اليوم 11 للحرب: تدمير مطار فينيستا وتظاهرات في نيويورك
السؤال – تقارير ووكالات
في اليوم الحادي عشر للحرب في أوكرانيا، ما زالت الأمور تنحو نحو مزيد من التصعيد والتدمير، فيما ينتظر أن تستأنف المفاوضات يوم غد الأثنين بين طرفي الصراع الدامي. فقد أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أن “القصف الروسي دمر مطار فينيتسيا بشكل كامل”، مؤكدا أن “الجيش الروسي يحضر لقصف مدينة أوديسا جنوبي البلاد“. وطالب زيلينسكي “بفرض حظر طيران فوق أوكرانيا والدفاع عن بلدنا”.
وأضاف: “نطالب بإعطائنا طائرات مقاتلة كي نتمكن من الدفاع عن أوكرانيا”. من جهته، أفاد الكرملين، بأن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن العملية العسكرية لن تتوقف إلا إذا توقفت أوكرانيا عن القتال”.
ولفت إلى أن “بوتين شدد على أنه لن يتم وقف العملية العسكرية في أوكرانيا إلا إذا تمت الاستجابة للمطالب الروسية”. وقد أكد بوتين لأردوغان أن “العملية العسكرية في أوكرانيا تسير كما هي مخطط لها ووفق جدولها الزمني”.
ووفقاً للرئاسة التركية، فقد “أبلغ أردوغان بوتين أن وقف إطلاق النار بشكل فوري سيعطي فرصة للبحث عن حلول سياسية”.
وللتذكير أن إحتدام الوضع في أوكرانيا جاء بعد إعلان بوتين، في وقت سابق، عن عملية عسكرية خاصة فيها “بهدف حماية سكان جمهورتي لوغانسك ودونيتسك، اللتين تتعرضان للإبادة الجماعية منذ ثماني سنوات”، وشدد على أن خطط موسكو لا تشمل احتلال أوكرانيا وإنما تجريدها من السلاح.
وكانت القوات الروسية توغلت في أراضي جديدة بجنوب أوكرانيا، وسيطرت على المزيد من المدن وفق صحيفة “فايننشال تايمز”. وأثارت مؤشرات تحرك القوات الروسية غرباً، مخاوف من أنهم قد يستعدون لشن هجوم على ميناء أوديسا على البحر الأسود.
كما واصلت القوات الروسية يوم السبت هجومها على ماريوبِلْ على بحر آزوف، بعد السيطرة على مدينة خيرسون المطلة على البحر الأسود في الأيام الماضية. وتحركت بعض القوات الروسية شمال غربي خيرسون نحو ميكولايف، ما جعلها أقرب إلى مدينة أوديسا. وأعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم إزاء احتمال استعداد القوات الروسية لشن عملية برية، وغزو بحري للمدينة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم عن تدمير قاعدة جوية أوكرانية بأسلحة طويلة المدى، مشيرة الى قواتها قصفت وعطلت قاعدة ستاروكوستيانتينيف الجوية العسكرية الأوكرانية، بأسلحة طويلة المدى عالية الدقة. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، أن “القوات المسلحة الروسية تواصل قصف البنية التحتية العسكرية لــ “أوكرانيا“. وأشار إلى أن القوات الصاروخية الروسية دمرت أيضاً منظومة للدفاع الصاروخي الأوكراني من طراز “أس -300″، وأن روسيا أسقطت عشر طائرات ومروحيات أوكرانية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي، عن تدمير 2203 أهداف عسكرية، منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا حتى الآن. وأشارت الوزارة إلى أنه تم تدمير 69 طائرة على الأرض، و 24 طائرة في الجو و 778 دبابة ومركبة قتالية لأوكرانيا، كما دُمّر 76 مركز إدارة واتصالات و111 منظومة صاروخية من طراز إس 300، و71 محطة رادار أوكرانية. وأكدت وزارة الدفاع الروسية، استهداف 61 منشأة عسكرية أوكرانية ليل السبت، وكشفت أن قوات دونيتسك ولوغانسك سيطرت على 11 بلدة شرقي أوكرانيا.
من جهة ثانية، بدأت السلطات في جمهورية دونيتسك الشعبية اليوم عملية إجلاء المدنيين، وتم إجلاء نحو 300 شخص من ماريوبول وضواحيها نحو منطقة نوفوازوفسك داخل أراضي جمهورية دونيتسك على الرغم من العمليات الاستفزازية للقوميين الأوكرانيين. وأشارت “روسيا اليوم”، إلى أن الجانب الأوكراني رفض ضمان الالتزام بالهدنة في فولنوفاخا وماريوبول.
وقد أعلنت السلطات في جمهورية دونيتسك الشعبية عن إعادة فتح الممرات الإنسانية وتأمينها في ماريوبول وفولنوفاخا لخروج المدنيين صباح الأحد. إلا أن مسلحي “آزوف” الأوكرانية حاولوا عرقلة خروج المدنيين من ماريوبول وحاولوا استخدامهم كدروع بشرية فضلا عن زرع الألغام بالمنطقة. وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت أمس السبت، عن نظام تهدئة من جانبها يبدأ الساعة العاشرة صباحا، وذلك لفتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا، إلا أن القوميين الأوكرانيين “المتطرفين” منعوا المدنيين من الخروج أمس.
