بيلغورود في مرمى أوكرانيا وزيلينسكي يكشف عن هجوم مضاد
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
أفاد حاكم منطقة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا فياتشيسلاف غلادكوف الجمعة إن قذائف أطلقتها القوات الأوكرانية سقطت على طريق قرب بلدة شيبيكينو التي تبعد حوالي 10 كيلومترات عن الحدود مع أوكرانيا وتتعرض للقصف بشكل متكرر.
وأوضح غلادكوف في رسالة على تليغرام أن “شظايا قذيفة أصابت سيارات عابرة، وإحداها قتلت امرأتين على الفور”. وقال إن الدفاعات الجوية الروسية اعترضت الليلة الماضية أهدافا جوية فوق مدينة بيلغورود.
وكشف غلادكوف أن السلطات قررت وقف حركة القطارات والسيارات باتجاه البلدة حتى الـ30 من الشهر الجاري، بسبب استمرار القصف على البلدات الحدودية. وأشار إلى أنّ القصف على بلدة شيبيكينو تراجع بالمقارنة مع أمس، لكن الأوضاع في المنطقة تبقى خطيرة للغاية.
ونشر موقع “زفيزدا” التابع لوزارة الدفاع الروسية صورا تظهر تصاعد أعمدة الدخان من مبان سكنية في مدينة شيبيكينو بمقاطعة بيلغورود. وأعلن حاكم المقاطعة عن انقطاع التيار الكهربائي والمياه بشكل كامل عن المدينة.
ومساء أمس الجمعة أيضا، قتل مدنيان آخران في بلدة سوبوليفكا في قصف براجمات غراد الصاروخية أوقع أيضا 6 جرحى، بينهم طفلان، وفق غلادكوف. وتحدّث المسؤول الروسي أيضا عن إصابة 21 شخصا في 4 مناطق بينها العاصمة الإقليمية بيلغورود، كما تحدّث عن تعرّض مدن وقرى عدة للقصف.
ومنذ الليلة الماضية، أعلنت السلطات المحلية في مقاطعات بريانسك وكالوغا وكورسك وسمولينسك أغلبها محاذية لحدود أوكرانيا، تعرضها لقصف أوكراني أو هجمات بطائرات مسيّرة.
وفي أوكرانيا، استُهدفت العاصمة كييف لليوم السادس بموجة جديدة من الطائرات المسيّرة المتفجرة والصواريخ فجر الجمعة، حسبما أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، مؤكدا أنه لم يتم الإبلاغ عن إصابات.
وقال الجيش الأوكراني على فيسبوك إن “العدو استخدم هذه الليلة 15 صاروخ كروز و18 طائرة مسيّرة هجومية إيرانية لشن ضربات”، مؤكدا أن “كل هذه الأهداف الجوية دمرها المدافعون عنا“. وبعدها بساعات أكد الجيش الروسي أنه قصف وأصاب ليلا أنظمة للدفاع الجوي الأوكراني تغطي بنى تحتية عسكرية أساسية.
وفي تطور ميداني آخر في الجنوب الأوكراني، قال إيفان فيدوروف عمدة مدينة ميليتوبيل الأوكراني في مقاطعة زاباروجيا إن القوات الروسية بدأت مغادرة ميناء مدينة بيرديانسك التي تسيطر عليها في المقاطعة الجنوبية بعد وقوع انفجار ضخم.
وأضاف أن مغادرة الميناء تتم بشكل عاجل، حيث تعمل القوات على إزالة المعدات وتحويل مسار السفن التي كانت تستخدمها في تصدير الحبوب الأوكرانية المسروقة، وفق تعبيره.
وفي ميكولايف، أفاد إيفان فيدوروف عمدة المدينة الأوكرانية في مقاطعة زابوروجيا، باستمرار القصف الروسي المدفعي على طول المناطق الساحلية في المقاطعة الجنوبية.
وفي خاركيف، قتل 4 مدنيين مع استمرار القصف الروسي على المقاطعة الحدودية مع روسيا، وفق ما أفاد حاكم المدينة.
وعلى جبهتي دونيتسك ولوغانسك شرقي البلاد، أفادت هيئة الأركان الأوكرانية بوقوع 29 عملية قتالية مع القوات الروسية خلال الساعات الماضية. وقالت إن الروس نفذوا عمليات هجومية وصفتها بالفاشلة على محاور كوبيانسك وليمان، مع مواصلة قصفهم القرى والمناطق الحدودية.
وأضافت أن القصف الروسي تواصل على باخموت وأفدييفكا، دون الحديث عن تقدم بري للقوات الروسية.
بالمقابل، أشارت الهيئة إلى صد قواتها 14 هجوما بريا على محور مارينكا، مؤكدة تكبد القوات الروسية هناك خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
من جهتها، أفادت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية بمواصلة استهداف قواتها لمواقع الجيش الروسي على جبهات خيرسون وزاباروجيا جنوبي البلاد، وأن القوات الروسية ترد على استهداف مواقعها بضرب مناطق مأهولة بالسكان.
وأضافت الهيئة أنه تم القضاء على نحو سريتين عسكريتين روسيتين على طول خط التماس في خيرسون وزاباروجيا وأفدييفكا.
وفي السياق ذاته، أكد الجيش الأوكراني أن قواته نفذت خلال الساعات الماضية 15 غارة جوية على مواقع تركز الأفراد والعتاد الروسيين، إضافة إلى استهداف منظومات صاروخية وتدمير نقطة سيطرة ومستودعين للذخيرة. كما قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن الوضع العملياتي يشهد توترا على طول الجبهات الجنوبية. وأضافت أن القوات الروسية تكثف من قصفها للمناطق المدنية كما تواصل تعزيز تحصيناتها في تلك الجبهات.
في غضون ذلك، قال قائد القوات البرية الأوكرانية ألكسندر سيرسكي اليوم السبت إنه زار جبهة باخموت شرقي البلاد، دون أن يذكر وقت الزيارة.
وبث صورا له على صفحته في تليغرام مع عدد من الجنود، وقال إنه يواصل العمل معهم على الخطوط الأمامية وإن القوات الروسية تتكبد خسائر كبيرة. كما أشار إلى أنه تمّ التخطيط لمزيد من الإجراءات مع قادة الوحدات على الأرض.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا تواصل إعادة نشر وحدات نظامية على جبهة باخموت، بعد إكمال مجموعة فاغنر انسحابها من المدينة، باتجاه ما سمتها بالمناطق الخلفية. وأضافت أن القوات الروسية المحمولة جوا باتت تتولى دورا متزايدا في المدينة. وأشارت إلى أن الروس أجبروا على نشر قوات من النخبة، للحفاظ على الخط الأمامي في باخموت، لكنها رجحت أن تكون تلك القوات بأكملها أقل مرونة، في الرد على ما وصفته بالتحديات العملياتية.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لصحيفة “وول ستريت جورنال” إنّ أوكرانيا جاهزة للهجوم المضاد على القوات الروسية، لكنه أشار إلى أنه لا يعلم كم ستستغرق هذه العملية.
وقال إن أوكرانيا كانت تود الحصول على مزيد من الأسلحة من الغرب من أجل الحملة المقبلة، لكنها مع ذلك مستعدة للتحرك. كما أشار إلى الحاجة الماسة لمزيد من منظومات “باتريوت” للدفاع الجوي لحماية مواطنيه من القصف الجوي الروسي وحماية قوات الخطوط الأمامية.
وبخصوص عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، دعا زيلينسكي الحلف إلى تقديم مسار واضح لهذه العضوية. وعبّر عن خشيته من أن تؤدي الانتخابات الأميركية العام المقبل إلى وصول إدارة أقلّ دعما لأوكرانيا إلى السلطة.
وفي وقت سابق، تحدث زيلينسكي في رسالته عبر الفيديو مساء الجمعة، عن ان سكان كييف اشتكوا من نقص في الملاجئ المحصنة وإغلاق بعضها وصعوبة الوصول إليها. وأضاف أنه في بعض المناطق لم تكن هناك ملاجئ على الإطلاق. وقال لا يمكن تبرير هذا المستوى من الإهمال في المدينة”، وأصدر أوامره للحكومة بالتعامل مع هذه المسألة.
وفي اجتماع مع هيئة القيادة العامة الأوكرانية، قال زيلينسكي أيضا إن هيئة القيادة العليا ناقشت جميع التفاصيل المتعلقة بنظام الدفاع الجوي لبلاده. كما أمر بإجراء تقرير استخباراتي شامل عن الدول التي تساعد روسيا في زيادة إنتاج الصواريخ والطائرات المسيّرة.
في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي بالعاصمة الفنلندية هلسنكي، أن بوتين حاول منذ سنوات التفريق بين الدول الغربية، وأن أهدافه أصبحت واضحة بعد شنه الحرب على أوكرانيا. ورفض أي وقف لإطلاق النار غير مناسب لكييف، مشددا على أن الاستمرار في تسليح أوكرانيا وتعزيز قوتها هو السبيل الوحيد لتحقيق “سلام حقيقي”.