مواجهات في القدس بعد مسيرة أعلام المستوطنين الاستفزازية
السؤال الآن ـــ تقارير ووكالات
وثّق مقطع فيديو لحظة هروب عدد من المستوطنين وقوات الاحتلال التي جاءت لحمايتهم خلال مسيرة استفزازية في البلدة القديمة بالقدس، وذلك بعدما تصدى لهم المقدسيون برش الغاز وإلقاء الكراسي البلاستيكية. وأظهر المقطع هروب المستوطنين الذين أصيبوا بالاختناق، وهرولة القوات الإسرائيلية بعيدا.
وكان عدد من المستوطنين شاركوا في مسيرة استفزازية في البلدة القديمة بالقدس، وسط تأدية الرقصات والطقوس التلمودية بحماية قوات الاحتلال
وقد اقامت قوات الاحتلال الاسرائيلي سواتر حديدية في منطقة باب العامود، بعد ظهر اليوم الأحد، وانتشرت قواتها في أحياء مدينة القدس المحتلة بشكل مكثّف، وأفرغت محيط المنطقة من وجود الفلسطينيين لتأمين مسيرة أعلام المستوطنين الاستفزازية، كما اعتقلت عددا من الشبان الفلسطينيين هناك ومن داخل أحياء بلدة القدس القديمة.
وشوهد عدد من المستوطنين في ساحة باب العامود وهم يرقصون بالأعلام الإسرائيلية. وكان عشرات المستوطنين رفعوا العلم الإسرائيلي في ساحات الأقصى، صباحا، وأقاموا شعائر تلمودية جماعية في ساحاته بحراسة شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي تمادت في قمع الفلسطينيين بساحات الحرم ومحاصرة المصلى القبلي. واعتقلت الشرطة نحو عشرين فلسطينيا بزعم أنها اعتقالات “وقائية”، ومنعت عددا من الحافلات التي استقلها مواطنون من منطقة أم الفحم من الوصول إلى القدس.
يذكر انه لأول مرة يتم رفع علم الاحتلال خلال اقتحامات المستوطنين لساحات الحرم، كما سمحت شرطة الاحتلال لأول مرة للمستوطنين بتأدية شعائر تلمودية جماعية والانبطاح في ساحات الحرم وما يسمى بـ”السجود الملحمي”، وذلك على الرغم من قرار صادر عن المحكمة المركزية في القدس المحتلة الذي حظر هذه الطقوس التلمودية بالأقصى.
وأغلقت شرطة الاحتلال باب المغاربة أمام اقتحامات المستوطنين في الفترة الصباحية، حيث أظهرت إحصاءات منظمات “الهيكل” المزعوم أن حوالي 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى، وعلى راسهم عضو الكنيست ورئيس حزب “عوتسما يهوديت”، إيتمار بن غفير صباحا بالإضافة إلى مجموعات من المستوطنين، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي حاصرت المصلى القبلي، ومنعت المصلين دخوله والاعتكاف به، كما فرضت تقييدات على دخول الفلسطينيين لساحات الحرم.
وتمكن العديد من الفلسطينيين لاحقا، من كسر الأقفال التي وضعها عناصر شرطة الاحتلال على أبواب المصلى القبلي، حيث تم قمعهم بالغاز المسيل للدموع، فيما أعاد عناصر شرطة الاحتلال إغلاق أبواب المسجد القبلي بالسلاسل الحديدية.
واعتقلت شرطة الاحتلال 10 فلسطينيين من ساحات الأقصى، فيما تمادت مجموعات من المستوطنين بالعربدة والاعتداءات على الفلسطينيين، حيث أصيب العشرات بالاختناق والحروق عقب قيام المستوطنين برش غاز الفلفل على المصلين عند باب الحديد بالأقصى، فيما اعتقلت قوات الاحتلال رائد حجازي من شارع صلاح الدين، وهو أحد كوادر الشبيبة بالقدس.
واستدعت قوات الاحتلال القيادية في فتح منى بربر للتحقيق، واقتحمت منزل عبد الله شويكي في منطقة الثوري وطالبت عائلته بتسليم نفسه.
وردا على اقتحامات المستوطنين للأقصى، قال خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري “على كل فلسطيني أن يعمل جهده للوصول إلى المسجد الأقصى بكل السبل، ولا بد من الحشد والنفير للتصدي لاقتحامات المستوطنين لباحات المسجد“.
بدوره، دعا مدير الوعظ والإرشاد في المسجد الأقصى رائد دعنا، أهل الضفة الغربية والداخل الفلسطينيين بالوقوف وقفة مشرفة وأن يكونوا اليوم بجانب المقدسيين للتصدي لسلسلة الاقتحامات الضخمة والكبيرة من المستوطنين التي تهدد الأقصى.
في مخيم الدهيشة قضاء بيت لحم، أصيب 3 مواطنين خلال حملة مداهمات واعتقالات شنتها قوات الاحتلال في المخيم فجرا، فيما أصيب جندي من جيش الاحتلال بجروح وصفت بالطفيفة خلال المواجهات في المخيم.
واندلعت مواجهات في المخيم عقب اقتحام قوات الاحتلال له، ما أدى لإصابة فتى بجروح خطيرة بعد أن أصيب بطلق ناري في الصدر، وشابين آخرين أصيبا بجروح متوسطة إلى طفيفة، ونقلوا إلى مستشفى بيت جالا الحكومي لتلقي العلاج.
وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت عددا من المواطنين من مناطق مختلفة بالضفة، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال بزعم المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، بحسب ما أفاد نادي الأسير.
إلى ذلك، تعرضت مركبة مستوطن فجر اليوم، لإطلاق نار من قبل مسلحين قرب مفترق زيف جنوب جبال الخليل. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن عملية إطلاق النار لم توقع أي إصابات، فيما أجرى جيش الاحتلال عمليات تفتيش في المنطقة.
وفي نابلس، تعرضت حافلة للمستوطنين لإطلاق نار من قبل مسلحين، دون أن يعلن عن أي إصابات بصفوف المستوطنين.