عمليات إجلاء المدنيين تتوقف وحوالي مليون ونصف هارب من الحرب
السؤال الآن ـــ تقارير ووكالات
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة اليوم عدد الأشخاص الذين غادروا أوكرانيا منذ بدء القتال وصل إلى 1.45 مليون شخص، في وقت أعلن فيه مكتب الرئيس الأوكراني يعلن توقف عمليات الإجلاء من المناطق التي أعلنت عنها روسيا لمدة خمس ساعات، بحجة عدم احترام روسيا وقف النار، على الجبهات كافة.
وكانت عمليات إخراج المدنيين من مدينة ماريوبول الأوكرانية بدأت صباح اليوم من الساعة 9 بتوقيت غرينتش، على أن تستمر 5 ساعات. إلا أن العبور عبر الممرات الإنسانية التي فتحت أغلقت لاحقا، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في مدينة ماريوبول الأوكرانية بعد دوي انفجارات. وجرت اتهامات متبادلة عن خرق وقف النار بين الطرفين الروسي والإقليمي وقالت وزارة الدفاع الروسية أن إطلاق نار جرى على مواقع القوات الروسية من ماريوبول وفولنوفاخا بعد فتح الممرات الإنسانية.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت منذ يومين عن عبور أكثر من مليون لاجئ من أوكرانيا باتجاه دول الجوار، إثر التدخل العسكري الروسي. وبحسب بيانات نشرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الخميس، عبر ما يزيد على مليون لاجئ من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة بين 24 فبراير/ شباط و2 مارس/ آذار 2022، أكثر من نصفهم توجه إلى بولندا. وأوضحت المفوضية أن 505 آلاف و82 لاجئا عبروا إلى بولندا، و139 ألفا و686 إلى المجر، و97 ألفا و827 إلى مولدوفا، و72 ألفا و200 إلى سلوفاكيا. كما عبر 51 ألفا و261 شخصا إلى رومانيا، و47 ألفا و800 إلى روسيا، و357 إلى بيلاروسيا، و88 ألفا و147 إلى دول أوروبا الأخرى. وأشارت أنه إضافة إلى هذه الأرقام، عبر 96 ألف شخص بين 18 ـ 23 فبراير من منطقتي دونيتسك ولوغانسك باتجاه روسيا.
وحذرت المفوضية من أن تدهور الوضع في أوكرانيا يمكن أن يتسبب بفرار 4 ملايين مدني من البلاد. ووصف العاملون في المجال الإنساني التدفق المستمر للأطفال والعائلات الفارين من “القصف المتواصل” خلال العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بأنه “غير مسبوق” ورحبوا أيضا بالتطمينات غير المؤكدة بعد بشأن الممر الآمن لفرق الإغاثة التي تسعى إلى تقديم المساعدة التي تمس الحاجة إليها. وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف عبر تقنية زوم من مدينة لفيف في غربي أوكرانيا، إنه بسبب التصعيد “أجبِر 500,000 طفل على الفرار من منازلهم في سبعة أيام فقط، هذا غير مسبوق من حيث النطاق والسرعة”.
وأضاف يقول: “مع استمرار القتال، أمضى آلاف الأطفال ليلة أخرى في ظروف باردة ومرعبة – وهم مرتعبون – في ملاجئ تحت الحصار. يجب أن ينعم الأطفال بالسلام”. وقالت جونغ-آه غيديني-وليامز من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: “إن الخسائر النفسية التي خلّفها وابل القصف وصفارات الإنذار على عدد لا يُحصى من العائلات الفارّة من البلاد واضحة بين الوافدين على حدود الدولة”.
وكانت وليامز تتحدث من حدود مولدوفا مع أوكرانيا، حيث كان هناك طابور من السيارات على مد البصر، وقالت: “عندما تحدثنا إلى بعض العائلات التي غادرت، كان مستوى الخوف والصدمة واضحا للغاية”.
