فوزي لقجع ليس مقدسا.. ولا الرجاء أيضا!

فوزي لقجع ليس مقدسا.. ولا الرجاء أيضا!

 الصادق بنعلال

   ما من شك في أن نادي الرجاء البيضاوي يشكل علامة فارقة في ماضي وحاضر الكرة المغربية، لما له من تاريخ مديد حافل بالألقاب والكؤوس والبطولات الوطنية والإفريقية والعربية، ولما يتوفر عليه من سمعة عالمية، إن على مستوى المنجز الفني الذي يجسده على أرضية الملاعب، أو على مستوى الاحتفالية الجماهيرية الاستثنائية في المدرجات، التي أضحت نارا على علم، وأصبحت محل إشادة وإعجاب قاريا وعالميا. لا بل إن أغاني الجماهير الخضراء وأهازيجها واللوحات التي ترسمها بجمالية عالية الجودة انتشرت في كل أرجاء المعمور انتشار النار في الهشيم. لكن وإلى جانب كل هذه المظاهر بالغة الإيجابية والتألق، تمر على النادي المحبوب بعض المراحل الصعبة كما يحدث لجل الفرق الرياضية المرجعية هنا وهناك، مما قد يعرض الجماهير الوفية إلى القلق وعدم الرضا والإحساس بالحيف، خاصة إذا تعلق الأمر بالتحكيم والبرمجة غير الملائمين، الذين قد يؤثران على السير الملائم واللائق لأداء “النسور الخضر”.        

    ونحن بدورنا كمتابعين لمجريات البطولة المغربية والنوادي المرجعية على وجه الخصوص، من قبيل الرجاء والوداد البيضاويين نبتهج لابتهاجها ونغضب لغضبها، ونريدها على الدوام قوية متوهجة لتمثيل المغرب تمثيلا مشرفا في مختلف التظاهرات الرياضية الرفيعة. إلا أن التعبير عن الغضب المشروع قد يخرج عن السياق الموضوعي المطلوب بفعل الحماس والشغف غير المحدودين، وهذا ما حصل مؤخرا لهذا النادي الرياضي المغربي الرائع، إذ إثر أخطاء تحكيمية كثيرة غير مقصودة تعرضت لها “القلعة الخضراء”، خرجت فئة قليلة من الجماهير منددة ورافضة لكل أشكال الضيم وهذا من حقها، في شكل لم يحالفه الصواب. فلئن كنا نتضامن مع جماهير الرجاء العظيمة في هذا المنحى إلا أننا لا نوافق بعض عناصرها التي اعتبرت أن ناديها مستهدفا بكيفية ممنهجة.

    فما يواجه فريق الرجاء البيضاوي هو مزيج بين أخطاء تحكيمية مقررة، وسوء الطالع واتباك اللاعبين في عديد اللقاءات الفنية. ولا أدل على ذلك المقابلة الأخيرة التي جمعته بالأمس (الأحد 12 مارس 12) بفريق حسنية أكادير، حيث لا حظنا أخطاء تحكيمية بالجملة ومنها ضربة جزاء لا غبار عليها كانت من نصيبه، وشاهدنا أيضا تسرع اللاعبين أمام مربع عمليات نادي الحسنية، وافتقادهم للتركيز والهدوء مما جعلهم يضيعون أهدافا ببشاعة ورعونة. في كل الأحوال، يمكن اختزال مظاهر ضعف الرجاء في الإنجاز غير المهني لبعض اللاعبين في الدفاع والوسط والهجوم، وفي الأخطاء التحكيمية المبالغ فيها، والتي تطال بعض الفرق الوطنية الأخرى. إننا فعلا نشكو من تراجع مستوى التحكيم الكروي بشكل يثير أكثر من سؤال، لكننا لا يمكن أن نحمل طرفا آخر مسؤولية إخفاقاتنا المتتالية دون حجج دامغة وأدلة “قطعية الثبوت”، وفي هذا السياق سنرتكب خطأ كبيرا لو اعتبرنا السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وراء عثراتنا.

    صحيح أنه غير معصوم، وقد نخالفه الرأي في أكثر من مناسبة أو قرار، لكنه في النهاية يشتغل بمهنية غير مسبوقة، حققت الكرة المغربية في عهده انتصارات وإنجازات رائدة وطنيا وقاريا، جعلت بعض أشباه الدول المجاورة لنا تلهث للحاق بنا دون طائل، وتتصيد الأوهام والأباطيل للمساس بالصورة الاعتبارية للمملكة المغربية سياسيا واقتصاديا وفنيا، “فما ربحت تجارتها وما كانت مهتدية”.

عاش نادي الرجاء البيضاوي، عاشت الرياضة المغربية، ولا عاش جيران السوء من أهل الشقاق والنفاق!  

Visited 16 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

الصّادق بنعلّال

إطار تربوي – باحث في قضايا الفكر والسياسة