اليوم الـــ 105 للحرب: كييف تحصل على عتاد روسي عالي القيمة .. وتحكم قبضتها على خاركيف
السؤال الآن ـــــــ وكالات وتقارير
في اليوم الـــ 205 للحرب، تواصل تقدم القوات الأوكرانية في شمال شرق البلاد، مع استعادة عشرات البلدات التي ظلت لأشهر طويلة تحت سيطرة القوات الروسية، وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية في نشرتها الاستخباراتية اليومية على تويتر، الخميس أن العتاد الذي تخلت عنه القوات الروسية المنسحبة، عالي القيمة. وقالت أنه يتضمن معدات أساسية في أسلوب الحرب الروسية الذي يركز على المدفعية.
وأشارت إلى أن القوات الأوكرانية تواصل إحكام قبضتها على المناطق المحررة حديثا في منطقة خاركيف أوبلاست. كما أفادت بأن القوات الروسية انسحبت بشكل كبير من المنطقة الواقعة غرب نهر أوسكيل في خاركيف.
وأوضحت أن “طريقة الانسحاب تنوعت على مدى الأسبوع الماضي بين تراجع لبعض الوحدات بشكل منظم نسبيا وتحت السيطرة، وبين فرار البعض الآخر في حالة من الذعر على ما يبدو.”
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية شن ضربات صاروخية ومدفعية واسعة على مواقع القوات الأوكرانية في مقاطعات عدة، في حين قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) إن حلفاء كييف قدموا لها قدرات غير مسبوقة أحدثت فرقا على أرض المعركة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن أكثر من 500 عسكري أوكراني قُتلوا أو جرحوا، بضربات مكثفة على مواقعهم في مقاطعتي ميكولايف وخيرسون، إضافة إلى تدمير معدات عسكرية تابعة لهم، إلى جانب هجمات واسعة على خاركيف ودونيتسك.
في الأثناء، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك (شرقي أوكرانيا) أنهم سيطروا على بلدة مايورسك الإستراتيجية، جنوب مدينة باخموت في المقاطعة، بدعم من الجيش الروسي. كما بث الانفصاليون صورا قالوا إنها لتعزيز المواقع في مدينة ليمان، الخاضعة لسيطرة القوات الروسية، بعد تعرضها لمحاولات اقتحام من قبل الجيش الأوكراني.
من جهة ثانية، وصف يوري ساك، مستشار وزير الدفاع الأوكراني والمتحدث باسم وزارة الدفاع، تقدم القوات الأوكرانية في خاركيف بالانتكاسة الكبيرة لروسيا.
وأضاف ساك لــ “الجزيرة” أن التقدم أظهر إمكانية هزيمة الجيش الروسي، وأن هدفهم هو تحرير كل المدن والقرى الأوكرانية.
من جهته، أكد ممثل الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن هناك انقساماً حاداً داخل الكرملين بعد التقدم الأوكراني الأخير والتأخر في التعبئة العامة، لافتاً إلى ضرورة استثمار هذه الحالة.
وأضاف في تصريحات لصحيفة “إل موندو” الإسبانية، أن الصراع ضد روسيا سيحسم في أرض المعركة، مؤكداً أن الدبلوماسية توقفت. وأوضح أن الوقت الحالي ليس وقت الاستسلام في أوكرانيا، مشيراً إلى ضرورة الاستمرار في دعمها.
في موازاة ذلك، قال إنه يجب مواجهة طريقة تفكير بعض الأوروبيين الذين يميلون إلى التوقف عن دعم أوكرانيا ويريدون إنهاء الصراع، معتبراً أنهم لا يستطيعون تحمل عواقبه وارتفاع الأسعار.
ووسط تصاعد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة على خلفية دعم الأخيرة لأوكرانيا بالسلاح والصواريخ المتطورة، حذرت وزارة الخارجية الروسية مجددا من تخطي الخطوط الحمر. وشددت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، في إفادة صحافية اليوم، على أنه “إذا قررت واشنطن تزويد كييف بصواريخ طويلة المدى، من منظومات هيمارس، فسوف تعبر الخط الأحمر، وتصبح طرفًا مباشراً في النزاع”.
كما أكدت أن بلادها تحتفظ بحق الدفاع عن أراضيها إذا أصبحت واشنطن طرفا في الصراع.
واتهمت القوات الأوكرانية بارتكاب جرائم تصفية في المناطق التي انسحبت منها القوات الروسية شمال شرق أوكرانيا، لاسيما في إقليم خاركيف. وقالت “إن التقارير العديدة عن تصفيات نفذتها الخدمات الخاصة والتشكيلات المسلحة للنازيين الجدد في الأراضي الأوكرانية التي انسحبت منها القوات الروسية تثير القلق”، في إشارة إلى القوات الأوكرانية.
كما اتهمت كييف بتصفية وقتل مدنيين، واصفة ما يحدث في خاركيف بأنه “خروج مطلق عن القانون ولا يتناسب مع أي قاعدة من قواعد القانون الدولي”.
من جهة ثانية، اعتبري أن حالة عدم الانحياز ونزع السلاح هما فقط السبيل الوحيد الممكن لتوفير ضمانات أمنية حقيقية لأوكرانيا. وقالت أن “الدعم المالي الغربي أو المساعدة الفنية لا يوفران ضمانات أمنية حقيقية لأوكرانيا، بل عودة هذا البلد إلى وضعه المحايد البعيد عن التكتلات”.
بالتزامن مع تحذيرات زاخاروفا، أعلن مجلس الأمن القومي الأميركي أنه يحضر لحزمة مساعدات عسكرية جديدة من أجل دعم كييف. وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت الشهر الماضي، مساعدة عسكرية جديدة للأوكران بقيمة 775 مليون دولار، تشمل خصوصاً منظومات مدفعية دقيقة من طراز هيمارس.
من جهتهم، أعلن وزراء التجارة في مجموعة السبع، الخميس، أنهم سيسعون لتكثيف الضغط على روسيا للحد من الوسائل المتاحة لموسكو لتمويل حربها في أوكرانيا.
وقال الوزراء في بيان بعد اجتماع في ألمانيا، إن مجموعة السبع “ستواصل وتوسّع جهودها المنسّقة لمنع روسيا من الاستفادة من عدوانها غير الشرعي”، وستحد من قدرتها على مواصلة الحرب.
من المانيا، أعلنت وزيرة الدفاع كريستين لامبرخت أن بلادها سترسل مزيدا من قاذفات الصواريخ إلى القوات الأوكرانية.
وقالت خلال مؤتمر Bundeswehr “لقد قررنا تسليم قاذفتي صواريخ من نوع MARS II متعددة الإطلاق، بما في ذلك 200 صاروخ إلى أوكرانيا”، مضيفة أن تدريب الطاقم الأوكراني عليها كان من المفترض أن يبدأ في سبتمبر.
كما أكدت أن بلادها سترسل أيضا 50 ناقلة جنود من طراز Dingo، في إشارة إلى المركبات المدرعة التي استخدمها الجيش الألماني على نطاق واسع خلال عمليات الناتو العسكرية في أفغانستان.
وأوضحت أن صفقة تبادل المركبات مع اليونان وأوكرانيا اكتملت تقريبًا، ما يعني أن ألمانيا ستسلم قريبًا أكثر من 40 مركبة Marder IFV إلى أثينا، على أن ترسل الأخيرة إلى كييف نحو 40 مركبة من طراز BMP-1 IFVs السوفياتية الصنع.
ومن العاصمة كييف وبلباس تحاكي ألوانه العلم الأوكراني، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي تمضي قدما.
وشددت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن الاتحاد سيدعم القوات الأوكرانية في حربها ضد روسيا “طالما اقتضت الضرورة”، بحسب ما أفادت فرانس برس.
واضافت: “لا يمكننا أبدا أن نجاري التضحية التي يبذلها الأوكرانيون، ولن نتمكن من تعويض أولئك الذين يقاتلون من أجل الديمقراطية والقانون”، مشددة على أن الدول الأوروبية ستبقى حاضرة لدعم كييف، وقالت: “كل ما نستطيع قوله هو أنكم ستجدون أصدقاءكم الأوروبيين إلى جانبكم طالما اقتضت الحاجة”.
من جانبه، كرر زيلينسكي التأكيد على رغبة بلاده الملحة في الوقت الحاضر بالانضمام إلى السوق الأوروبية الموحدة، مع المضي قدما في الانضمام الكامل إلى الاتحاد.
الى ذللك، أعلنت الخزانة الأميركية في بيان، فرض عقوبات جديدة على أكثر من 40 روسيا و30 شركة روسية.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي السابق ورئيس حركة “خمس نجوم”، جوزيبي كونتي، أن “حركة 5 نجوم الاجتماعية والسياسية تعارض إمدادات أسلحة جديدة لأوكرانيا”، مضيفاً: “لا يحتاج الأوكرانيون إلى شحنات جديدة من الأسلحة بعد الدفعة الرابعة التي أرسلتها إيطاليا، إنهم جيدون (القوات الأوكرانية) بالفعل، مسلحون بشكل كبير من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا”.
وأكد في تصريح، أنه “في الوقت الحالي، هناك حاجة إلى شريك داخل الحلف الأوروبي الأطلسي ليكون قادرا، من خلال الجهود الدبلوماسية، على التحضير لإحداث انعطاف في محادثات السلام”، منوهاً بأنه “يمكن لإيطاليا أن تلعب هذا الدور”.
<
p style=”text-align: justify;”>وأوضح كونتي، أنه “إذا أردنا مساعدة أوكرانيا، فهي بحاجة إلى جهود دبلوماسية جادة لحل هذا النزاع سلميا. وإلا، وبغض النظر عن النجاحات العسكرية المتناوبة، سيزداد عدد الضحايا الأبرياء والمدن المدمرة، وخطر وقوع حادث نووي”، وشدد على ضرورة “الحوار والمناقشة المفتوحة لهذه القضية بين حلفاء الناتو”، واضاف: “نحن بحاجة إلى تحقيق تحول في هذا الصراع وتحديد السيناريو الجيوسياسي الذي نود أن يكون في العقود القادمة”.