الجوائز الأدبية مكافآت لمبدعين وشبهات كثيرة

الجوائز الأدبية مكافآت لمبدعين وشبهات كثيرة

 فاطمة حوحو

كثرت الجوائز الأدبية في عالمنا، على الرغم من استمرار اضطهاد الكتاب لأفكارهم الجرئية وغير الملائمة (كما يقال) للمجتمعات القائمة على توزانات معينة لا تسمح بالتعبير الحر ونشر ما لا تسمح به السلطة السياسية أو الدينية أو الاقتصادية، وعلى الرغم أيضا من تراجع سوق الكتب في عالم يلهث خلف الانترنت، فان تكريم الأدباء يجد له أبوابا مختلفة، إما عن طريق مؤسسات خاصة أو مؤسسات الدولة.

صحوة الجوائز الأدبية في العالم العربي لدعم ساحة الإبداع والاحتفاء بالمبدعين ونشر أعمالهم، لا تجد دوما الصدى الجيد، نظرا إلى الشكوك التي تحيط بمانح الجائزة حينا وبالفائز حينا آخر ودائما الشك في أعضاء لجان الحكم التي يميل عدد كبير من الكتاب إلى عدم الاعتراف بقدراتهم على تقييم الأعمال المرشحة للفوز.

يعرب الكاتب الجزائري واسيني الأعرج عن اعتقاده بأن “أي كاتب عاقل لا يمكن له يفكر ويكتب من أجل الجائزة”، معتبرا أن “الجائزة فعل اعتراف يدل على أن المجهود المبذول له صدى ليس لدى القارىء العادي ولكن لدى القارىء المختص. من هنا تتجلى قيمة الجائزة التي يجب أن تلعب دورا تدعيميا وأن تتحول إلى رمز صادق”.

ويشكك الروائي اللبناني حسن داوود في صدقية الجوائز التي تمنح في العالم العربي على عكس الجوائز العالمية، لاسيما وأن هناك اعتبارات تؤخذ في العالم العربي من بينها العلاقات الشخصية غير موجودة في قواميس لجان تحكيم الجوائز العالمية، إضافة أن المعايير مختلفة، فهناك معايير دقيقة بالنسبة إلى لجان التحكيم في الجوائز العالمية لا نجد أنه يتم الأخذ بها في تقييم الأعمال الأدبية المقدمة في العالم العربي، كما أن الترشيحات التي تتم عبر دور النشر أو غيرها تطرح الكثير من التساؤلات”.

ويلفت العديد من الكتاب العرب إلى ظاهرة الارتزاق من وراء الجوائز الأدبية من قبل كتاب يتسكعون على أبواب مانحي وكل من له صلة ما بمطبخ هذه الجوائز.

ويرى الناقد المصري صلاح فضل، الذي توفي هذا الشهر، ضرورة وجود شروط “كي تحقق الجوائز غايتها في نهضة الأدب والثقافة في العالم العربي، وهي: أن تتحول من مبادرات فردية يقصد بها أصحابها شيئا من المجد الشخصي إلى مؤسسات حقيقية ذات نظم وآليات دقيقة واهداف محددة، وأن ترتكز إلى أسس موضوعية في التحكيم، وهذا يستلزم الشفافية والدقة العلمية والموضوعية، وأن تكون النخبة التي تستهدفها هذه الجوائز هي الدفع بالمنجز الإبداعي العربي ليدور في الفلك العالمي ويصبح قادرا على الإضافة اليه والتنافس الحر”.

والجوائز الأدبية ليست مستجدة عند العرب، فمعظم شعراء العربية منذ العصر الجاهلي كانوا يتلقون جوائز وأعطيات على أشعارهم. ذكر أن الأعشى بن قيس كان ينتجع الملوك بشعره، ويحصل على هباتهم، وكذلك كان يفعل النابغة الذبياني، وحسّان بن ثابت في شعره الجاهلي. ومنح الرسول محمد بردته إلى كعب بن زهير حين أنشده قصيدته اللامية.

