وَصِيَّةٌ إلى طِفْلَةٍ لَمْ تُولَد..

وَصِيَّةٌ إلى طِفْلَةٍ لَمْ تُولَد..

عبد الجبار العلمي

يا طِفْلَتي

لا تُقْبِلي مِنْ عَالَمِ السُّكونْ

فَهَذهِ الْمَدائِنُ الْحَزِينهْ

لا تَعْرِفُ السَّلامْ

وَالْحُبَّ والوِصَالْ

سَماؤُها يَمْلَؤُهَا السَّوَادْ

وَلَعْنةُ الحُرُوبْ

تطوفُ في الدروبْ

والمَوْتُ والدَّمَارُ في بَيْرُوتْ

والْحُزْنُ في الْقُلُوبِ والْبُيُوتْ

فَكَمْ شَدَتْ فَيْرُوز ْ

لِلْحُبِّ وَالوئامْ !

وغَنَّتِ الأشْجارُ في الْجِبالْ

تُعَلِّمُ ِ الإِنْسَانْ

مَحَبَّةَ الإِنْسَانِ لِلْإِنْسَانْ

وَجَاءَ مِن عَلْيائِهِ جُبْرَانْ

لِكَيْ يُبَشِّرَ الأَنَامْ

بِالْخَيْرِ والصَّفاءِ والأَمَانْ

وَيَجْبُرَ الَّذِي انْكَسَرْ ..

مَضَى زَمَانُ الأَنْبياءِ يَا جُبْرانْ

لَهْفِي عَليكِ يَابَيْرُوتْ

لَهْفِي عَليكِ يَابَيْرُوتْ

لا تقُبْلي

يَاطِفْلَتي

حُقولُ هَذا الْعالَمِ المَجْنُونْ

لا تُنْتِجُ الثِّمارْ

وَالنَّهْرُ جَفَّ ماؤُه

وَجَفَّتْ الْبِحارْ

وَالفَجْرُ جَمَّدَ انْطِلاقَهُ الظَّلامْ

وَما سِوى الأَلَمْ

أُغْنِيةً تَعْزفُها أَصَابِعُ الدَّمارْ

فِي المرفأ الـْبَـعِيدْ ..

ظَلِّي هُناكَ طائِراً

ظَلِّي مَلاكاً طاهِراً

فَراشَةً مِنْ نورْ

فَالأَرْضُ لَيْسَتْ مَوْطِناً

لتَيْنَعَ الزُّهورْ ..

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد الجبار العلمي

شاعر وناقد مغربي