مونديال 2022 تحت قيظ ملاعب قاتلة

مونديال 2022 تحت قيظ ملاعب قاتلة

اللاعب الدولي السابق الفرنسي إيريك كانتونا يقود حملة مقاطعة مونديال قطر 

 

باريس-المعطي قبال

« قطر غيت»، «مونديال العار»، «الاستعباد الجديد» الخ

بدأت حملة مناهضة بل مقاطعة المونديال تتصاعد بانتظام بفرنسا، بلجيكا، وبلدان أخرى وذلك بتدخل شخصيات شهيرة في عالم الرياضة، السينما، السياسة.

فقد أعلن اللاعب الدولي السابق، إيريك كانتونا أنه لن يشاهد ولو مبارة واحدة، مفضلا مشاهدة مسلسلات كولومبو. وفي رسالة تناقلتها الصحف ومنصات التواصل الاجتماعي، أشار كانتونا بأن قطر ليس بلدا تمارس به كرة القدم. تنعدم فيه الحماسة والذوق. تنظيم المونديال بهذا البلد انحراف إيكولوجي..

أما الممثل السينمائي ماتيو لاندون، رئيس الدورة 75 لمهرجان كان السينمائي، فقد صرح على أمواج إذاعة فرانس أنتير أن «هذه الحكاية مقرفة. اليوم تجتاحنا الأموال الملطخة بالدم… نحن بصدد مصحة كبرى للأمراض العقلية: في نفس السنة تقام الألعاب الشتوية ببلد يفتقد إلى الثلج (الصين)، وينظم المونديال في بلد تصل فيه الحرارة إلى 60 درجة!». كما وقعت 250 شخصية فرنسية مقيمة بمنطقة لو غارد، عريضة تدعو فيها إلى مقاطعة المونديال. أما اللاعب الألماني سابقا فيليب لاهن، رئيس اللجنة التنظيمية لأورو 2024 والذي سيقام بألمانيا، فقد صرح أنه لن يذهب لقطر مركزا على أن «حقوق الإنسان يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لما يتم تكليف دولة ما بتنظيم إحدى البطولات». هذا دون الحديث عن المنصات الالكترونية المناضلة مثل منصة “ميديابارت” التي أعدت فيلما وثائقيا بالتعاون مع منظمة أمنيستي أنترناسيونال وقامت بتغطية، من قلب الأوراش، للعمل الذي ذهب ضحيته آلاف العمال (6500 حسب الإحصائيات المتوفرة)، بسبب الحر المفرط وسوء المعاملة، وبالأخص الإبقاء على العمال في ظروف لا إنسانية من حيث الإقامة والتغذية، والمصاريف الخ… ظروف جعلت منهم عبيد الأزمنة الحديثة. على المرء أن يتوفر على سبعة أرواح للعمل في بناء الملاعب السبعة. وتركزت الانتقادات من جهة أخرى على الفيفا التي لم يصدر عنها أي موقف يندد بالظروف اللاإنسانية للعمال الأجانب. وقد طرحت أمنيستي فيلما وثائقيا يعرض للظروف التي يعيشها هؤلاء العمال الذين يعيشون من دون ماء ولا كهرباء في مراقد مكتظة تناهز حرارتها 50 درجة. يشتغلون 12 ساعة في اليوم وطيلة الأسبوع بأكمله.   ولتعويض هؤلاء العمال، طالبت أمنيستي أنتيرناسيونال من قطر صرف تعويضات بمبلغ 440 مليون دولار. هذا مع العلم أن 6500 عامل قد توفوا خلال تشييد الملاعب كما سلف الذكر. إلى هذه اللائحة القصيرة يجب إضافة أصوات بعض الأحزاب السياسية مثل الخضر، الحزب الشيوعي، الحزب الاشتراكي أي أغلبية اليسار الفرنسي الذي يرى في قطر التجسيد الهجين لحداثة عمياء وتقليد عشائري

إن كان فريق المقاطعة حتى وإن كانت على رأسه شخصيات معروفة، يزداد حجما وعددا باسم الدفاع عن الحريات الأساسية وباسم الدفاع عن البيئة، فإن فريقا أخر لا يؤمن بنجاعة المقاطعة ويفضل بالتالي نشاط التوعية والتحسيس للرأي العام بهذه القضايا الهامة، لكن انطلاقا من منصة المونديال، بدأ في إسماع صوته. هذا الموقف عبرت عنه بعض فدراليات كرة القدم مثل فدرالية بلجيكا والفيدرالية الألمانية والإنجليزية.

<

p style=”text-align: justify;”>الرهان التجاري والاقتصادي والإعلامي لهذه التظاهرة لا يخفى على أحد. إن كانت المباريات ستنقل بكل اللغات، فإن المونديال لا يجيد إلا لغة واحدة هي لغة الدولار. وقد حفظ بعض اللاعبين قواعد هذه اللغة جيدا لأنهم سيمنحون أموالا وينصرفون إلى حال سبيلهم. من تم صمتهم العميق. وليس الرياضيون وحدهم من تستهويهم دولارات قطر، بل هناك فنانون ورجالات سياسية بدأوا يتدافعون لجني على هامش التظاهرة ما تيسر من المال القطري. الرهان الثاني يتعلق بتنظيم التظاهرة: في الوقت الذي ستطلق فيه المكيفات الهوائية بالملاعب وتمطر السماء رذاذا اصطناعيا للتخفيف من الحرارة، من المحتمل أن تعاني أوروبا من رعشة البرد القارص، خصوصا مع أزمة الغاز وتخفيض التسخين إلى 19 درجة، قد يصعب على المتفرجين، وبالأخص في الأحياء الشعبية، الخروج للتفرج على المباريات في الفضاءات المخصصة لنقل المباريات. إننا أمام معادلة صعبة تختلط فيها الرياضة بالسياسة وبالتاريخ. وغالبا ما يكون فيها الرابح خاسرا!

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".