وفي العالم اليوم، يمنح شخص جديد جائزة أدبية مختلفة كل ساعة، ففي فرنسا مثلا يزيد عدد الجوائز عن الـ 1500 جائزة سنويا، وفي إيطاليا يظهر سنويا ما لا يقل عن خمسمائة أديب جديد وأغلبهم يختفي في نفس السنة. ويستفيد من إعلان الجوائز الناشر والمؤلف والقارئ، ولهذا تتسابق دور النشر من أجل أن يحصل أحد كتبها على جائزة أدبية مرموقة.

ويقول الكاتب والمفكر الأميركي غور فيدال، أن “هناك جوائز في الولايات المتحدة يفوق عددها عدد الكتاب الأميركيين”. ويقول الشاعر الأوسترالي بيتر بورتر: “هناك عدد كبير من الجوائز في أوستراليا بحيث أنه لا يوجد كاتب في سيدني لم يحصل على واحدة”. ويتندر روائي بريطاني على حادثة دالة، حيث حضر هذا الكاتب مؤتمراً أدبياً في بريطانيا فاكتشف أنه الوحيد الذي لم يحصل على جائزة أدبية من بين الكتاب الحاضرين.‏ ويسخر الفنان وودي آلان بقوله: “لقد أصبحت الجوائز تمنح لإنجازات إبداعية مشكوك فيها بحيث يمكن لهتلر مثلاً أن يحصل على جائزة “أفضل ديكتاتور فاشي”.

جوائز عالمية

من أشهر الجوائز العالمية الادبية، جائزة نوبل التي اعلن عنها عام 1901 على يد ألفرد نوبل العالم السويدي الذي جمع ثروة ضخمة من بيع اختراع جديد هو الديناميت. وقد نص نوبل في وصيته على ضرورة منح إحدى الجوائز سنويا لكاتب أو أديب أنتج عملا بارعا يعتبر نموذجا للأدب المثالي. وكان أول فائز بجائزة نوبل هو الشاعر الفرنسي سولي برود اوم الذي تم تفضيله على ليو تولستوي. وتقوم الأكاديمية السويدية باختيار الفائز من قائمة تضم أسماء خمسة أدباء يرشحهم أساتذة الأدب والفائزون بجائزة نوبل السابقون. وعلى الرغم من ضخامة المبلغ المالي المقدم ضمن الجائزة وهو مليون دولار، فقد رفضها جان بول سارتر بدعوى أنه كان دائما يرفض التقدير القادم من جهات رسمية. كما أن الجائزة ظلت مقصورة على الأدباء والكتاب الغربيين خلال النصف الأول من القرن العشرين، وكان الروائي النيجيري ولي سوينكا أول أديب إفريقي فاز بجائزة نوبل، وظلت جائزة نوبل للأدب مطمح غالبية أدباء العالم حتى اليوم ومن بينهم الشاعر ادونيس، وفاز بها الكثيرون من الأدباء المرموقين مثل غابرييل غارسيا ماركيز وارنست هيمنغواي والكسندر سولجنيتسن وصامويل بيكيت ونجيب محفوظ.

اغلب الجوائز الأدبية العالمية المحلية تحمل اسماء اشخاص قدموا اسهامات كبرى في عالم الثقافة والابداع، وخاصة الادباء لكن الغريب ان اشهر الجوائز تحمل اسماء اشخاص عملوا بالصحافة، مثل “غونكور”، و”بوليتزر”، و”انتراليه”، لكن الكثير من الجوائز تم تخصيصه لتخليد اسماء ادباء مثل “شاتوبريان”، و”ابوللينر”، “توماس مات”، و”جورج بوخز”، “سرفانتس”، وبعض الجوائز، خاصة في ألمانيا، تحمل اسم المنطقة الجغرافية التي تمنح فيها، مثل جائز “شيلر” لمقاطعة شتوتغارت، وجائزة “وستفالي”.

