ماذا وراء خطف وقتل الحصروني؟

ماذا وراء خطف وقتل الحصروني؟

حسين عطايا

لاشك ان عملية اختطاف وقتل الياس الحصروني منسق منطقة بنت جبيل سابقاً في القوات اللبنانية وعضو المجلس المركزي حالياً، ليست عملية عادية وتنتهي بدفن المغدور وإقامة قداس وجناز عن روحه في مسقط رأسه وانتهت .
بعد ستة ايام من قتله ودفنه والتي اعتُبرت عملية موته من جراء حادث سيارة ، بدأت تتظهر المعلومات وفق ما بينته الكاميرات المزروعة في المنطقة ، والتي تُظهر قطع الطريق عليه من قِبل سيارتين ذوي زجاج داكن ترجل منها مسلحان واقتاداه هو وسيارته الى منطقة حرجية حيثُ وجِد الى جانب سيارته مقتولاً ، وبدأت القوى الامنية بحثها وتحرياتها لكشف الفاعلين والتي ستُقيد ضد مجهول، لان عمليات الاغتيال السياسي غير مسموح كشفها في لبنان ، وكونها تطال قوى الامر الواقع والفاعلة والتي وحدها تمتلك القدرة على التحرك بحرية وفاعلية وتمتلك القدرة على تنفيذ العمليات بمهنية عالية وحرفية، والجميع يعرفها لكنه يخشى من كشف الحقيقة .

“السؤال الآن” علمت من مصدر مقرب وموثوق ، بأن عناصر القوى الامنية حاولت العبث بمسرح الجريمة وحاولت نقل السيارة قبل الكشف عليها، ولولا تدخل اهل واقارب الشهيد لمنع العبث بمسرح الجريمة ونقل السيارة، وإعتراض الاهالي الذين أبلغوا من قبل عناصر القوى الامنية ان القرار من المقدم المسؤول عنهم الذي امرهم بنقل السيارة ، ومن ناحية اخرى استطاع شباب المنطقة تفريغ الكاميرات قبل ان يعمد احد إلى العبث بها ايضاً والتي تُظهر بوضوح اعتراض سيارة المغدور وخطفه ثم تصفيته .
إذن، الادلة تؤكد على عملية الخطف قد حصلت وبالقرب من ثكنتين للجيش اللبناني ، وهذا يُبرهن بأن من قام بتنفيذ العملية على دراية تامة بجغرافيا المنطقة وبالتالي على علم بدقائق الامور واقدموا على عملهم بمهنية وحرفية تامة وهم مرتاحين للاوضاع المحيطة بهم .

وقالت مصادر أمنية  أن التحقيقات الأولية في وفاة الياس الحصروني ترجّح تعرضه لعملية قتل والجهات الأمنية المعنية تواصل العمل لكشف ملابسات ما حصل والتأكيد على المعلومات والأدلة التي بحوزتها.  واشارت  الى ان تقرير الطبيب الشرعي أظهر ان  حصروني قُتل خنقًا وضُرب بالمسدس على رأسه وعند القفص الصدري ما أدى الى كسر ضلوعه وخرقها للرئة ثم تم رمي الجثة قرب موقع السيارة.

وفي السياق، قال رئيس بلدية عين إبل عماد اللوس: “بلدية واهالي عين ابل يستنكرون الاعتداء الاثيم على الياس الحصروني الذي قضى بحادث مدبّر اذ تمّ اختطافه واقتياده بسيارته الى طريق مقفر حيث وجد في جلّ تحت الطريق بجانب سيارته”. وأضاف: “نطلب من القوى الامنية التي اصبح بحوزتها الدليل القاطع على عملية الاختطاف ان تقوم وباسرع ما يمكن بالكشف عن قتلة الحصروني وانزال اشد العقوبات بهم حفاظاً على امن المنطقة”.

السؤال المطروح الآن :

هل عملية إغتيال الحصروني هي بداية موجة اغتيالات سياسية جديدة ، وهذه المرة قد تطال الناشطين في الجنوب والذين يُسببون الازعاج والاحراج لحزب الله ؟
واستطراداً هل المطلوب تفريغ المنطقة من ابنائها المسيحيين وتهجيرهم للبدء بمشروع فيدرالية طائفية ؟ او ان الامر محصور فقط في تصفية القوات اللبنانية وحدهم وبذلك تكون رسالة للضغط على القوات لتسير بركب مرشح حزب الله على الحامي وليس على البارد كما حصل في العام ٢٠١٦ .

كل هذه التساؤلات وغيرها مطروحة والاجوبة عليها قد تظهر في المستقبل القريب او تستطيع القوى الامنية من كشف الفاعلين ومن الجهة التي تقف خلفهم ، وهذا الامر مُستبعد ، كما  حصل سابقاً في كل جرائم الاغتيال وليس آخرها جو بجاني ، والعميد ابورجيلي، ولقمان سليم .

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني