صفعات وقبلات من إيرين باباس المغربية

صفعات وقبلات من إيرين باباس المغربية

إيرين باباس مع الممثل المغربي العربي الدغمي في فيلم “عرس الدم”، وأوتوغراف باباس باللون الأخضر

عبد الرحيم التوراني

السينما العالمية في حداد. بعد رحيل السينمائي الفرنسي جون لوك غودار (93 عاما)، لحقت به بعد يومين الفنانة اليونانية إيرين باباس، وذلك عن عمر ناهز 96 عاماً. وقد نعتها وزيرة الثقافة اليونانية لينا ميندوني في بيان رسمي: “إن إيرين باباس جسّدت الجمال اليوناني على الشاشة وعلى المسرح”. كما تحدث عنها الجميع بوصفها أشهر ممثلة يونانية عالمية، مستحضرين بطولاتها الرائعة، وبالأخص في فيلم “زوربا ذا غريك” إلى جانب الممثل الأمريكي المكسيكي الأصل أنطوني كوين. أما العرب فتذكروا مشاركتها في فيلم “الرسالة”، ودورها في فيلم “عمر المختار” للمخرج الأمريكي من أصل سوري مصطفى العقاد.

استمدت باباس شهرتها العالمية بأدائها لأدوار البطولة في عدة أفلام شهيرة في فترة الستينات والسبعينيات. وكان آخر فيلم لها هو “إيه توكينج بيكتشر” (صورة تتكلم) عام 2003، إلى جانب الممثلة الفرنسية كاثرين دينوف والممثل الأمريكي جون مالكوفيتش.

ولم يتسرب أي خبر عن ظروف وفاتها ولا متى توفيت تحديدا. إلا أن وسائل إعلام يونانية تحدثت عن إصابتها في الأعوام الأخيرة بمرض الزهايمر.

حصلت إيرين باباس على عدد من الجوائز، من بينها جائزة أفضل ممثلة عام 1961 في مهرجان برلين السينمائي، وجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 2009 عن مجمل مسيرتها الفنية. واستمرت مسيرتها في مجال السينما على مدى أزيد من نصف قرن، استطاعت خلالها بأعمالها أن تحفر اسمها في في ذاكرة السينما عبر الأجيال.

سعاد حميدو مع إيرين باباس في مسلسل "حقيبة من كرتون"
سعاد حميدو مع إيرين باباس في مسلسل “حقيبة من كرتون”

لكن وإن التفتت قلة وأشارت إلى تمتعها بصوت جميل، إذ كانت مغنية كبيرة وحقيقية، إلى جانب موهبتها العالية في التمثيل في السينما والتلفزيون. فقد تم إهمال علاقة إيرين باباس بالمغرب، حيث زارت الممثلة اليونانية الكبيرة عدة مدن مغربية، منها الدار البيضاء وطنجة وتطوان وشفشاون ومراكش وتافراوت، عندما قامت بالتمثيل في فيلم “عرس الدم” للمخرج المغربي سهيل بنبركة، وهو فليم مقتبس عن مسرحية للشاعر الاسباني فريدريكو غارسيا لوركا. ومثلت أبيضا في فيلم مغربي آخر لم يكتب له الظهور، إذ تم منعه وبقي في أرشيف المركز السينمائي المغربي، لكن لقطات فوتوغرافيه نشرت منه، هو فيلم “أفغانستان لماذا؟” (إنتاج 1984) للمخرج المغربي عبد الله المصباحي، وتم تصوير جل مشاهده بشمال المغرب (تطوان، المضيق، شفشاون)، إلى جانب المصريين عبد الله غيث وسعاد حسني والأمريكي شون كونري وممثلين عالميين آخرين.

كما لعبت إيرين باباس دور السيدة ماريا أميليا أم ليندا الذي أدته المثلة المغربية سعاد حميدو، في مسلسل تلفزيوني فرنسي تناول سيرة المغنية البرتغالية ليندا دي سوزا، (1988). إضافة إلى أن دورها في فيلم “عمر المختار” تميز بمشاهد مشتركة ظهرت فيها إلى جانب الممثلة المغربية ثريا جبران.

مما ذكره السينمائي المغربي علال السهبي البوشيخي، على هامش رحيل إيرين باباس، “إنها واحدة من أفضل الممثلات اليونانيات في الخارج، إلى جانب الممثلة والمغنية والسياسية ميلينا ميركوري”. والفنانتان انتمتا معا إلى الحزب الشيوعي وإلى اليسار اليوناني.

اقتحمت الفنانة الراحلة المشهد الدولي مع فيلم Dead City “مدينة ميتة”، وهو أول فيلم يوناني تم تقديمه في مهرجان كان عام 1952. ثم Les canons de Navarone “مدافع نافارون” في عام 1961، ، إلى جانب غريغوري بيك وأنتوني كوين، في دور محاربة يونانية يعد من أهم أدوارها البارزة خلال مسيرتها المهنية. دون أن ننسى دورها في فيلم (زد  Z) لمواطنها المخرج الشهير كوستا غافراس.

يقول علال السهبي البوشيخي إنه حظي بشرف كبير بأن يكون بجانب إيرين باباس في موقع التصوير بمنطقة تافراوت بالجنوب المغربي سنة 1977، أثناء إنجاز الفيلم الثالث للمخرج سهيل بنبركة “عرس الدم” Noces de Sang.

“كنت أقوم بمهمة مساعد أول للمخرج ومصمم ديكور ومصمم أزياء. إضافة إلى مهمة المترجم لإيرين باباس التي قامت بدور الأم في الفيلم، ومثل معها العربي الدغمي، ولوران ترزييف، وميلود حبيشي، ونعيمة المشرقي. إنها واحدة من أعز ذكرياتي – يقول علال السهبي – بجانب هذه المرأة الاستثنائية، “بما في ذلك حفلة لا تنسى طلبت مني تنظيمها ودعت إليها فريق العمل بأكمله. وطوال الأمسية استمتعنا بالأغاني التي أدتها إيرين باباس بشكل رائع للغاية. فقد كانت مغنية رائعة أيضًا”.

ويروي علال السهبي البوشيخي أيضًا هذه الطرفة:

علال السهبي مع إيرين باباس أثناء تصوير فيلم "عرس الدم" والملصق الاسباني للفيلم
علال السهبي مع إيرين باباس أثناء تصوير فيلم “عرس” الدم والملصق الاسباني للفيلم

كان هناك مشهد اضطرت فيه إيرين باباس إلى صفع الممثل الحبشي، الذي لعب دور ابنها في الفيلم، وقد اضطر المخرج لإعادة تصوير المشهد عدة مرات، خاصة أن الحبشي كان ينسى أداء حواره، مما كلفه أخذ صفعات متكررة منها، و لم يتم توفقه في أداء المشهد بشكل جيد رضي عنه المخرج تماما، إلا بعد تصوير اللقطه الرابعة أو الخامسة. لما عاتبت إيرين ميلود الحبيشي قائلة: “لماذا لا تتكلم.. هل فقدت لسانك؟ وكان جواب الحبشي، أن وضع يده على خده مثل طفل، مكتفيا بإيماءة من رأسه، يريد بها قول كلمة “نعم”. هنا صاح سهيل بنبركة: اقطع.. صحيح”.

إثر هذه اللحظة جرت آيرين باباس واحتضنت حبشي بين ذراعيها وأخذت تقبله عدة قبلات على خده. بعدها قال ميلود الحبشي لعلال: “الآن سأرى إن كان سيطلب مني أن أعيد بقية النص.. ألا يوجد المزيد من الصفعات؟ أجابه علال بـ: “لا، عليك ألا تقلق”. لكن الحبشي رد عليه: “لقد صفعتني “بنت اللذين” بشدة، هذا ما جعلني أنسى حواري، ولكن يا لها من مكافأة لطيفة يا أخي عندما عانقتني وقبلتني”…

<

p style=”text-align: justify;”>وتابع ميلود الحبشي “يا علال، إنها كانت تصفعني بشدة حقيقية، حتى أني كنت أفقد صوابي وأنسى كل شيء.. ولكن في النهاية يا أخي.. لن أنسى أبدا ذلك العناق منها وتلك القبلات.. عمري ما ننساها…”.

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد الرحيم التوراني

صحفي وكاتب مغربي، رئيس تحرير موقع السؤال الآن