليمون Limón، الخُرشُف Alcachofa، التّرمُس Altramuces، السّلق Acelgas، السّبانخ Espinacas (وهي تُنطق فى الإسبانية بالتوالي: أسوُكار، أرّوث، نارانخا، الليمون، الكاشُوفا، ألترامويسيس، أسيلغا، إيسبيناكاس). وبماذا تزدان بساتيننا، أوتُزَيَّنُ حدائقنا..؟بالياسمين، Jazmín والزّهرAzahar، والحبَق Albahaca، وتُنطق بالإسبانية: أثهَار، خَاثْمين، وَألبَهاَكا), وهناك كلمات أخرى لا حصر لها فى هذا القبيل يمكننا سرد أو التذكير ببعضها وهو غيض من فيض ممّا هو كائن فى لغة سيرفانتيس من هذه المصطلحات والكلمات منها: الجبر aljebra،القمرة camera، القاضي alcalde، البِرْكة alberca، الكحول alcohol، السّاقية acequia، القلعة alcala، المخزن magazin (من تخزين الشيء والمواد وحفظها)، التعرفة tarifa، أمير البحر Almirante admiral، الخزانة alacena، القصر alcazar المناخ almanaque، القرية أوالقارية alqueria، (ولقد وضع الكاتب الاسباني الكبير الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب “كاميلو خوسّيه ثيلا” رواية تحمل هذا الاسم العربي وهو “الطريق الى القرية”، دار الصناعة أو دار السلاح arzana, arsenal، السّمت azimuth, zenith، الطوب adobe، البَرّ El Barro، اليابسة Ibiza، القصبة alcazaba، الفوارة alfaguara، المِعصرة almazara، الناعورة La Noria، الزّهر azahar، الجرّة jarra، الشريف jerife، الجفنة jofaina، مطمورة mazmorra، ماسورة mazorca، مشمّع mojama وسواها من الكلمات التي لا حصر لها .
بل إنّ هناك كلمات من أصل أمازيغي استقرّت بدورها فى اللغة الإسبانية مثل (تَزَغّايثْ) أو الزغاية وهي فى اللغة الاسبانية Azagaya (وتعني الرّمح الكبير) وقد أثبتها المستشرق الهولاندي الشهير”دوزي” فى معجمه الشهير (الملابس) ككلمة تنحدر من أصل أمازيغي بربري، وإستعملها المغامر الايطالي كريستوفر كولومبُوس فى يومياته. وهكذا الأمر مع العديد من الأسماء المتعلقة بالقبائل وبعض الضّيعات التي سبق ذكرها أعلاه مثل كلمة (آش) التي تُجمع بـ “أشّاون” وتعني القرون، ومدينة Albarracín بالقرب من ترويل Teruel الإسبانية، ويرجع إسمها الى القبيلة البربرية “بني رزين”. ومنها كلمة Gomera من “غمارة” إلخ .
وبالقرب من مدينة “جيّان” وهي اليوم تُنطق وتُكتب Jaén فى الاسبانية ( خاين) مكان كُتب على لوحة مدخله اسم Iznalloz ولم أكتشف سرّ وأثل هذا الاسم إلاّ عندما قرأت مخطوط رحلة السفير المغربي ابن عثمان المكناسي للديار الإسبانية لدى العاهل الاسباني كارلوس الثالث فى القرن الثامن عشر المسمّاة (الإكسير فى فكاك الأسير) حيث أخبرني هذا المخطوط أن اسم Iznalloz هو تحريف ينحدر من الاسم العربيّ (حِصن اللّوز)، وكانت دهشتي كبيرة عندما كنت أمرّ بجواره ذهاباً أو إيّاباً من مدريد إلى الأندلس والعكس، أن أري أشجار اللوز التي تكثر فى هذه المنطقة. ناهيك عن أسماء المنتوجات التي أدخلها المسلمون عرباً وأمازيغ إلى أوربا فى مختلف الحقول.
يقول المستشرق الإسباني الكبير “أمريكو كاستروكيسادا “: “إنّ الفضائلَ التي لا حصر لها للثراء الحضاري الاسلامي والعمل عند العرب والأمازيغ، والثراء الاقتصادي الذي كان يعنيه هذا العمل وهذا الأثر فى الأندلس كلّ ذلك قُدِّمَ قُرْباناً وضحيةً من طرف الحُكّام الإسبان” فى ذلك الإبّان. ويختم “كاسترُو” كلامه ساخراً :” فذلك الثّراء ، وذلك الرّخاء ، لم يكونا يساويان شيئاً إزاء الشّرف الوطني”..!!.وهذه الفقرة مقتبسة من محاضرتي (الأندلس جسر التواصل الحضاري بين الشرق والغرب.. عِقدٌ من جُمان يُرصِّع جيدَ الزّمان)، التي كنت قد ألقيتها أمام وزراء الثقافة العرب وثلة من كبار المثقفين البارزين بمناسة إعلان العاصمة البحرينية “المنامة ” عاصمة للثقافة العربية فى ذلك الإبّان.