وفي وقت سابق أعلن نائب رئيس الوزراء الأوكراني أن أكثر من 200 ألف شخص يعتزمون مغادرة ماريوبول وأكثر من 15 ألف شخص يستعدون لمغادرة فولنوفاخا. هذا وكشف متحدث باسم البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة تعمل مع بولندا، وتجري مناقشات مع حلفاء آخرين في حلف شمال الأطلسي، بشأن تزويد أوكرانيا بطائرات حربية، من أجل استخدامها ضد القوات الروسية، بحسب ما أوردت وكالة “بلومبرغ”. ووفق صحيفة “فايننشال تايمز”، فإن الولايات المتحدة تحاول عقد صفقة مع بولندا، لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة بولندية، في وقت تزيد كييف من الضغط على الغرب لتعزيز قدرات سلاحها الجوي، موضحة أن الصفقة ستشمل تسليم أوكرانيا طائرات حربية روسية الصنع من بولندا، التي ستحصل بدورها على مقاتلات “إف-16” من الولايات المتحدة.
يأتي ذلك وسط مخاوف من زيادة روسيا الضربات الجوية. وقال البيت الأبيض إن هناك “عدداً من المشكلات العملية الصعبة، تشمل الطريقة التي يمكن بها نقل الطائرات فعلياً من بولندا إلى أوكرانيا”. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى اتصالاً هاتفياً، أمس السبت مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وأشار البيت الأبيض إلى أن بايدن “أكد أن إدارته تزيد من المساعدات الأمنية والإنسانية والاقتصادية لأوكرانيا، وتعمل عن كثب مع الكونغرس لضمان توفير تمويل إضافي” وفي تطورات الحديث عن إستخدام النووي، نقلت وكالة “تاس” للأنباء، ووكالة الإعلام الروسية، ووكالة “إنترفاكس” عن “ممثل هيئة مختصة” في روسيا قوله، إن “أوكرانيا تطور أسلحة نووية في محطة تشرنوبيل النووية المعطلة”.
وقبل بدء الهجوم الروسي بوقت قصير، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن “أوكرانيا تستخدم الخبرة السوفيتية في صناعة أسلحة نووية”، وإن “هذا يرقى إلى الاستعداد لهجوم على روسيا”. لكن الحكومة الأوكرانية، أكدت أنه ليس لديها خطط للانضمام مجدداً إلى النادي النووي، وأنها تخلت عن أسلحتها النووية في عام 1994 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
على صعيد المفاوضات، أكد عضو الوفد المفاوض الأوكراني ديفيد أراخامية، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن “وفدين من أوكرانيا وروسيا، سيعقدان الجولة الثالثة من المحادثات غداً الاثنين”، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية. وذكرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس”، أن “المفاوض الروسي ليونيد سلوتسكي، أكد خلال بث مباشر على يوتيوب، أن الجولة الثالثة من المحادثات ستعقد في 7 آّذار”. ونقلت “تاس “عن سلوتسكي، قوله: “إنهم يدركون أن حياة الناس معرضة للخطر”، لافتا الى أن “هذه هي أولويتنا المشتركة، على الأقل هذا ما كان عليه الحال خلال المحادثات”. وفي وقت سابق، أشار سلوتسكي لقناة “روسيا 24″، الى أن “خلال الجولة الثانية، أظهر الجانب الأوكراني قدرته على التفاوض”. ولم يذكر أراخامية وسلوتسكي أين ستجري المفاوضات. في المواق، توقع نائب رئيس الوزراء البريطاني دومينيك راب، أن “يستمر الصراع في أوكرانيا شهوراً إن لم يكن سنوات، مضيفا أن “الحلفاء الدوليين سيحتاجون إلى إظهار “قوة تحمل استراتيجية” لضمان إخفاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا“. وأشار، إلى أن “مهمتنا مع حلفائنا هي ضمان فشل بوتين في أوكرانيا، وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت، وبالتالي علينا إظهار بعض القدرة الاستراتيجية على التحمل لأن هذا لن ينتهي في أيام“. وسبق أن ذكر نائب رئيس الوزراء البريطاني، أن “غزو أوكرانيا، عملية أخطر بكثير مما تخيل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين“.
في نيويورك، تجمع آلاف من الأوكرانيين والأميركيين من أصل أوكراني ومن جنسيات أخرى في ساحة تايمز الرمزية في نيويورك، للمطالبة بتدخل حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في أوكرانيا. وهذه الساحة الواقعة في قلب مانهاتن والمعروفة في كل أنحاء العالم بلوحاتها الإعلانية الرقمية العملاقة، ازدانت بالأصفر والأزرق، لونَي علم أوكرانيا الذي حمله متظاهرون من كل الأعمار. وحمل المتظاهرون لافتات تطالب ب”إنهاء الحرب” وبفرض “منطقة حظر طيران” وتدعو إلى “إيقاف بوتين” الذي شبه بهتلر على بعض الصور التي رفعت خلال التظاهرة.