وأضافت وليامز تقول: “إحدى العائلات التي تحدثت إليها، كانت أم مع أطفالها الثلاثة في سيارة ومعهم كلبان. كانوا جميعا يرتجفون. أصغر طفلة، كانت فتاة صغيرة في حوالي الثامنة أو التاسعة من عمرها، كانت ترتجف بشكل واضح”.
وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، “واجهت العديد من المدن قصفا لا هوادة فيه” في عمق أوكرانيا. كما أوضحت منظمة الصحة العالمية أنها تكثف المساعدات بأسرع ما يمكن للفرق الصحية المستميتة.
وقال فلافيو ساليو، رئيس شبكة فريق الطوارئ الطبية: “بالأمس تلقينا أيضا أول شحنة من إمدادات الصدمات، والإمدادات الجراحية، والمستلزمات الطبية الطارئة والأدوية”. وقال إن أول شحنة بضائع تابعة لمنظمة الصحة العالمية وصلت وتحتوي على إمدادات طارئة ضرورية”. وأضاف د. ساليو أن منظمة الصحة العالمية تدرس الآن عمليات الإجلاء الطبي للمدنيين، لكن الوصول الآمن أمر بالغ الأهمية. وتقول أولغا، التي فرت من أوكرانيا مع طفليها: “ليس لدينا مكان نذهب إليه، ولكن هناك بعض الأصدقاء الذين جاءوا أيضًا إلى رومانيا، ونريد أن نجد بعضنا البعض لنكون أقرب”.
ووسط أعداد “هائلة” من النازحين، أكدت اليونيسف أن الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد “تتضاعف كل ساعة”.
وقال جيمس إلدر: “هناك قافلة شاحنات من اليونيسف وصلت حملت إمدادات الطوارئ والمياه ومستلزمات الصرف الصحي ومستلزمات القبالة والأمهات اللاتي ينجبن أطفالهن بالملاجئ. لقد أرسلنا أسطوانات الأكسجين إلى كييف ولدينا خيام آمنة على الحدود. ولكن طالما استمر الصراع، سيستمر الطلب في تجاوز الإمدادات”. وحذر إلدر من أن مئات الآلاف من الناس بدون مياه شرب آمنة بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لنظام المياه، والعديد منهم منعوا من الوصول إلى الخدمات الأساسية الأخرى مثل الرعاية الصحية.
وأشار إلى أنه لا يزال “عشرات الآلاف من الأطفال” في مؤسسات رعاية الأطفال، والعديد منهم من ذوي الإعاقة. وحول الحاجة إلى ضمان المرور الآمن للعاملين في المجال الإنساني، قال المتحدث باسم أوتشا، ينس لاركيه، إن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، رحب بالتقارير التي تفيد بأن الجانبين “اتفقا على تسهيل المرور الآمن”. وكانت مفوضية اللاجئين قد نقلت سابقا أن موظفي المفوضية الميدانيون أبلغوا عن وجود طوابير انتظار بطول أميال عند الحدود مع بولندا على الجانب الأوكراني، مشيرة الى أن أولئك الذين عبروا الحدود إنهم انتظروا لفترة بلغت 60 ساعة. وكانت درجات الحرارة منخفضة لدرجة التجمد وقد أفاد الكثيرون بقضاء أيام على الطريق في انتظار العبور. وذكرت المفوضية بالتحديات التي يواجهها بعض رعايا البلدان الثالثة الذين يسعون إلى دخول بولندا وهي على اتصال بالسلطات لضمان وصول جميع المحتاجين إلى الحماية الدولية إلى إجراءات اللجوء.
اللاجئون الذين لديهم ما يكفي من المال يتمكنون من إيجاد مسكنهم بأنفسهم، بينما يتم استضافة الآخرين مع المجتمعات المحلية التي فتحت منازلها لهم، أو يتم إيواؤهم في مراكز الاستقبال. وتتمركز المفوضية على الحدود البولندية الأوكرانية منذ 24 فبراير، وذلك بهدف رصد أنماط الوصول وتنقل إمدادات الإغاثة من مخازنها العالمية إلى مستودع مستأجر حديثاً على الحدود (في رزيسزو).