من أشهر الجوائز الفرنسية جائزة “غونكور”، أنشات بوصية من ادمون غونكور (المتوفى سنة 1896م) تخليدا لذكرى شقيقه جول غونكور (المتوف في عام 1870م) في نهاية عام 1903، وتمنحها أكاديمية “غونكور”، ومنحت في عام 1984 لمرغريت دوراس، كما حصل عليها لوسيان بودار عام 1982، ومن اشهر الادباء الذين حصلوا عليها هنري ترويا واندريه مالرو وباتريك شاموزو وقد حصل على الجائزة اثنان من الادباء العرب الذين يكتبون بالفرنسية وهما الطاهر بن جلون عام 1987 وامين معلوف عام 1993، ولم يحدث ان حجبت في اي من السنوات.

وفي الولايات المتحدة أشهر الجوائز “بوليتزر” وهو اسم صحفي مجري ولد عام 1847، هاجر الى الولايات المتحدة عام 1865، وهناك استطاع ان يشتري صحيفتين، وتبرع بمبلغ كبير قبل وفاته في عام 1911 بإنشاء جائزة سنوية للصحافة والآداب والموسيقى، ويحصل على هذه الجائزة من قدم خدمات تحقق الصالح العام، وتمنح للريبورتاج الصحفي، ولمراسل الانباء وللمقالات الافتتاحية وللرسم الكاريكاتوري، والتصوير الفوتوغرافي الصحفي، وايضا للمسرح والتاريخ. وفي مجال الابداع تمنح لكل من الرواية والسيرة، والشعر، وللموسيقى وقد انشئت عام 1918، والهدف منها تشجيع المبدعين الاميركيين، ويفضل ان تكون الرواية الفائزة حول الحياة الاميركية، والغريب ان الكثيرين قد اعتبروا حصولهم عليها فاتحة كبيرة للفوز بجائزة “نوبل”، حيث حصل عليها سنكلير لويس وبيرل بك وجون شتاينبك وارنست هيمنغواي وتوني موريسون وجميعهم حصلوا بعد سنوات قليلة على جائزة “نوبل” في الادب، وحصل عليها وليم فوكنر بعد حصوله على جائزة “نوبل” بخمسة اعوام، ومن الروايات الشهيرة التي نالت هذا التقدير الارنب لجون ايريك، وذهب مع الريح لمرغريت ميتشيل، وقد حصل بعض الادباء المشاهير على الجائزة اكثر من مرة.

اما في مجال الابداع المسرحي، فقد حصل عليها يوجين اونيل ثلاث مرات، وثورنتون وايلدر، وتينسي ويليامز، كما فاز بها آرثر ميللر عن مسرحية “ابنائي جميعا”، وادوارد آلبي عن مسرحية “من يخاف فرجينيا وولف” كما حصل عليها ايضا الكاتب الشهير نيل سايمون.

وفي ألمانيا مجموعة كبيرة من الجوائز لعل اكبرها من ناحية الشهرة تحمل اسم الاديب والمسرحي جورج بوغنر، اما اعلى الجوائز قيمة أدبية فهي جائزة الروائي هاينريش هايتي، وتتباين الجوائز الادبية من الناحية الجغرافية فهناك جوائز تمنح في المقاطعات واخرى لتشجيع الادباء الشبان، وهناك جائزة تحمل اسم الشاعر راينر ماريا ريلكه تمنح في مدينة فرانكفورت لشاعر متميز عن ديوان جديد نشره في نفس السنة.

في ايطاليا تعادل جائزة “مونديللو” في قيمتها جائزة “غونكور” الادبية الفرنسية، رغم انها احدث منها عمرا، اما اقدم هذه الجوائز فهي “باغوتأط التي تأسست عام 1927 ، وقد حصلت عليها الاديبة السا مورانتي عن رواية تاريخ، اما جائزة “فياريغو” فقد انشئت عام 1929 وهي عبارة عن ثلاث جوائز.

وفي اسبانيا فان جائزتي سيرفانتس وجورج بوخنر برايس لا تمنحان للكتاب الذي يصدر خلال السنة بل لمجموع اعمال الكاتب.

ومن اشهر الجوائز الادبية في كندا جائزة “جيللر” التي تمت تسميتها على شرف الصحافية الأديبة الراحلة “دوريس جيللر” زوجة رجل الأعمال ومدير قناة تلفزيون “سي تي في” جاك رابينوفيتش. وفازت بها: مارغريت أتوود، أليس مونرو ونخبة من أقلام كندا. وتأسست عام 1994.

وتعد جائزة بوكر للآداب ثاني أهم جائزة أدبية بعد جائزة نوبل للأدب، بالإضافة إلی أنها من أهم الجوائز الأدبية المخصصة للأعمال الروائية باللغة الانجليزية، وأكثرها مصداقية، وتمنح هذه الجائزة لأفضل رواية كتبها مواطن من بريطانيا أو من دول الكومنولث أو من جمهورية أيرلندا. وتفرعت منها جائزتان عالميتان للرواية هما: جائزة “بوكر” الروسية، وجائزة “كاين” للأدب الافريقي وجائزة “بوكر” العربية. ومن أبرز الكتّاب الذي ظفروا: أرونداتي روي، ومارغريت أتوود، وأيان ماك إيوان، وغراهام سويفت، ويان مارتل، وكازوو إيشيغورو.

في العام 2006 اعلن عن جائزة  لنوع خاص من الكتابة، هو أدب الحب، او قصص الحب، وانطلقت الفكرة عام 2003 ببادرة من باتريس بينيت مدير عام شركة فنادق شهيرة في الجزيرة وألان غوردون جنتيل الصحافي والكاتب والمخرج المقيم في موريشوس، لاعطاء جائزة لرواية رومانطيقية، على ان تتداول كل سنة بين روائيين بالفرنسية وروائيين بالانكليزية.

في العالم العربي

تأسست جائزة بوكر العربية بالشراكة مع جائزة “بوكر” الأدبية الأنجلوفونية وبدعم من “مؤسسة الإمارات”، وهذه الجائزة خاصة بالرواية، الجائزة، وتُمنح على غرار الـ”بوكر”، لرواية واحدة سنوياً، تترجم الرواية الفائزة الى الانجليزية والفرنسية والايطالية والالمانية والاسبانية من خلال ناشرين بارزين في هذه اللغات، في اوروبا كما في الولايات المتحدة.

وفي استعراض لتاريخ الجوائز في العالم العربي، نستعرض تاريخها في لبنان اولا والذي يعود إلى بداية الخمسينات من القرن المنصرم، حيث تزامن منح اولى الجوائز مع ظهور قصيدة التفعيلة وازداد عددها مع صعود التيار الشعري الذي أحدثته مجلة “شعر” آنذاك وتميزت عن زميلاتها العربية بعدم صدورها عن مؤسسة حكومية. ومن الذين نالوها: إحسان عباس وتيسير سبول وهاني الراهب وعبد الباسط الصوفي.

في العدد التاسع الصادر عن مجلة “شعر” في شتاء 1959 أعلنت المجلة التي أسسها يوسف الخال عن “إنشائها جائزة سنوية للشعر تُمنح لأحسن مجموعة أو مسرحية أو ملحمة شعرية لم تنشر من قبل، شرط أن تكون “موضوعة لا مترجمة”. ومع نهاية عام 1960 صرّحت “شعر” بأنها حجبت الجائزة لعدم وجود كتب جديرة بها. وفي عام 1961 فاز بها للمرة الأولى بدر شاكر السيّاب وفي السنة التي تلتها شوقي أبي شقرا ولاحقاً أدونيس.

بين عامي 1960 و1964 كانت هناك جائزة “جمعية أهل القلم” وبين مؤسسيها سعيد تقي الدين وادوار حنين، ومن الذين نالوا جائزتها القاصة الفلسطينية ـ اللبنانية سميرة عسّاف والشيخ عبدالله العلايلي. ومن الجوائز البارزة أيضا جائزة “جمعية أصدقاء الكتاب” وقد فاز بها عام 1962 جورج شحادة وكمال اليازجي وسهيل إدريس وإميلي نصرالله وخليل حاوي. وظهرت جوائز في تلك الفترة أقل أهمية من بينها جائزة رئيس الجمهورية ونالها عبدالله العلايلي، جائزة وزارة الأنباء والإرشاد والسياحة في الكويت وجائزة “دار الطليعة” في بيروت لأفضل بحث اشتراكي وجائزة مهرجانات بعلبك في المسرح التي فاز بها توفيق يوسف عواد عن “السائح والترجمان”. كذلك أعلن “ملحق النهار” (الجريدة) عن جائزة أدبية نالتها سنية صالح وتيسير سبول وأمين شنّار، كذلك أنشأ الشاعر الراحل سعيد عقل جائزة شهرية واستمرت فترة طويلة لكنها كانت محض “لبنانية”.

في 26 حزيران 1987، أعلن الصحافي والكاتب والناشر الراحل رياض الريس في لندن، تأسيس “جائزة يوسف الخال للشعر”. وفي مطلع تموز 1988 أعلنت لجنة التحكيم المؤلفة من نزار قباني وأنسي الحاج والريس فوز ثلاثة شعراء بالجائزة الأولى التي بلغت 3000 جنيه استرليني وزّعت بالتساوي على اللبناني يحيى جابر، والعراقيين باسم المرعبي وخالد جابر يوسف ومنحت عام 1990 ليوسف بزي وإدريس عيسى وعبد النبي التلاوي. وفي 7 كانون الثاني 1989، أعلنت مجلة “الناقد” التي كان يصدرها الريس عن “جائزة الناقد للرواية”، فاز بها سالم حمش وسليم مطر كامل وهدى بركات.

ومثلما أعلن الريس في “الناقد” (آذار 1989) عن جوائزه بعنوان “لمن توزع الجوائز ولمن تقرع الأجراس”، أعلن في مقال آخر بعنوان “وداعاً أيتها الجوائز” (تموز 1993) توقف الجائزتين “لا لسبب إداري أو مالي، بل لخوفنا من أن تتحول هذه الجوائز إلى روتين احتفالي شبه سنوي ممل، يفقد تدريجياً صدقه وزخمه وعفويته، من دون أن تستطيع هذه الجوائز أن تكشف عن مواهب شعرية وروائية ذات مستوى” كما قال.

في سوريا، لا وجود لجوائز أدبية مستقلة او اهلية كثيرة، حيث تظهر بين وقت وآخر مسابقات ثقافية وجوائز تعلن عنها وزارة الثقافة، وتكون متعلّقة برموز الثقافة السورية المكرسة مثل “جائزة محمد الماغوط للشعر” التي أعطيت عام 2004 مناصفة لجولان حاجي وهنادي زرقة، و”جائزة حنا مينا للرواية والقصة القصيرة” التي شهدت موقفا طريفا في وقتها. فقد منحت الجائزة الثانية للروائية السورية الشابة روزا ياسين حسن عن روايتها “ابنوس”، فقُدّم لها مبلغ من المال وطُبعت روايتها على حساب وزارة الثقافة. لكن المفاجأة أن الكاتبة اكتشفت حين تصفحت كتابها، أن العمل المنشور ليس عملها تماما، وأن مقصّ الرقيب تدخل وحرف الرواية وعدّل فيها، وجعلها “صالحة” للنشر ضمن منشورات وزارة الثقافة. وقد كتبت صحف عديدة عن المشكلة لكن شيئاً لم يتغير وعلق رئيس دائرة التأليف والترجمة وعضو اللجنة المانحة للجائزة في لقاء منشور أجري معه: “كتّر خير الله أني وافقت على منحها الجائزة”!.

