اليوم 275 للحرب: روسيا تستعيد مناطق في دونيتسك … وصفقة تبادل أسرى
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 275، اعلنت السلطات المحلية الموالية لروسيا في إقليم دونيتسك شرقي أوكرانيا إن الجيش الروسي والقوات المتحالفة معه تواصل استعادة مناطق من دونيتسك كانت تحت سيطرة الجيش الأوكراني، وإن مدنيا قُتل وأصيب 4 آخرون في قصف مدفعي أوكراني.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تصد محاولات القوات الأوكرانية استعادة مواقع كانت قد خسرتها جنوب دونيتسك.
من جهتها، ذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أن قواتها صدت 8 محاولات روسية للتقدم في دونيتسك. وقال حاكم دونيتسك الأوكراني إن 4 مدنيين أصيبوا في قصف روسي استهدف عدة مدن وبلدات في المقاطعة خلال الساعات الماضية.
أكا في مدينة كرامتورسك أدى قصف روسي إلى إحداث أضرار في المنازل القريبة. كما أفاد الجيش الأوكراني عن مقتل واصابة 10 آخرين في قصف روسي على مقاطعة خيرسون جنوبي البلاد. وذكرت السلطات في مقاطعة خيرسون أنها بدأت إجلاءَ المرضى من مستشفيات المقاطعة إلى مقاطعات أكثر أمنا.
ومع تصاعد القصف الروسي على منطقة خيرسون، قال الجيش الأوكراني إن عددا من القرى في المقاطعة تتعرض لقصف روسي متواصل. وقالت السلطات الأوكرانية إن البنية التحتية تضررت ونصحت سكان المنطقة بمغادرتها. أما السلطات المحلية الموالية لروسيا، فأعلنت مقتل 6 مدنيين في قصف شنته القوات الأوكرانية.
وفي مقاطعة زاباروجيا، قالت سلطات ميليتوبول الأوكرانية إن القوات الأوكرانية دمرت 3 مستودعات ذخيرة وعتادا للقوات الروسية، وأصابت 130 جنديا روسيا في قصف شنته على المدينة. من جانبه قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تقصف البنى التحتية فيما سماه الجزء المحرر من زاباروجيا ودمرت 19 منزلا.
ونبه ميخائيل تشوداكوف نائب مدير وكالة الطاقة الذرية، من أن ما وصفها بالضربة المحتملة على الوقود المستهلك في محطة زاباروجيا قد تؤدي لنفس تأثير”القنبلة القذرة”.
وفي إطار صفقات تبادل الأسرى بين الجانبين، قالت وكالة تاس نقلا عن وزارة الدفاع الروسية إنه تم تحرير 9 أسرى روس في صفقة تبادل للسجناء مع أوكرانيا، في حين ذكر رئيس مكتب زيلينسكي أن أوكرانيا استعادت 12 شخصا بينهم 3 مدنيين ضمن عملية تبادل أسرى مع القوات الروسية
يأتي ذلك وسط معلومات استخباراتية عسكرية بريطانية أن روسيا بدأت تلجأ إلى إزالة الرؤوس النووية من صواريخ كروز نووية قديمة ثم تطلقها على أوكرانيا، وقالت إنه يجري على الأرجح وضع ثقل مكان الرؤوس الحربية.
وقالت في تقييمها اليومي لحرب أوكرانيا إن نظاما مثل هذا سيحدث دمارا من خلال الطاقة الحركية للصاروخ والوقود غير المستهلك، لكنه من غير المرجح أن يحقق نتائج موثوقة ضد الأهداف. واعتبرت الوزارة أن “هذه التصرفات المرتجلة توضح مستوى نفاد مخزون روسيا من الصواريخ طويلة المدى”.
وكان مركز الاتصالات الإستراتيجية للقوات المسلحة الأوكرانية قال إن صاروخا روسيا يحمل رأسا نوويا وهميا أُسقط الخميس 17 نوفمبر ــــ تشرين الثاني الحالي في سماء كييف.
على الصعيد السياسي، أجرى رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو في العاصمة الأوكرانية كييف، مشاورات مع الرئيس زيلينسكي. وقال زيلينسكي إنه طلب دعما عسكريا دوليا أكبر لبلاده لا سيما في مجال نزع الألغام. وأشاد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع دي كرو بالدعم الذي تقدمه بروكسل لأوكرانيا عسكريا وفي مجال التزويد بالطاقة.
وفي الإطار ذاته، صرح متحدث باسم الحكومة الألمانية أمس الجمعة بأن برلين تبحث مع حلفائها طلب بولندا تزويد أوكرانيا بمنظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، وذلك بعدما صرح ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، بأن الحلف لن يعارض هذه الخطوة.
