نواب الثورة يُسقطون جدار بري
حسين عطايا
عصر يوم الاثنين 23 أيار- ماي 2022 شرعت رافعات ضخمة في العمل بإزالة جداريات إسمنتية ضخمة، كانت قد أُقيمت على مداخل ساحة النجمة المؤدية إلى مقر مجلس النواب اللبناني في وسط بيروت، وكانت هذه الجداريات قد وضعت في فترة “انتفاضة ١٧ تشرين الاول” لحماية النواب من غضب الشعب المنتفض على سلطاتهم، أو ما أسماه الثوار “منظومة الحكم” التي حكمت لبنان منذ أكثر من ثلاثين عاماً، أي منذ أن وضعت الحرب اللبنانية أوزارها، على إثر اتفاق الطائف الذي أصبح دستوراً للبنان.
تم تطوير هذا الجدار على مراحل إلى أن اصبح شبيهاً بجدار برلين، الذي كان يقسم العاصمة الألمانية إلى قسمين: شرقي وغربي. أما في بيروت فشكل هذا الجدار حصنا يختبئ خلفه نواب المنظومة وميليشيا حرس مجلس النواب، التي كانت تطلق النار على الثوار، مما أدى إلى إصابة بعضهم في عيونهم.
أما اليوم وبعد الخامس عشر من أيار- ماي2022، بعد إجراء العملية الانتخابية وفوز عدد من الثوار فيها وتحولهم إلى نواب، اختلف الوضع لا سيما أن بعض النواب الفائزين من صفوف الثورة طالبوا بإزالة جدار العار، قبل انعقاد جلسة البرلمان لانتخاب رئيس للمجلس النيابي. هذا الأمر دفع رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته نبيه بري، وبعد تواصل مع وزير الداخلية بسام المولوي، والذي زار منطقة وسط بيروت، متحدثاً عن ضرورة إعادة إحياء بيروت، عبر إزالة الجداريات الضخمة التي تُحيط بساحة النجمة، حيث مجلس النواب، والتي تضررت اقتصاديا، بعد أن تم إقفال المحلات التجارية في محيط مجلس النواب، وبالتالي فهي بحاجة لتحريرها للبدء بدخول مستثمرين جدد لإعادة فتح تلك المحلات المتنوعة، والتي كانت مزدهرة فيما مضى.
وبينما لبنان على مسافة أيام قليلة من انعقاد الجلسة الأولى للمجلس الجديد، حيث سيتم انتخاب رئيس للمجلس النيابي، تدور إشكاليات كثيرة، خصوصاً أن لا مرشح شيعي آخر من خارج الثنائي الذي يحتكر تمثيل الطائفة الشيعية الكريمة.
سيدخل نواب الثورة إلى مجلس النواب وقد أُزيلت الحواجز والجداريات التي وضعت بمحيط المجلس لتحميه من شعبه.
مجلس يخاف على نفسه من شعبه هو مجلس ساقط لامحالة، لهذا ونتيجة التغيير الحاصل بعد الانتخابات، تطلب الأمر إزالة العوائق والحواجز الجدارية التي كانت “تُحصن” المجلس، ويختبيء خلفها أفراد ميليشيا مجلس النواب التابعة إلى رئيس المجلس مباشرة، ولا تتبع أجهزة الدولة اللبنانية الأمنية.