وفي الاردن لم تخصص أي جوائز ثقافية رسمية باستثناء جائزة الملك عبدالله الثاني للإبداع، التي يمنحها مرة كل سنتين مكتب جائزة الملك عبدالله التابع لمركز الحسين الثقافي في احد مجالات الخلق.

ومن ابرز الجوائز جائزة “عرار” الأدبية التي استحدثتها الرابطة عام 1981، والتي فاز بها كل من عبد الوهاب البياتي وفدوى طوقان وسعدي يوسف وممدوح عدوان وآخرون. ونذكر أيضا جائزة محمود سيف الدين الإيراني للقصة القصيرة التي تأسست عام 1985، وجائزة منيف الرزاز للدراسات والفكر وجائزة غالب هلسا وجائزة عبد الرحيم عمر لأفضل ديوان شعر، واستحدثت عام 1994، وجائزة خليل السكاكيني لأدب الطفل وجائزة عيسى الناعوري للنقد الأدبي وقد استحدثت عام 1994، وجائزة تيسير سبول للرواية وفاز بها عبد الرحمن منيف ومؤنس الرزاز وإبراهيم نصرالله وفاروق وادي وزياد قاسم.

في دولة الإمارات العربية المتحدة، تشكل الجوائز الأدبية حالة فريدة من نوعها في الوطن العربي، إذ راكمت جائزة سلطان العويس، وهي أهم جائزة أدبية إماراتية تمنحها مؤسسة غير حكومية، حضورا مكرسا للعديد من الأسماء الأدبية وتتويجا لعطائهم الأدبي والثقافي. يكفي أن نذكر أسماء بعض الذين فازوا بهذه الجائزة، على غرار محمود درويش وأدونيس وسعدي يوسف وقاسم حداد وفؤاد التكرلي وعلوية صبح وصنع الله ابراهيم، فضلا عن عدد كبير من النقاد وكتّاب الشعر والقصة والرواية. واعتبرت جائزة العويس على الدوام جائزة عربية من العيار الثقيل. وفي الإمارات جائزة الشارقة للإبداع، وجائزة أطلقها في أبو ظبي الشاعر محمد السويدي ضمن مشروع ارتياد الآفاق، واسمها “جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات” ويرعاها المجمع الثقافي في أبو ظبي.

ولا توجد جوائز أدبية تليق بمكانة عُمان ورصيدها الحضاري والثقافي لا من الدولة ولا من الموسرين.  ورغم أن جائزة أدبية باسم شاعر كلاسيكي كبير كـأبي مسلم البهلاني (1860-1920) الذي عاش منفياً في زنجبار يمكن أن تكون التفاتة في محلها، إلا أن وزارة الإعلام كانت قد منعت إعادة طبع ديوانه الذي صدر في القاهرة ودمشق منتصف القرن الماضي. أما وزارة التراث والثقافة فلم تقدم على خطوة صحيحة سوى محافظتها على مهرجان أدبي يستقطب الشباب من كتّاب الشعر والقصة للفوز بجوائز قيمتها المالية قليلة.

وتاريخ الجوائز في المغرب عريق، يعود إلى عام 1925 حين قررت سلطات الحماية الفرنسية في المغرب إنشاء جائزة أدبية أطلقت عليها اسم “الجائزة الأدبية الكبرى للمغرب”. هذه الجائزة، ظلت لسنوات طويلة وقفاً على الفرنسيين. لكن القاعدة كُسرت للمرة الأولى عام 1949 حين تمكن مغربي من الفوز بها، هو الأديب الراحل أحمد الصفريوي، أحد الرواد الأوائل لما أصبح يسمى اليوم “الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية”. وبعد رحيل الفرنسيين ألغيت هذه الجائزة، وصدر قرار عن وزير الثقافة عام 1974 قضى بإنشاء أول جائزة وطنية، هي جائزة المغرب للكتاب التي تمنح في حقول مختلفة وقد رفضها الكاتب القصصي أحمد بوزفور عام 2004. في بيان لاذع يدين سياسة الحكومة الثقافية.