وكانت ألمانيا سلمت بولندا منظومة باتريوت لمساعدتها على تأمين أجوائها بعدما سقط صاروخ “مصدره من أوكرانيا” وقَتل شخصين الأسبوع الماضي، غير أن وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتاك طلب من برلين توجيه المنظومة إلى أوكرانيا بدلا من بولندا.
من جهة أخرى، نفذ حلف الناتو، أمس الجمعة، مناورات على حدود مقاطعة كالينينغراد الروسية، وهي الواقعة بين بولندا وبيلاروسيا، وقال الحلف إنه لن يكون هناك سلام إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع البولندية إن التدريبات تضم ألفي جندي من القوات البرية والجوية، وتُستخدم فيها أكثر من ألف قطعة من معدات الدعم القتالي واللوجستي، في حين صرح ضابط بولندي كبير بأن التدريبات جزء من مناورة كبرى تجري منذ عدة أسابيع بالمنطقة.
من جهتها قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن الرئيس الأوكراني دخل فلكه الخاص وبدأ الآن في ابتزاز الغرب بعدة طرق.
وأوضحت في تصريح لقناة روسية أن دول الغرب تفهم أن زيلينسكي خارج عن سيطرتها الكاملة، وأنه دخل بالفعل في مدار غير قابل للتحكم به.
وأشارت المتحدثة إلى أن أوكرانيا تحتاج الآن إلى المزيد والمزيد من الأموال والأسلحة الغربية على نطاق كوني؛ بسبب الصعوبات التي يواجهها الغرب.
وفي خلاف علني نادر بين زعماء أوكرانيا، لاسيما منذ انطلاق العملية لعسكرية الروسية قبل 10 أشهر، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رئيس بلدية كييف بسبب ما وصفه بسوء أدائه في إنشاء ملاجئ طارئة لمساعدة من يفتقرون للكهرباء والتدفئة بعد الهجمات الروسية. كما اعتبر أن “رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو ومسؤوليه لم يفعلوا ما يكفي للمساعدة!”. وقال “للأسف، لم يكن أداء السلطات المحلية جيدا في جميع المدن”، مضيفاً أن “هناك الكثير من الشكاوى في كييف بشكل خاص”. إلى ذلك، أردف قائلا: “وبعبارة ألطف، هناك حاجة إلى مزيد من العمل.. رجاء الاهتمام فالناس في كييف يحتاجون لمزيد من الدعم، الكثير منهم بلا كهرباء لعشرين بل لثلاثين ساعة.” وختم مشدداً على أنه يتوقع قيام مكتب رئيس البلدية بعمل متقن”
إلا أن أي رد فعل أو تعليق فوري لم يصدر عن كليتشكو، الملاكم المحترف السابق البالغ من العمر 51 عاما، والذي انتخب رئيسا للبلدية عام 2014. لكنه كان أكد في وقت سابق أن الخبراء والمهندسين يعملون بجد على إصلاح الأضرار التي لحقت بشبكة التيار الكهربائي في العاصمة، مؤكداً أن ثلث السكان استعادوا التيار الكهربائي.
يشار إلى أن تلك التصريحات جاءت مفاجئة، لاسيما أنها غير معتادة نظرا لسعي زيلينسكي إلى ترسيخ صورة الوحدة الوطنية خلال الحرب، كما أنه عادة ما يغدق الثناء على المسؤولين.
من جهة اخرى، استضافت أوكرانيا التي دخلت شهرها العاشر من الصراع مع روسيا، قمة دولية عن الأمن الغذائي في كييف. وناقش زيلينسكي، خلال تلك القمة الأمن الغذائي والصادرات الزراعية مع رئيس المجر وروؤساء وزراء بلجيكا وبولندا وليتوانيا.
بينما ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خطابين عبر دائرة تلفزيونية، بحسب ما أفادت رويترز.
وفي كلمته الافتتاحية شدد زيلينسكي، الذي بدا إلى جواره رئيس أركان الجيش ورئيس الوزراء على أهمية استقرار الأسواق الغذائية العالمية. كما أكد أن بلاده ستفي بالتزاماتها بشأن تصدير الحبوب والمواد الغذائية الأخرى إلى الأسواق العالمية، رغم الحرب الدائرة ضد القوات الروسية.
الى ذلك، أبدى كبار المسؤولين الأوروبيين غضبهم خلف الكواليس من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، متهمين الأميركيين بجني ثروة من الحرب، بينما تعاني دول الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، قال مسؤول رفيع في الاتحاد الأوروبي “الحقيقة، إذا نظرت إليها بكل وضوح وصلافة فإن الدولة الأكثر استفادة من هذه الحرب هي الولايات المتحدة لأنها تبيع المزيد من الغاز وبأسعار أعلى، كما تبيع أيضاً المزيد من الأسلحة”، بحسب ما نقلت صحيفة “بوليتيكو الأميركية”.
بدوره، أقر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل بأن الأميركيين الذين وصفهم بالأصدقاء، يتخذون قرارات تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الأوروبي.