فوزي لقجع… في لقطة مشينة
عبد السلام بنعيسي
أثناء نقل المباراة التي جمعت المنتخبين المغربي والكونغولي، برسم التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقرر تنظيمها بدولة قطر، شوهد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، في لقطةٍ تلفزيونية، وهو يدخن سيجارته، بدا الرجل في اللقطة يعبُّ إلى داخل صدره كمية كبيرة من دخان السيجارة، لقد ظهر رئيس الجامعة في الشاشة، وسط الجمهور، يدخن بشراهة لا حدود لها…
رغم حالة التوتر التي كان عليها السيد فوزي لقجع خلال متابعته مجريات المباراة، فإنه كان مطالبا بالتحكم في أعصابه وتصرفاته، وكان ملزما بمراعاة الصور التي يظهر فيها للجمهور الواسع للمباريات الرياضية، إنه رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم، ويتعين عليه، بهذه الصفة، إعطاء القدوة لشبابنا الذين يشاهدون مباريات كرة القدم، بألا يظهر أمامهم وهو يدخن بذلك النهم الذي بدا فيه لنا.
فكما هو معلوم، فإن التدخين مضِرٌّ ضررا شديدا بالصحة، ولقد خصصت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في كل مكان من العالم، 31 مايو، من كل عام، يوما عالميا للحثِّ على الامتناع عن التدخين، بإبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ، والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه. فلقد أكدت الأبحاث والدراسات الطبية أن التدخين يتسبب في أمراض خطيرة تفتك بمدمنيه، من قبيل أمراض الرئة، والمعدة، والكبد، وأنه يتسبب في السرطان، وفي تسوس الأسنان، وأنه ينخر صحة الإنسان ويهلكها، ويؤدي إلى وفيات عديدة يمكن تفاديها.
رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم يفترض فيه أن يكون على إلمامٍ بهذه المعطيات، وأن يكون مربيا لشبابنا، إنه في موقعٍ له تأثيره على هذا الشباب الذي يعشق كرة القدم وكل ما هو متربط بها، فكل سلوك يصدر عن السي لقجع، قد يصبح مرجعا بالنسبة لهؤلاء الشبان، وقد يقلدونه فيه، فإذا رأوه يدخن أمامهم، فإن التدخين قد يبدو لهم أمرا عاديا، وليست له مخاطر على صحتهم، وقد يتعاطونه كما يتعاطاه رئيس جامعة كرة القدم التي يهوونها، ولذلك فإن على السيد لقجع أن يقدم المثال لهؤلاء الشباب بالظهور أمامهم في صورة الرياضي غير المدمن على التدخين، وألا يصدر عنه إلا السلوك المضبوط والجيد، فظهوره في تلك اللقطة، يدخن بتلك الشراهة، كان ظهورا مشينا.
بإمكان رئيس الجامعة المغربية ممارسة حريته، والتدخين كما يحلو له، ولكن بشرط أن يكون تدخينه في أماكن بعيدة عن الجمهور الرياضي الواسع والذي يتكون في معظمه من الشباب، فهؤلاء في حاجة لمن ينبههم إلى مخاطر التدخين، وينهاهم عن هذه العادة السيئة، وينصحهم بالابتعاد عنها، وليسوا في حاجة لمن يستحثهم، بطريقة غير مباشرة، كما فعل السي لقجع، على الابتلاء بها…