ومن بين الجوائز الأدبية المعروفة أيضاً جائزة الأطلس الكبير، تأسست عام 1991 بمبادرة من السفارة الفرنسية في المغرب، ومن الفائزين بها عبد اللطيف اللعبي وادريس الشرايبي وعبد الفتاح كيليطو وغيرهم.

وظهرت في السنوات الأخيرة جوائز ترعاها مؤسسات مستقلة تهتم بالحقل الثقافي، منها مثلاً تلك التي يمنحها منتدى أصيلة الذي يقام في صيف كل عام، ومنها “جائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي” و”جائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب” اللتان تمنحان مرّة كل ثلاث سنوات، و”جائزة محمد زفزاف للرواية العربية” التي تخصص للروائيين العرب الذين ساهموا في تحديث الرواية العربية.

ولا بد من ذكر “جائزة الأركانة العالمية للشعر”، تأسست عام 2002 على يد “بيت الشعر”، وفاز بها للمرة الأولى الشاعر الصيني المقيم في أميركا بيي داو والشاعر المغربي محمد السرغيني.

منذ العام 1958 بدأت مصر بمنح جوائز للخلاّقين، وهي “جوائز الدولة التقديرية” و”جوائز الدولة التشجيعية”. وقد منحت للمرة الأولى عام 1999 للكاتب الكبير نجيب محفوظ والفنان صلاح طاهر والدكتورعبد الرحمن بدوي. ويختص المجلس الأعلى للثقافة بمنح جوائز الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية التقديرية، كما يختص بمنح جوائز في التفوق وهناك جائزة تمنح بملتقى القاهرة للإبداع الروائي من خلال المجلس الأعلى للثقافة. ونال الجائزة عبد الرحمن منيف، وصنع الله إبراهيم الذي رفضها محرجا الدولة ومفجرا قنبلة من العيار الثقيل دوّت لفترة طويلة في الحياة الثقافية المصرية والروائي السوداني الطيب صالح.

في فلسطين هناك مصدران أساسيان للجوائز في فلسطين، هما برنامج الثقافة والعلوم الذي تديره جمعية القطان من رام الله، وجوائز سنوية لمجالات الأدب المختلفة فضلا عن الفن التشكيلي والموسيقى والكتابة الصحافية، وما تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية، مثل جائزة فلسطين وغيرها من الجوائز الرسمية. ولكن يمكن القول إن مؤسسة القطان هي الرائدة الحقيقية، في تحفيز الكتّاب والفنانين الشباب عبر برنامج الثقافة والعلوم وتقديم الجوائز والمنح في حقول خلاقة مختلفة، في الرواية والكتابة المسرحية والقصة القصيرة والشعر. وتنشر المؤسسة الأعمال الفائزة بالتعاون مع “دار الآداب” في بيروت. وتعمل مؤسسة القطان مع لجان تحكيم مستقلة، تضم في عضويتها كتابا ونقادا فلسطينيين وعربا من مستوى رفيع.

ومن الجوائز الشهيرة ايضا في العالم العربي جائزة الشاعر الكويتي عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري وجائزة سعاد الصباح وفي تونس هناك جائزة كومار والكريديف وابو القاسم الشابي وزبيدة البشير وجائزة الطيب الصالح في السودان، وهناك جائزة ادب الاطفال في قطر وفي اللمملكة العربية السعودية، هناك جائزة الملك فيصل العالمية للادب العربي التي انشأها اولاد الملك الراحل لتخليد ذكرى والدهم المحب للعلم والعلماء والادب والادباء.

<

p style=”text-align: justify;”>لاشك ان الجوائز الادبية تشهر صاحبها وتجعله منتصرا على غيره وتعزز مكانة الفائز وموقعه في الحياة الثقافية، الا ان هذا الامر لا يحدث دائما فكم من فائز بجائزة ما على كتاب ما اخذ شهرة اختفى اسمه بعد حفاوة ومات عمله.

شارك الموضوع

فاطمة حوحو

صحافية وكاتبة لبنانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *