عن الزلزال وسدود لبنان

عن الزلزال وسدود لبنان

 حسان الحجّار

   من السذاجة القول بمسؤولية السدود عن الزلازل وحصر الأسباب في هذه النقطة كمدخل رئيسي للاعتراض للأسباب التالية:

أ ــــ الزلازل الكبيرة المدمرة تحدث دوريا في تلك المناطق وفي كل بقاع الارض منذ بدء الخليقة، حيث لم يكن هناك لا سدود ولا غيره .

ب ــــ حصر المسألة بالسدود يتيح لأنصار السدود بالادعاء ان هناك مئات السدود مبنية على فوالق ولم تسبب زلازل ويستشهدون بسد القرعون الذي يمر فالق اليمونة بقربه .

ج ــــ علينا الاستماع للعلماء المختصين المتمكنين من علومهم وأن ننقل عنهم افضل .

د ــــ خطر السدود يكمن  في إنها عرضة للتشقق والانهيار اذا بنيت على فوالق او في دائرة تأثر بزلازل نشطة، فهي قد تدمر المحيط اكثر من الزلزال نفسه .

هـ ـــ المياه في السدود قد تلعب دورا ما ولكنه ضئيل جدا لان حركة الصفائح في تلك المنطقة هي التي تتسبب بزلازل مقياس 7.8 ريختر وهذا يحدث على أعماق تتجاوز الثلاثين كلم وربما اكثر، فالمياه في السدود بالنسبة للصفائح هي كمن يريد ان يطبخ على ضوء القمر .

من هنا، علينا وضع الأمور في موضعها العلمي والابتعاد عن الاجتهادات التي لا طائل منها، فالسدود في لبنان ومنها مشروع بسري والسدود الباقية فشلت وستفشل بسبب عدم صلاحية جبال لبنان للتخزين السطحي لكونها كارستية متكسرة ووديان لبنانية هي كلها انهدامية ارضياتها ردميات وتشققات وكسور لا يمكن ان تجمع مياه ولا يمكن سد فجواتها وكسورها والسدود الفاشلة شاهدة على ذلك وآخرها المسيلحة، ومن هنا لا يمكن بناء فرضية ان سد جنة مثلا سيجمع مياه بعلو ١٠٠ متر لانها فرضية غير ممكن ان تتحقق .

هل من أحد يعرف أن فالق روم الذي ينفتح على عمق ١٥ كلم داخل جوف الارض وهو بفعل انفجار الغازات البركانية الثانوية التي تتجمع عبر دورات زمنية قد تصل لـــ 100 عام أو أقل او أكثر منذ تكون هذا المرج أواخر الطور الجيولوجي الثالث، أي منذ أكثر من ١٥٠ مليون سنة  وأن الصخر الجوراسيكي القابع تحت الأرضية الانهدامية بسماكة 1200 متر هو ملئ بالفراغات ومتشقق ويشكل اكبر مخزن للمياه الجوفية وإنه يتلقى سنويا أكثر من 300 مليون متر مكعب من المياه التي تصل إلى المخزن هذا حسب التقديرات المساحية وتضاريس المنطقة الجبلية من مقعر جزين إلى الجبال العالية المحيطة به.

مراجع:

– البعثة الجيولوجية الفرنسية التي عملت من 1928 لغاية 1955 و وضعت الـ (cartes geologique du liban – papier dr djizinne ) par louis de bertret

<

p style=”text-align: justify;”> – تقرير زلزال العام 1956 الذي وضعه العالم الجيولوجي علي حسين افندي الحجار في أبريل – نيسان 1956 بعد شهر و نصف من وقوع الزلزال وشرح فيه كيفية حصول الزلازل وأسباب انفتاح الفالق والدورة الزمنية الاستقرائية لتاريخ زلازل المنطقة من 1759 / 1837 / 1902/ 1956

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة