غورباتشوف.. أبرز الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ الروسي

غورباتشوف.. أبرز الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ الروسي

غورباتشوف بين اعتباره مثيرا للدهشة، واعتباره يهوذا الإسخريوطي،

يدفن الرجل بعيداً عن أصدقائه وقيمهم التي عمل جاهداً لأجلها وبتكريم من بوتين

د. زياد منصور

          بعضهم قال عنه إنه دمّر الاتحاد السوفييتي وقضى عليه. البعض الآخر اعتبر أنه منح الحرية للبلاد. وبغض النظر عن هذه الآراء وتعددها، في النهاية توفيت إحدى أبرز الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ الروسي. 

          لن نتحدث عن الصعود السياسي لغورباتشوف، الأهم هو التذكير أن هذا الصعود فيه الكثير من علامات الاستفهام، ففي سن التاسعة والأربعين، أصبح عضوًا مرشحًا في اللجنة المركزية، وكان يُرجح أن يكون رئيس قسم الدعاية في اللجنة المركزية، أو وزيراً للزراعة، أو ربما المدعي العام لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. لكن في 17 أيلول-سبتمبر 1978، التقى الأمين العام ليونيد بريجنيف، الذي كان مسافرًا من موسكو إلى باكو مع قسطنطين تشيرنينكو، في محطة مينيرالينيه فودي مع يوري أندروبوف، الذي كان يقضي إجازة هناك، وغورباتشوف، مع مسؤول إقليم ستافروبول غورباتشوف، الذي نال إعجاب بريجنيف. وبعد شهرين، أصبح ميخائيل سيرغيفيتش أمينًا للجنة المركزية، وبعد ذلك بعامين انضم إلى نخبة النخبة – وأصبح عضوًا في المكتب السياسي. لكن الرحيل كان من نصيب ثلاثة أمناء عامين الواحد تلو اآخر (توفي بريجنيف، وحلّ محله تشيرنينكو، ثم أندروبوف)، وكل هؤلاء كان غورباتشوف يستقبلهم ويستضيفهم في مينفودي، مع كل ما تقتضيه شروط الضيافة. كل ذلك جرى إلى أن قدّر لغورباتشوف أن يصبح قائداً للحزب والدولة في 11 آذار-مارس 1985 – وبالتالي، زعيماً لإحدى أكبر القوتين العظميين في العالم.

          دون شك، وحدها هذه الوقائع تدل على بعد أنماط وطرق تطور الكادرات وتسلقها في الاتحاد السوفييتي السابق، والتي بدأت تقريباً تأخذ هذا المنحى الانتهازي في نهاية عهد الأمين العام السابق ليونيد إيليتش بريجنيف. لقد تم اقتراح ترشيحه لقيادة البلاد في اجتماع المكتب السياسي من قبل رأس وزارة الخارجية السوفيتية في تلك الفترة أندريه غروميكو، وهو من أكثر المسؤولين الذين تربعوا على عرش الخارجية في العهد السوفييتي. أما لماذا اختاره غروميكو، فهذا شأن آخر يحتاج إلى بحث أعمق.

          عصر غورباتشوف: البيريسترويكا ، الغلاسنوست ، وانهيار الاتحاد السوفيتي

في 15 آذار-مارس 1990، في المؤتمر الاستثنائي الثالث لنواب الشعب لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، انتخب ميخائيل سيرغيفيتش رئيسًا للاتحاد السوفيتي. لكن بعد عام ونصف، انهارت حياته السياسية. نتيجة “لانقلاب آب” عام 1991، أمضى غورباتشوف أكثر من ثلاثة أيام في شبه جزيرة القرم في فوروس، دون أن يتمكن من حكم البلاد. وبعد عودته إلى موسكو، استقال من صلاحياته كأمين عام وأمضى ثلاثة أشهر يحاول دون جدوى توحيد الجمهوريات التواقة للخروج من الاتحاد السوفيتي. في 8 كانون الأول-ديسمبر، وقّع قادة ثلاثة منهم، يلتسين (روسيا الاتحادية)، وكرافتشوك (أوكرانيا) وشوشكيفيتش (بيلاروسيا)، ميثاق بيلوفيجسكايا، الذي دفن فعليًا الاتحاد السوفيتي. وفي 25 كانون الأول-ديسمبر 1991، أعلن غورباتشوف في خطاب متلفز أنه لم يعد رئيسًا لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وسلم الحقيبة النووية إلى الرئيس الروسي بوريس يلتسين.

ما هي الإنجازات والإخفاقات والخطط؟

ما سمي بالتسريع، الغلاسنوست (الشفافية)، البيريسترويكا (إعادة البناء) -هذا هو عهد غورباتشوف 1985-1987.

غورباتشوف هو أيضاً مطلق حملة مكافحة الكحول وقطع دابر منتجي النبيذ. عهد غورباتشوف هو عهد مأساة تشيرنوبيل، بداية الصراعات العرقية والأثنية والمذهبية في أطراف الاتحاد السوفياتي، انسحاب القوات من أفغانستان – حاول التعامل للسيطرة على نتائج الحدث الأول، لكن مع الحدث الثاني كان هو من حرض عليه وسعى إليه.

أعطى الحرية للمبادرة الخاصة ووسائل الإعلام. كما أصلح الحزب، و “أطلق” أيادي البلدان الاشتراكية. نتيجة لذلك، انهار جدار برلين، وانهار حلف وارسو والكوميكون (مجلس التعاون الاقتصادي للدول الاشتراكية)، وبدأ الجيش السوفييتي في مغادرة أوروبا الشرقية.

خلال ست سنوات من قيادته للبلاد، انخفض احتياطي الذهب 10 مرات، وتضاعف الدين الخارجي.

في عام 1990، حصل غورباتشوف على جائزة نوبل للسلام لمساهمته في تحويل المواجهة بين الشرق والغرب إلى نوع من المفاوضات. فهو من أزال الستار الحديدي بين “نحن” و “هم”. لم تكن هناك حرب كبرى – لا في الفضاء ولا على الأرض.

بعد تركه للسلطة بدأ يتعاطى بشؤون مؤسسة غورباتشوف والتقى بقادة سابقين من الدول الكبرى. بعد وفاة زوجته قبل 23 عامًا، ابتعد بشكل متزايد عن الشؤون العامة وغيرها. في السنوات الأخيرة، كان يعاني من مرض خطير. لقد رحل – وسيقول البعض: لقد جلب للروس الحرية. آخرون قضى على بلاد الاشتراكية، فيما البعض من غير الشتامين سيقول دعونا نصلي لذكراه دون أن نتذكر الإهانات وما تعرضنا له.

هل هو من دمر الاتحاد السوفييتي؟

          ليس هناك من جواب موحد حول ذلك، لكن الأهم أن الرأي الغالب أن غورباتشوف هو من فعل ذلك، وبغض النظر عن أن للانهيار أسبابه العميقة المتصلة بالأزمات المتراكمة والحصار الغربي، لكن عوامل السقوط كانت تلوح من خلال ارتكابات الجبهة المتراصة من النخب الحزبية “النومينكلاتورة”، هذه الطبقة المرفهة والفاسدة والبيروقراطية كان لها إسهامها الرئيس في الانهيار، فالظروف الخارجية كانت قائمة، لكن الاتحاد السوفييتي صمد في مواجهتها ثمانية عقود.

دون أدنى شك، فإن هذا الشخص كان محظوظاً جدا. لكن هذا لا يكفي وحده لأن يتمكن من حكم أقوى دولة في القرن العشرين – الاتحاد السوفيتي. أثبت ميخائيل سيرغيفيتش غورباتشوف ذلك أكثر من أي شخص آخر. من الصعب، ربما حتى عن قصد، كان من الممكن تنصيب زعيم غير مناسب للاتحاد السوفيتي في الثمانينيات كمخائيل غورباتشوف. فبعد عدة سنوات من الركود والكساد وحكم الشيخوخة، ظهر على المسرح من بدا منتجًا شابًا وحيويًا من لدن البيروقراطية السوفيتية عينها. على مدار ست سنوات من حكمه، تمكن غورباتشوف المسالم للغاية من تدمير الطاقة النووية قطعة قطعة. وبفضل هذا  حصل على جائزة نوبل. بالمناسبة، كان القادة الغربيون هم السباقون في مدح جهود “غوربي” بعد وفاته كما كانوا يلقبونه في الغرب.

مع كل الصفات الشخصية الإيجابية، كان لدى غورباتشوف نواقص لا شك فيها، منها تعطشه للسلطة. خلاف ذلك، من الصعب تفسير سبب قراره بترأس أقوى دولة واستحداث منصب الرئيس، بدل الإبقاء على منصب الأمين العام. ربما كان هذا هو أكبر خطأ لدى غورباتشوف – كان ينبغي أن يترك الكرملين دون قيادته. ميخائيل سيرغيفيتش، كان غير مدرك تمامًا لما كان يحدث، كان يندفع في البحث، وأحيانًا يتخلى عنه بعض الشيء، وأحيانًا لا يتوقف عن إكمال الإصلاحات التي بدأها.

ونتيجة لذلك، أدى عدم اكتمال الإجراءات والإصلاحات والشذوذ عن القواعد، والقائم بشدة على الشفافية المسعورة التي أرادها الرجل، كل هذا دفع بالعالم إلى أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين.

فعلياً بعد غورباتشوف بدأت عملية تبييض وتلميع ما قام به، وبدأ المؤرخون والمحللون بتقديم تصور مشوش عن أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي. خلال الثمانينيات، كانت البلاد في حالة حمى شديدة – تشيرنوبيل، وزلزال سبيتاك في أرمينيا، والحرب في أفغانستان، وانخفاض أسعار النفط، والإنفاق الهائل على سباق التسلح… لكن من السذاجة البحث عن أسباب الانهيار فقط بسبب هذه العوامل.

 في 1941- 1945، مر شعب الاتحاد السوفيتي بتجارب أعظم بكثير وخرج منتصرا، مما أدى إلى توسيع نطاق نفوذه في العالم بشكل كبير. لا يمكن اعتبار الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد في الثمانينيات أحد أسباب تدمير الدولة أيضًا، إذ، نجت الولايات المتحدة من “الكساد الكبير” الأكثر خطورة في الثلاثينيات دون خسائر إقليمية. احتاج الاتحاد السوفيتي إلى يد حازمة وعقل بارد، لكن البلاد حصلت على مسؤول ضعيف رقيق الجسم متعطش للسلطة اعتاد على تنسيق خطواته السياسية مع زوجته.

تحت قناع السلم

هناك اليوم من يذرف الدموع على وفاة غورباتشوف، ويعتبره رجل السلم الأول في العالم. وفقا لهؤلاء، كان الهدف الرئيسي، الذي رمى إليه الرئيس الأول لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية طوال حياته، هو السلام العالمي واحترام حقوق الإنسان.

في الواقع، تنفسوا الصعداء في مكان ما في الغرب عندما اقترح غورباتشوف ذات مرة إنشاء عالم خالٍ من الأسلحة النووية بحلول عام 2000. كانت الخطوة الأولى نحو ذلك هي المعاهدة غير المربحة تمامًا بشأن الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى في عام 1987. هذه الصواريخ التي كان عليها في القرن الماضي، في حالة حدوث فوضى، أن تضرب “مراكز صنع القرار”.

بفعل هذه الاتفاقيات دمرت الولايات المتحدة 846 صاروخًا، ودمر الاتحاد السوفيتي على الفور 1846 من أحدث صواريخ “أوكا”. لم تشمل المعاهدة هذه الصواريخ العملياتية والتكتيكية، لكن أيضا جرى التخلي عن بعضها في محاولات غورباتشوف لإظهار الوجه الفضل والنيات الحسنة. في الوقت نفسه، لم يجبر الكرملين الأمريكيين على سحب أسلحتهم النووية التكتيكية من أوروبا أو تركيا. أي أن “صانع السلام” غورباتشوف وبيديه وضع البلاد في وضع غير موات أمام قوة نووية أخرى. لم يستطع ريغان الشرس المناهض للسوفييت انتظار مثل هذه الهدية حتى في أحلى أحلامه.

 بالمناسبة، أعاد الأمريكيون بناء جزء كبير من الصواريخ بالذكاء والبراعة لأنظمة أخرى. بينما قام الجيش السوفيتي بتحويل كل عمل من أعمال تدمير الأسلحة إلى عرض حقيقي.

لقد أظهر آخر أمين عام عيبه الرئيسي ودفع بإلحاح لتطبيق كافة شروط المعاهدة، التي كانت مهينة للبلاد، على الرغم من مقاومة النخب العسكرية. بعد عام 1987 بدأ الغرب يتحدث بشكل مختلف مع غورباتشوف، مما أدى إلى انهيار الكتلة الشرقية بشرط ووعد لفظي بعدم توسيع الناتو.

   دعونا نرى ما تركه غورباتشوف بعد ست سنوات من حكمه؟

لقد ترك كماً هائلاً من الصراعات المسلحة التي اندلعت في أجزاء من الإمبراطورية -ناغورنو كاراباخ، وترانسنيستريا، والحرب في طاجيكستان، والحروب الشيشانية، والصراعات الجورجية -الأبخازية، والأوسيتية، والإنجوشية. وأخيراً الأزمة الأوكرانية.

 مستشعرةً بضعف المجلس الأعلى، نظمت النخب الإقليمية جولات هروب حقيقي من تحت سلطة المركز (موسكو)، وكان نتاجها اتفاقات بيلوفيجسكايا التي أنهت الاتحاد.

غورباتشوف كان رجلاً كان يثير الدهشة

لقد عرف غورباتشوف كيف يفاجئ. أولاً، الأمريكيون، الذين لم يتوقعوا مثل هذا الالتزام السريع من الأمين العام لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. في وقت لاحق، فوجئ البيت الأبيض، إن لم يكن كان خائفًا، من التدمير السريع لمنافسه الجيوسياسي الرئيسي.

أدهش غورباتشوف الشعب السوفيتي، المنهك من التجارب التي كان يجريها عليه.

أدهش الجميع عندما قامت مجموعة من الانقلابيين بحجزه في فوروس.

أدهش العالم عندما شارك في دعاية عن البيتزا الأمريكية في سنوات الجوع في التسعينيات.

أدهش الجميع عندما عاش بعد ثلاثين عامًا من حكمه المزعج، وكان في الغالب يعيش في حالة من البحبوحة والنعمة ـ وعاش مرتاحًا ومحترمًا. الشيء الوحيد الذي اختفى هو مؤسسة غورباتشوف لإكتمال الصورة.

بوتين يودع غورباتشوف، ويقف أمام نعشه

لقد أدهش غورباتشوف الجميع حتى بعد وفاته، عندما جاء فلاديمير بوتين ليودعه عند نعشه. يقولون إن غورباتشوف سيدفن كرجل دولة بكل مرتبات الشرف.

ماذا أراد بوتين من ذلك؟

لا يمكن التكهن ما يدور في خلد الرجل، ولكنه يتميز بقدرة عالية على إرسال الرسائل في كل الاتجاهات. قرر بوتين توديع الرئيس الأخير للاتحاد السوفييتي، ليس في الوقت الذي ستجري فيه مراسم التشييع، بل قبل يومين بسبب رحلته إلى كاليننغراد الروسية التي تعيش حصاراً شديداً، وهذه أولى الرسائل.

 دخل بوتين حيث سجي غورباتشوف على وقع موسيقى حزينة يحمل باقة ضخمة من الورود. توقف لبرهة، نظر إلى جثة الرجل، ثم نظر إلى صورة بجانب النعش تظهر غورباتشوف واقفا وراء مكتبه ويضع يديه على الطاولة. استمهل ثوان ثم عاد ونظر إلى وجهه، واقترب من النعش واضعا يده اليسرى عليه مودعاً، رسم الصليب على صدره وخرج.

إنها رسالة إلى الآسفين على وفاة غورباتشوف في الغرب، بأن الرجل الذي يتعرض لحصار شديد ويشن جيشه حربا ضد العالم الحر، يودع صديقهم الأول، بكل ما تقتضيه مراسم الوداع من خشوع، فهو ليس عدوانياً ولا رجل خرج من الغابات، هو ديموقراطي، متشرب قبل العملية الغربية بكل مظاهر البرتوكول والإطيقا الغربية، بل كان يتباهى بها، رجل يتفن فن إدارة الحروب، والتفاوض من اجل السلم ولو من خلال وداع “غوربي”.

