اليوم الـ 12 للحرب: تطويق كييف وهجوم مستمر على خاركييف
السؤال الآن ــــ وكالات
في اليوم الثاني عشر للحرب في أوكرانيا، واصل الجيش الروسي هجومه الشامل حيث قصف خاركييف ثاني مدن البلاد وحاول تطويق العاصمة كييف، في وقت تجري جولة ثالثة من المحادثات الأوكرانية الروسية ستركّز حسب المفاوض الروسي على الممرات الإنسانية التي اتّهم المفاوض الروسي أوكرانيا بإغلاقها.
وأعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك أنّ كييف ترفض الممرات الإنسانية باتجاه بيلاروس وروسيا التي اقترحتها موسكو لإجلاء مدنيين من مدن تتعرّض للقصف، فيما دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “استخفاف” بوتين بالمبادئ “السياسية والأخلاقية” لتقديمه هذا الاقتراح.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف الأعمال العسكرية وضمان مرور آمن للمساعدات الإنسانية، فيما أكّد قصر الإليزيه ضرورة “احترام القانون الدولي” لا سيما في ما يتعلق بحماية المدنيين. في المقابل، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أنّ الصداقة بين بيجينغ وموسكو ما زالت قوية جدّاً، عارضاً مساعدة بيجينغ في التوسط من أجل تحقيق السلام.
بدوره، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أنّ بلاده ستستضيف محادثات ثلاثية بين وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وتركيا الخميس. وفي الداخل الروسي، أوقفت السلطات أكثر من خمسة آلاف شخص شاركوا في تظاهرات شهدتها عشرات المدن الأحد احتجاجاً على غزو أوكرانيا، وهو عدد غير مسبوق في وقت تنفّذ موسكو حملة أمنية تستهدف أي شخص يعارض عملية الكرملين العسكرية.
في لاهاي، امتنعت روسيا عن المثول في الجلسة الافتتاحية لمحكمة العدل الدولية في قضية أقامتها أوكرانيا مطالبة أعلى محكمة في الأمم المتحدة بإصدار أمر لموسكو لوقف غزوها. وعلى صعيد العقوبات، أعلنت كوريا الجنوبية تعليق جميع التعاملات المالية مع البنك المركزي الروسي.
اقتصادياً، مع مواصلة روسيا هجومها على أوكرانيا، سجّلت أسعار الخام ارتفاعاً كبيراً مجدّداً اليوم في ظلّ احتمال فرض حظر غربي على النفط الروسي، فيما بلغ سعر الغاز الطبيعي مستوى قياسياً في أوروبا والمملكة المتحدة على وقع المخاوف المرتبطة بالإمدادات. كما تواصل تراجع البورصات العالمية.
وأعلنت الحكومة الروسية أنّ السلطات وضعت قائمة بدول “معادية” ستتمكن الشركات والأفراد الروس من تسديد مستحقاتها لها بالروبل الذي فقد 45 في المئة من قيمته منذ كانون الثاني. تضمّ القائمة دول الاتحاد الأوروبي وأوستراليا والمملكة المتحدة وموناكو وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وسويسرا واليابان وغيرها.
وأُعدّت اللائحة بموجب مرسوم رئاسي صدر الجمعة حدّد شروطاً غير واضحة “لإجراء موقت” لتسديد الديون المستحقة “لبعض الدائنين الأجانب”. إنفاذاً لذلك، بات بإمكان طرف مدين أن يطلب من مصرف روسي استحداث حساب خاص بالروبل باسم الطرف الدائن الأجنبي وإرسال مستحقاته بما يوازيه بالروبل وفق سعر الصرف الآني الذي يحدده البنك المركزي الروسي.
في سياق متّصل، امتنعت روسيا عن المثول في الجلسة الافتتاحية لمحكمة العدل الدولية في قضية أقامتها أوكرانيا التي تطالب أعلى محكمة في الأمم المتحدة بإصدار أمر لموسكو لوقف غزوها. ووجد الوفد الأوكراني نفسه أمام مقاعد شاغرة عندما بدء بعرض قضيته باسم شعب يتعرّض على حدّ قوله لهجمات قاتلة واضطر إلى الاحتماء بسبب المخاطر المتواصلة. من جهة ثانية، أعلنت الإمارات إرسال طائرة تحمل 30 طناً من الإمدادات الطبية والإغاثية “العاجلة” إلى أوكرانيا. وفي بيان، قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي إنّها أرسلت “اليوم طائرة تحمل على متنها 30 طناً من المواد والإمدادات الطبية والإغاثية في إطار تقديم الدعم العاجل لإغاثة المدنيين المتضرّرين في أوكرانيا”.
وطلبت دول غربية عدّة بما فيها بريطانيا والولايات المتحدة من المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (إنتربول) تعليق عضوية روسيا فيها، كما أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل. بالإضافة إلى بريطانيا والولايات المتحدة، دعت كندا وأوستراليا ونيوزيلندا إلى “التعليق الفوري لوصول روسيا إلى كل أنظمة المنظمة” التي تضمّ 194 بلداً عضواً، وفق ما أوضحت باتيل على “تويتر”. وأضافت أنّ “أفعال روسيا تشكل تهديداً مباشراً لسلامة الأفراد والتعاون الدولي في ما يتعلّق بإفاذ القانون”.
وتأتي هذه الخطوة فيما يسعى الحلفاء الغربيون إلى عزل موسكو دببلوماسياً واقتصادياً بسبب غزوها أوكرانيا. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال الأحد إنه اطّلع على “تقارير موثوقة عن هجمات متعمدة على مدنيين قد ترقى إلى جريمة حرب”.