وقد انهالت على مكتب المفوضية في بولندا طلبات من قبل اللاجئين للحصول على المعلومات والدعم. تقدم المفوضية للوافدين الجدد المعلومات والخدمات القانونية من خلال شريك قانوني بولندي. وأشارت أن للمفوضية تواجد على الحدود مع هنغاريا، وتعمل على تقييم أعداد اللاجئين، ما زالت أعداد الواصلين ثابتة وتختلف الأوقات التي يقضونها في الانتظار، يتم توجيه الأوكرانيين والجنسيات الأخرى إلى نقاط التجمع حيث يمكنهم التقدم بطلب للجوء والحصول على وثائق مؤقتة. يتم تقديم الدعم من قبل الجهات الفاعلة الإنسانية في البلديات ومن أفراد المجتمع. اما على الحدود الرومانية، فأفادت المفوضية أن هناك طوابير تصل مدة الانتظار فيها إلى 20 ساعة من أجل الدخول إلى رومانيا.
تدير السلطات الوطنية شؤون الإقامة والمواصلات، وتساعد المجتمعات المحلية بسخاء في أمور النقل والإقامة، بينما تغطي الشركات الخاصة أجور الفنادق. ويقدم المتطوعون خدمات الترجمة الشفوية وغيرها من أشكال الدعم العملي. وقد تمركزت المفوضية وشركاؤها في جميع النقاط الحدودية الرئيسية، في سيريت وإيزاكسيا. وشرحت إنها تزود الوافدين الجدد بمعلومات حول إجراءات اللجوء، وتقدم المشورة القانونية والدعم النفسي. كما أنشأت خطاً ساخناً للطوارئ، إضافة إلى صفحات للمساعدة عبر الإنترنت للاجئين في أوكرانيا. أما في مولدوفا فلا يزال الأمر يستغرق 24 ساعة لقطع مسافة 60 كيلومتراً بين أوديسا والحدود المولدوفية. ويتم إيواء الواصلين الجدد في مراكز استقبال مؤقتة، أو يتم استضافتهم من قبل المجتمعات المحلية. وتقدم المفوضية الدعم لتعزيز قدرات الاستقبال وتوزع مواد الإغاثة الأساسية، بما في ذلك البطانيات وأكياس النوم ومستلزمات النظافة. في سلوفاكيا، فمنذ 24 فبراير، زارت المفوضية على نحو منتظم أربعة من أصل خمسة معابر حدودية رئيسية، وقد غيرت الحكومة قوانين اللجوء القائمة لديها بسرعة بهدف المساعدة في تسريع إجراءات اللجوء.
كما تم تقديم الدعم المالي والمادي من قبل المجتمعات المحلية، والتي تدعم اللاجئين بالمواد الغذائية ومستلزمات النظافة الشخصية، وبتقديم العروض للنقل والإقامة المجانية. كما شرعت البلديات والقرى المحلية ببناء مآوٍ مؤقتة للاجئين. وفي أوكرانيا، عملت المفوضية على تكثيف استجابتها في أوكرانيا لمساعدة النازحين والمتضررين من النزاع. لكن الوضع المتقلب والمخاوف الأمنية ونقص إمكانية الوصول الآمن للعاملين في المجال الإنساني والقيود المفروضة على الحركة تشكل تحديات كبيرة لعمال الإغاثة والمفوضية التي تقدم المساعدة كلما كان الوضع آمناً، وتشارك في أنشطة الحماية كالعمل مع قادة المجتمع من النازحين داخلياً لتقييم الاحتياجات الإنسانية وتحديد المواقع الآمنة التي يمكن فيها استقبال النازحين داخلياً.