من المستحسن هنا أن نتوقف عند ما أعلن عنه الرئيس السابق غورباتشوف عما قام به بوتين في القرم وغيره، ولعل في ذلك هو جوهر الرسائل الأساسية التي قد تنصف الرجل، وتزيح عنه صفة يهوذا الإسخريوطي كما لقبته بعض وسائل الإعلام الروسية.

ما هو رأي غورباتشوف في موضوع ضم القرم؟

لقد أدلى رئيس الاتحاد السوفييتي بسلسلة تصريحات أثارت التباساً لدى حلفائه وأصدقائه في الغرب، لكن لا بدّ من التوقف عندها، لما لها من أهمية بشأن القضايا الملحة التي واجهت روسيا في العقد الأخير.

في حديث لصحيفة كومسمولسكايا برافدا حول ضم القرم، قال غورباتشوف “قلت: أوافق على ضم شبه جزيرة القرم، لأن الناس، أهالي القرم، صوتوا بالإجماع على الانضمام لروسيا. لم أكن أتوقع حتى أن تكون قضية الضم قد نضجت عندهم إلى هذا الحد. ماذا عن القانون الدولي؟ عندما انهار اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، أين كان القانون الدولي؟ اتضح أن الغرب وثق بنا؟ جيد. فليكف إذن عن المزيد من التدخل. أنا أدافع عن الحقيقة. والحقيقة في هذه الحالة هي أنه لا يمكن فصل القرم عن روسيا.  القرم هو مولود روسيا. نحن لا نعيد إحياء الاتحاد السوفياتي. لم ننجح. نعم، وهذا ليس ضروريًا”.

في عام 2014، وفي مقابلة مع بي بي سي، قال:” “أمامكم رجل والدته أوكرانية، ووالده روسي. زوجتي الراحلة أوكرانية. هذا هو مجتمعنا. ظهرت أوكرانيا كدولة في ظل الحكم السوفيتي. وقبل ذلك كانت أراضي روسية “.

“عندما انتهت اتفاقية بيلوفيجسكايا Belovezhskaya… لم ينبس أحد بكلمة واحدة عن شبه جزيرة القرم، والتي تم نقلها إلى أوكرانيا ببساطة. عندما كانت الحدود الإدارية شكلية فقط في بلد ضخم، كان يحدث كل شيء في دولة واحدة. لكن عندما تم تقسيمها إلى دول مستقلة، كان من الضروري مناقشة مصير شبه جزيرة القرم، التي كرس الروس من أجلها جهودا استمرت لقرون. لقد خلقوا البلد كله. وكم هناك الآن؟ حوالي 14 مليون. يجب أن يؤخذ هذا في الاعتبار “.

في مقابلة مع صحيفة شبيغل الألمانية، قال غورباتشوف: “أنا نصف أوكراني. كانت والدتي أوكرانية، وكذلك زوجتي رايسا. كانت أولى كلماتي الثرثرة باللغة الأوكرانية، وأول الأغاني التي سمعتها كانت الأوكرانية. إقليم ستافروبول، حيث ولدت وترأست اللجنة الإقليمية للحزب، عملت في السنوات السوفيتية بشكل وثيق مع منطقة دونيتسك في أوكرانيا، حيث تدور هذه الحرب الوحشية اليوم. ثم ساعدنا بعضنا البعض. كنا أصدقاء ونعيش في نفس الدولة. لدي أيضًا أصدقاء وأقارب في أوكرانيا – مثل معظم الروس “.

رأي غورباتشوف في مقابلة أيضاً مع صنداي تايمز 2016: ”لقد دافعت دائمًا عن التعبير الحر عن إرادة الشعب، وفي شبه جزيرة القرم أرادت الأغلبية إعادة التوحيد مع روسيا. كنت سأفعل الشيء نفسه لو كنت مكان فلاديمير بوتين في هذا الموقف. كان بإمكاني التخلي عن القرار في ذلك الوقت فقط لأنه كان لا يزال لدي الاتحاد السوفيتي، وكانت شبه جزيرة القرم جزءًا منه “.

<

p style=”text-align: justify;”>في الواقع، يقال عن الراحلين إما أن يكونوا طيبين، أو لا يكونوا كذلك. وهذا يبقى للتاريخ.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. زياد منصور

أستاذ جامعي وباحث في التاريخ الروسي